كنيسة ودير الأنبا رويس القبطي الأرثوذكسي

دير الخندق ( كنيسة ودير الأنبا رويس القبطي الأرثوذكسي)، العباسية، القاهرة، مصر

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

حاليًا منطقة الدير أصبحت هي منطقة محيط الكاتدرائية المرقسية الكبرى الجديدة بالعباسية،

كما لا يوجد رهبان به، ولا آثار من الدير سوى الكنيسة الأثرية .

نبذة تاريخية عن دير الأنبا رويس:

كان يطلق قديمًا على منطقة الأنبا رويس اسم “دير الخندق”.
كما  يرجع أصل هذا الدير إلى سنة 969 م. عندما نزل بمصر جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وشرع بعد نزوله فورًا في تأسيس مدينة القاهرة وبناء قصر كبير بجهة الجمالية ليكون مقرًا لإقامة المعز. فصادفه عند تخطيط القصر ديرًا للقبط في تلك الجهة يسمى “دير العظام ” مدفونًا به بعض أجساد القديسين. فأراد جوهر إدخال هذا الدير ضمن تخطيط القصر، فأخذه فعلًا وتقل الأجساد المدفونة فيه إلى منطقة الخندق وبذلك عوض الأقباط عن دير العظام ” دير العظمة ” بدير الخندق الذي أنشأ في القرن العاشر الميلادي. ومنطقة الخندق هي المنطقة الممتدة الآن من دير الملاك البحري حتى العباسية. ولهذا سمى الدير بدير الخندق ومازال حتى الآن يوجد شارع بهذا الاسم في منطقة دير الملاك.

كنائس الدير الاصلية:

أيضا كان الدير يتضمن منذ سبعة قرون عشر كنائس أكبرهم حجمًا كنيسة باسم القديس جورجيوس، وباقى الكنائس للقديس أبو مقار، الشهيد آبالي ابن يسطس، السيدة العذراء مريم البتول، الشهيد مرقريوس، القديس أبو بقطر، القديــس فيلا ثاؤس، وكنيسة باسم التلاميذ، وأخرى للأرمن

بناء كنيستين سنه 1280م.

و في عصر السلطان قلاوون حوالي سنة 1280 م تخربت هذه الكنائس ثم عاد الأقباط فبنوا كنيستين في سلطنة ابنه المنصور قلاوون إحداهما باسم رئيس الملائكة المبشر غبريال والثانية باسم القديس مرقريوس وهى الكنيسة التي دفن فيها القديس الأنبا رويس سنة 1405 ميلادية وعرفت هذه الكنيسة فيما بعد باسم كنيسة الأنبا رويس.
أما كنيسة الملاك فقد تخربت سنة 1888 ميلادية ثم شيدت بدلًا منها كنيسة باسم السيدة العذراء شرقيّ كنيسة الأنبا رويس تجددت عمارتها عدة مرات آخرها سنة 1922 و ظل يصلي فيها شعب المنطقة حتى عام 1968 حيث هدمت لتحل محلها كاتدرائية مارمرقس الجديدة.

مبنى الكاتدرائية المرقسية الجديدة في أرض الأنبا رويس بالعباسية :

في الستينيات من القرن العشرين في 24 يوليو سنه 1965 (خلال احتفالات العيد الثالث عشر للثورة)، احتفل في سرادق كبير بأرض الأنبا رويس بوضع حجر الأساس لبناء أكبر كاتدرائية في الشرق باسم القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية، وحضر الحفل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتحدث في هذا الاحتفال العظيم موضحاً سياسة الدولة نحو جميع المواطنين واحدة وأن بناء الدولة قائم على المحبة التي تربط بين عنصريّ الأمة، وأعلن الرئيس الراحل تبرع الحكومة بمبلغ مائه ألف جنيه مساهمة من الدولة في بناء الكاتدرائية الجديدة.

كنيسة ودير الأنبا رويس القبطي الأرثوذكسي

لقد كان الاحتفال بوضع حجر الأساس صورة جميلة للوحدة الوطنية وإظهار لروابط المحبة بين عنصريّ الأمة. وفى الاحتفال ورد في خطاب قداسة البابا المتنيح كيرلس السادس إعلان رسمي باحتفال الكنيسة بافتتاح الكاتدرائية سنة 1968 وسيكون احتفالاً عالمياً بمرور 19 قرن على استشهاد القديس مرقس، وتعجب الحاضرون كيف يمكن في هذه الفترة القصيرة بناء هذا الصرح الضخم
ثم أعلن قداسة البابا المتنيح بعد ذلك عن مسابقة عامة بين المهندسين لتقديم أحسن مشروع للكاتدرائية المرقسية الجديدة، وتشكلت لجنه اختارت أحسن المشروعات.

صلاة تبريك مكان الكاتدرائية بيد البابا كيرلس السادس:

وفى 8 مايو 1967 (عيد استشهاد مارمرقس وعشية ميلاد أم النور ) أقام قداسة البابا كيرلس السادس صلاة تبريك في مكان البناء ورش ماءً مقدساً إيذانًا ببدء العمل في الكاتدرائية، وكانت معجزة حقاً أن تم العمل في نحو عشرة أشهر بعد أن تم تشغيل نحو ألف عامل واستخدام الكثير من الآلات وأسهمت الدولة في بناء الكاتدرائية بدفعة أخرى مقدارها خمسين ألف جنيه كما أسهم الشعب والكنائس بتقديم تبرعاتهم لهذا المشروع الكبير كذلك بذلت الحكومة المصرية ووزارة الإسكان جهوداً جبارة لإنجاز الهيكل الخرسانة للكاتدرائية في ميعاد الاحتفال الذي أعلنه قداسة البابا كيرلس السادس بمرور 19 قرناً على استشهاد القديس.
وفى صباح يوم الثلاثاء 25 يونية 1968 أحتفل رسمياً بافتتاح كاتدرائية مارمرقس الجديدة بدير الأنبا رويس، بحضور:
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
الإمبراطور الراحل هيلاسيلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا ቀዳማዊ ኃይለ ሥላሴ
وحضرت وفود من ممثلي كنائس العالم.

إذاعة حفل افتتاح الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية:

وأذاع التلفزيون المصري الحفل على الهواء، وأُلْقِيَت كلمات قوية هَزَّت مشاعر الناس من قداسة البابا كيرلس السادس، وقداسة مارأغناطيوس يعقوب الثالث، ومن الكاردينال ديفال مندوب بابا روما، وغبطة الأنبا ثاؤفيس نائب بطريرك جاثليق أثيوبيا، ومن مندوب بطريركية موسكو الذي أعلن أن كنيسة موسكو قدمت للكاتدرائية الجديدة مذبحاً مُذْهَبًا.

كما كانت الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية احتفالاً ضخماً مكون من مجموعة احتفالات فقد صاحبه الاحتفال بحضور رفات مارمرقس من الفاتيكان،

أيضا كان من ضمن برنامج الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية أيضاً افتتاح طريق العائلة المقدسة في مصر بمسيرة أشترك فيها مندبو الكنائس كذلك لا ننسى أنه بداية نفس العام في أبريل 1968 كانت فرحة الكنيسة القبطية أيضاً لظهور السيدة العذراء على كنيستها بالزيتون.
وفى صباح يوم الأربعاء 26 يوليو 1968. احتفلت الكنيسة بإقامة أول قداس على مذبح الكاتدرائية، وكان قداساً تاريخياً فريداً اشتركت فيه الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

عظات المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث وقداسة البابا تؤاضروس الثانى:

أيضا شهدت الكاتدرائية المرقسية الكبرى العظات العديدة لقداسة البابا المتنيح شنودة الثالث. وكذلك الصلاة على قداسته يوم انتقاله للفردوس.
وتشهد الان عظات قداسة البابا تؤاضروس الثانى أسبوعيا يوم الأربعاء.
وتقام القداسات والصلوات والتسابيح بها.

مزار القديس مار مرقس والانبا رويس:

كما يوجد أسفل الكاتدرائية مزار القديس العظيم مار مرقص كاروز الديار المصرية وناشر المسيحية بمصر .
ويوجد بالكنيسة الأثرية مزار القديس الانبا رويس وغيره من القديسين.

كنيسة ودير الأنبا رويس القبطي الأرثوذكسي

ختاما:
نطلب شفاعة القديس مار مرقس والانبا رويس وجميع الشهداء والقديسين لمصرنا الحبيبة ولنا ولكم وللجميع.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى