الفن القبطى والايقونة القبطية

الفن القبطى والايقونة القبطية

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

الفن القبطى هو الفن المصري القديم بعينه ولكن الاختلاف يعود في زمن الفن. إذ ان الفن المصري كان ينقش على معابد وهياكل المصريين والفن المصري الأوسط وإلى الآن ينقش على كنائس وهياكل المسيحية. دراسة الفن القبطي هي جزء من علم القبطيات.

السمات العامة للفن القبطى:

فن ارتجالى بسيط لان الرهبان الذين كانوا يشرفون عليه لم تكن لهم دراية تامة من الناحية الفنية، كما كان الإنتاج يتم في جو مشحون بالقلق بعيدا عن الطمأنينة وراحة البال.
اتسم باستخدام الهالة على رؤوس القديسين والشهداء وأحيانا كان يضع تاجا أو يستخدم الاثنين معا.
البعد عن محاكاة الطبيعة وتقليدها، فالرسوم كان كانت محورة ورمزية وتظهر مميزات الاشكال المرسومة فقط.
تميز الفنان القبطي عن الفنان البيزنطي في تصوير صور القديسين حولها هالة من النور في حين الفنان البيزنطي كان يرسم تاج على رأس القديس.
كما تميز أيضاً في أن يعرض صور القديس فرحة مشرقة الوانا مشرقة خاصة وجه القديس اوالقديسة ليوضح موضوع عقائدي إذ يبرز الفرحة بالحياة الأبدية التي نالها هذا القديس أو هذه القديسة.

بعض الأيقونات القبطية:

بالإضافة إلى أيقونات: السيد المسيح، السيدة العذراء، الملاك ميخائيل، مار مرقس- كاروز الديار المصرية، وعدد آخر من الشهداء والقديسين، من أشهرهم مار جرجس ومار مينا وفيلوباتير مرقوريوس أبي سيفين والقديسة دميانة والأربعين عذراء، والأنبا بولا والأنبا أنطونيوس والأنبا بيشوي والأنبا شنودة والبابا كيرلس السادس وغيرهم.

الأيقونة القبطية.. فن شعبي يصور الحياة والتاريخ والناس:

الأيقونة هي واحدة من الفنون المصرية/ القبطية، وهي عبارة عن صورة مرسومة ( تم تدشينها بزيت الميرون) تتناول إحدى شخصيات الكتاب المقدس أو أحد أحداث تاريخ المسيحية والكنيسة، وهي تُصنف كفن تشكيلي/ تصوير زيتي. وتُعلق الأيقونات على جدران الكنائس والأديرة، وفي المنازل، والمسيحيون لا يعبدون الأيقونات،

وإنما يهتمون بها من باب التذكير بالشخصيات والأحداث، وقد يكون مكتوباً عليها وصفاً باللغة القبطية أو باللغة العربية أو بكليهما.

الفن القبطى والايقونة القبطية

وهناك أيقونات تتناول بعض أحداث الكتاب المقدس مثل ميلاد السيد المسيح، والمعمودية في نهر الأردن، وعظة المسيح على الجبل، ودخول مدينة أورشليم، والعشاء الأخير والصلب والقيامة والصعود إلى السماء، بحسب العقيدة المسيحية.

الموناليزا المصرية:

هي أيقونة السيدة العذراء مريم تحمل الطفل يسوع المسيح وإلى جوارهما يوحنا المعمدان في صورة شاب صغير، توجد في كنيسة السيدة العذراء والشهيدة دميانة المعروفة باسم الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، وفيها العذراء تنظر لمن ينظر إليها، على غرار لوحة الموناليزا الشهيرة لصاحبها ليوناردو دافنشي.

العائلة المقدسة وخلفهما جامع:

في عدد من الكنائس الأثرية، توجد أيقونة تصور العائلة المقدسة وفي الخلفية جامع،

رغم أنه في القرن الأول الميلادي -حين جاءت العائلة المقدسة إلى مصر- لم يكن الدين الإسلامي قد ظهر،

ولكن الفنان رسم اللوحة بروح العصر الذي يعيش فيه، في القرن الخامس عشر أو السادس عشر، وكان الدين الإسلامي قد انتشر في مصر.

الاهتمام بالفن القبطي:

أظهرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اهتماماً واضحاً بالفن القبطي عموماً، وفن الأيقونة خصوصاً،

ومن ذلك أنه في عام 1954م تأسس معهد الدراسات القبطية بجهود الدكتور عزيز سوريال عطية وآخرين.

وبسبب أهمية ومكانة الفن القبطي، فقد تضمن المعهد قسماً للفن، تناوب على رئاسته عدد من أساتذة الفن والفنانين،

ويدرس فيه عدد من الشباب الفنانين، وينظم القسم بين الحين والآخر معرضاً للفن القبطي،

ويعرض الكثير من الأيقونات القبطية لعدد من الفنانين، من مدارس متنوعة.

تحيا مصر والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى