دير السيدة العذراء مريم بالديابات- الحواويش

 

دير السيدة العذراء مريم بالديابات- الحواويش

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

مصر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تمتلك العديد من المبانى الاثرية التى تعود إلى عصور زمنية مختلفة ،

لذا قيل من ليس له ماضى ليس له حاضر والمبانى الأثرية في أى مكان هي الشاهد الوحيد على مدى أصالة وعراقة الشعوب،
كما أن سوهاج وتحديدا مدينة أخميم هي واحدة من أهم المدن التي جمعت كل الحضارات بين جوانبها

فرعونية ويونانية وقبطية وإسلامية وهذا يتضح من تلك المعالم الأثرية الموجودة بأنحاء المدينة الخالدة.
أيضا من أهم الاثار الموجودة بالمدينة العريقة اخميم الاثار القبطية وفى مقدمتها الكنائس والأديرة التي تعود للقرون الأولى من الزمان.

وفى هذه المقالة نتحدث فقط عن دير دير السيدة العذراء بالديابات.

موقع الدير وتاريخه:
كما يقع هذا الدير على مسافة 4 كم شرق قرية الحواويش التي تبعد 12 كم جنوب شرق أخميم،

ويرجع تاريخه إلى القرن 17 و18 الميلادي ، يحيط بالدير سور مربع.

كنيسة الدير:

وتعتبر كنيسة الدير هي المبنى الرئيسى بالدير ، والكنيسة تشترك مع كنائس أخميم في الطراز حيث تتكون من ثلاث هياكل نصف دائرية تزينهما الحنيات وعلى الجانبين حجرتان عميقتان يوصلان إلى ممر خلف الهياكل يسمى الضفير وصحن الكنيسة يتوسطه أربعة أعمدة مستديرة تحمل القباب .

كنائس الدير:

حاليا تقع كنيسة القديسة الطاهرة مريم أم النور بالجزء الشرقي من الدير

كما تقع كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا في الجهة البحرية من الدير.

صحن الكنيسة:

كما أن صحن الكنيسة يتوسطه أربعة أعمدة مستديرة تحمل القباب .
أما أعمدة الكنيسة وقبابها مزخرفة بالطرف المحروق الملون بالأسود والأحمر تذكر الزائر بشهداء أخميم الذين ملآت دمائهم حوائط الكنيسة عند احتفالهم بعيد المييلاد فى عهد أريانوس ودقلديانوس وجميع مبانى الكنيسة حديثة وبالكنيسة كرسي للقديس الأنبا يوساب الأبح.

قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث واعادة الحياة الرهبانية إلى اديرة اخميم:
وكان‏ ‏اشتياق‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏هو
‏ ‏إعادة‏ ‏الحياة‏ ‏الرهبانية‏ ‏إلي‏ ‏أديرة‏ ‏أخميم‏ ‏وخاصة‏ ‏أن‏ ‏بعضها‏ ‏أثري‏ ‏وبه‏ ‏أجساد‏ ‏لقديسين‏ ‏عظماء‏,‏

فأرسل‏ ‏عام‏ 1979 ‏القس‏ ‏ديسقورس‏ ‏الأنبا‏ ‏بيشوي‏ (‏أمين‏ ‏الدير‏ ‏حاليا‏) ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏.‏
وبدأ‏ ‏القس‏ ‏ديسقورس‏ ‏في‏ 10-11-1979 ‏بمعونة‏ ‏بعض‏ ‏الشباب‏ ‏في‏ ‏رفع‏ ‏الأحجار‏ ‏والأتربة‏ ‏والزلط‏ ‏الذي‏ ‏يملأ‏ ‏المكان‏ ‏وتنظيف‏ ‏مذابح‏ ‏كنائس‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏الخفافيش‏ ‏والحشرات‏,‏وكانت‏ ‏قباب‏ ‏الدير‏ ‏متصدعة‏,‏وأبواب‏ ‏الهياكل‏ ‏والكنائس‏ ‏منزوعة‏ ‏ونهبت‏ ‏كل‏ ‏محتويات‏ ‏الدير‏,‏وفي‏ ‏البداية‏ ‏كانت‏ ‏الأدوات‏ ‏الموجودة‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏حصير‏ ‏ووسائد‏ ‏من‏ ‏الليف‏ ‏وطبلية‏ ‏وأدوات‏ ‏فخارية‏ ‏للشرب‏(‏أزيار‏ ‏وقلل‏) ‏وفرن‏ ‏لتسوية‏ ‏القربان‏ ‏والطعام‏,‏وبعض‏ ‏الأواني‏ ‏من‏ ‏النحاس‏ ‏والألومنيوم‏ ‏لغسل‏ ‏الملابس‏.‏

ترميم الدير:

تم ‏ترميم‏ ‏كنيستي‏ ‏العذراء‏ ‏والأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏والأنبا‏ ‏بولا‏ ‏وإصلاح‏ ‏ ‏القباب‏ ‏والأرضيات‏

أيضا تم عمل‏ ‏حوامل‏ ‏الأيقونات‏ ‏المطعمة‏ ‏بالعاج‏,‏ والدهانات‏ ‏والبياض‏,‏مع‏ ‏الاحتفاظ‏ ‏بالطابع‏ ‏الأثري‏ ‏والروحي‏ ‏للمكان‏ ‏ويوجد‏ ‏الآن‏ ‏بكنائس‏ ‏الدير‏ ‏مايقرب‏ ‏من‏ 27 ‏ذخيرة‏ ‏وجوهرة‏(‏رفات‏ ‏القديسين‏ ‏تسمي‏ ‏ذخيرة‏ ‏أو‏ ‏جوهرة‏) ‏منها‏ ‏علي‏ ‏سبيل‏ ‏المثال‏ ‏لا‏ ‏الحصر‏,‏جوهرة‏ ‏من‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏ ‏سمعان‏ ‏الدباغ‏ ‏ومن‏ ‏رفات‏ ‏الشهيد‏ ‏مارجرجس‏ ‏الروماني‏,‏ والشهيد‏ ‏شورة‏ ‏الصبي‏(‏شهيد‏ ‏أخميم‏).‏ ومن‏ ‏رفات‏ ‏الشهيد‏ ‏يوليوس‏ ‏الأقفهصي‏
(‏كاتب‏ ‏سير‏ ‏القديسين‏) ‏والشهيد‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏وجزء‏ ‏من‏ ‏شعر‏ ‏مريم‏ ‏المجدلية‏.‏

دير السيدة العذراء مريم بالديابات- الحواويش

كما يعد من‏ ‏أهم‏ ‏الإصلاحات‏ ‏التي‏ ‏تمت‏ ‏في‏ ‏بداية‏ ‏تعمير‏ ‏المكان‏ ‏إقامة‏ ‏مبنيين‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏القلالي‏ ‏البحرية‏ ‏والشرقية‏ ‏من‏ ‏دورين‏ ‏وبهما‏ ‏المطبخ‏ ‏والمائدة‏,‏وقلالي‏ ‏للآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏وكانت‏ ‏مبنية‏ ‏بصورة‏ ‏بدائية‏ ‏جدا‏,‏أما‏ ‏طالبو‏ ‏الرهبنة‏ ‏فلهم‏ ‏مجموعة‏ ‏قلالي‏ ‏في‏ ‏المنطقة‏ ‏الغربية‏ ‏البحرية‏,‏

كذلك‏ ‏تم‏ ‏إقامة‏ ‏مضيفة‏ ‏لاستقبال‏ ‏زوار‏ ‏الدير‏,‏وتم‏ ‏عمل‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏وسط‏ ‏قلالي‏ ‏الرهبان‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏الأنبا‏ ‏أبرآم‏.‏
حاليا توجد‏ ‏‏ ‏مكتبة‏ ‏قرب‏ ‏السور‏ ‏الخارجي‏ ‏للدير‏ ‏تضم‏ ‏هدايا‏ ‏وبعض‏ ‏منتجات‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏عسل‏ ‏النحل‏ ‏أما‏ ‏خارج‏ ‏أسوار‏ ‏الدير‏ ‏فتوجد‏ ‏حجرات‏ ‏ماكينة‏ ‏المياه‏ ‏ومولدات‏ ‏الكهرباء‏.‏
بينما كان في‏ ‏البداية‏‏ ‏نقل‏ ‏المياه‏ ‏للمكان‏ ‏يتم‏ ‏بعربة‏ ‏صغيرة‏ ‏ثم‏ ‏قمنا‏ ‏بمحاولات‏ ‏لحفر‏ ‏بئر‏ ‏للمياه‏,

كما كانت‏ ‏المياه‏ ‏لها‏ ‏أثر‏ ‏ملوحة‏ ‏وكنا‏ ‏نستخدمها‏ ‏في‏ ‏الطهي‏ ‏والشرب‏ ‏والنظافة‏,‏ثم‏ ‏وافقت‏ ‏هيئة‏ ‏الآثار‏ ‏علي‏ ‏مد‏ ‏خط‏ ‏طوله‏ 350 ‏مترا‏.‏ ولم يكن بالدير كهرباء.

توصيل الكهرباء وإقامة دار للاستقبال والضيافة وبيت خلوه:

أخيرا و بتصريح‏ ‏من‏ ‏وزيري‏ ‏الثقافة‏ ‏والكهرباء‏ ‏تم‏ ‏تركيب‏ ‏محول‏ 100 ‏كيلو‏ ‏فولت‏ ‏وأصبحت‏ ‏المحطة‏ ‏تعمل‏ ‏أوتوماتيكيا‏ ‏حينما‏ ‏ينقطع‏ ‏التيار‏ ‏الخارجي‏.‏
تم‏ ‏إقامة‏ ‏مكان‏ ‏لاستقبال‏ ‏الضيوف‏,‏وبيت‏ ‏خلوة‏ ‏روحية‏ ‏للشباب‏ ‏وورشة‏ ‏صغيرة‏ ‏لتصنيع‏ ‏مستلزمات‏ ‏الدير‏ ‏الخشبية‏

كما ويوجد‏ ‏حظيرة‏ ‏للدواجن‏ ‏والطيور‏.‏وبعد‏ ‏هذا‏ ‏التعمير‏ ‏الأولي‏ ‏أخذ‏ ‏الدير‏ ‏وضعه‏ ‏علي‏ ‏خريطة‏ ‏الأديرة‏ ‏المصرية‏.

لذلك نطلب شفاعة العذراء مريم ام النور لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى