القديس يوحنا ذهبي الفم

القديس يوحنا ذهبي الفم

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

فى يوم 20 مايو من سنة 153 للشهداء (437م)، في أيام الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير، تم نقل جسد القديس يوحنا ذهبي الفم من كومانة ببلاد الكبادوك التي تنيَّح منفياً فيها، إلى مدينة القسطنطينية، وذلك بعد نحو ثلاثين سنة من نياحته. ولما وصلوا بالجسد الطاهر إلى القسطنطينية، خرجت أفواج الشعب تستقبل راعيها، الذي استشهد بدون سفك دم، باذلاً حياته عنهم. واحتفلوا به احتفالاً مهيباً، وحملوه إلى كنيسة الرسل. حيث خرّ الإمبراطور أمامه في انسحاق شديد، والدموع تنهمر من عينيه، طالباً الغفران لنفسه ولوالديه أركاديوس وأفدوكسيا.

أشهر واعظ:

القديس يوحنا الذهبي الفم هو بولس الثاني، أفصح خطباء الكنيسة المسيحية وواعظيها على مر العصور، بل ربما كان أخطب رجل في التاريخ، وهو أشهر شارح للكتاب المقدس، وهو رجل كنسي قدير، لمعت خصائصه وحنكته أيام الملمات والأزمات.

ميلاده:

ولد يوحنا الذهبي الفم (347-407) من أب وثني وأم مؤمنه هي أنثوسا التي ترملت في العشرين من عمرها ونذرت نفسها لتربية ابنها، وكانت زينة الأمهات المسيحيات الأنطاكيات، وقد قال عنها ليبانيوس، المعلم الوثني المشهور آنئذ: «آه، أية نسوة رائعات بين المسيحيات».

تلمذته:

تتلمذ يوحنا في الخطابة والفصاحة العلوم الوثنية على يد الفيلسوف الوثني ليبانيوس الذي اشتهى أن يخلفه يوحنا بعد مماته. وتتلمذ مسيحياً على يد الأسقف المشهور القديس ملاتيوس الأنطاكي لمدة ثلاث سنوات، فعمده. لم يستطع يوحنا أن يترهبن في دير قبل رقاد أمه، إلا أنه عاش النذور الرهبانية في بيته الذي حوله إلى قلاية. بعد رقادها انعزل ست سنوات في أديرة قرب أنطاكية يدرس اللاهوت والصلاة والهذيذ تحت توجيه رئيس الدير ديودوروس (أسقف طرسوس لاحقاً).

رسامته كاهنا:

صار يوحنا قارئاً ثم شماساً ثم كاهناً في أنطاكية. وفي العام 398 صار رئيس أساقفة القسطنطينية.

كان خلاص النفوس همه الأول والأخير. تجنب الجدالات العقائدية واللاهوتية رغم أنه كان لاهوتياً عظيماً.

كانت عظاته النارية تشع محبة مقدسة ونوراً إلهياً لمستمعيه.

لقب يذهبى الفم:

لقب “الذهبي الفم”، لأنه كان أعظم واعظ وخطيب في تاريخ الكنيسة المسيحية حتى يومنا الحالي،

بشهادة أحبائه وخصومه معاً. كان محنكاً بارعاً، اتخذ بولس الرسول مثالاً له.

حسد وغيرة الآخرين منه:

إخلاصه للمسيحية وقيمها ومثلها جعله موضع حسد وغيرة الكثيرين، وعلى رأسهم الإمبراطورة أفدوكسيا وغيرها،

الذين حاكوا ضده المؤامرات تلو المؤمرات التي انتهت بنفيه.

رقاده:

رقد في يوم عيد الصليب المقدس 14 أيلول العام 407 في المنفى بعد أن تناول جسد الرب ودمه قائلاً جملته المشهورة:

«المجد لله على كل شيء». أعلنت قداسته بعد رقاده ونقل رفاته إلى القسطنطينية العام 438 في احتفال مهيب على يد تلميذه القديس بروكلوس رئيس الأساقفة.

ويعتبر أنه رقد شهيداً. تعيد الكنيسة المقدسة له في 13 تشرين الثاني، ولعيد نقل رفاته إلى القسطنطينية يوم 27 كانون الثاني.

شهرته:

اشتهر الذهب الفم بعظاته وخطاباته وفصاحة لسانه. أيضاً اشتهر بشروحاته للكتاب المقدس الذي حفظه عن ظهر قلب بسهولة. كانت لغته نارية، قوية، ومسيطرة، ويشرح الأسفار بحرية إلى درجة تشعر معها أنه الكاتب الأصلي لها.

مع ذلك، لم يحاول الذهبي الفم أبداً أن يسحر مستمعيه بفصاحته وبراعته اللغوية والكتابية.

همه الوحيد كان وصول الكلمة الإلهية حية وقوة إلى قلوبهم. كان يشجع على قراءة الكتاب المقدس يومياً في المنازل،

وعلى زيارات الأديرة والرهبنات، وعلى التصدق للفقراء بكل وسيلة ممكنة.

بركة صلوات القديس يوحنا ذهبي الفم فلتكن معنا ومعكم ومع الجميع آمين.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى