الأب القديس سلوانس الراهب

الأب القديس سلوانس الراهب

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

رهبنته:
ترَّهب هذا القديس منذ صغره على يد القديس الأنبا مكاريوس الكبير ببرية شيهيت. وسار في كل طريق ضيِّق، بالصوم الطويل والسهر الكثير والنُسك الزائد والاتضاع والمحبة. وقد ترك البرية سنة 407م، أثناء غارة البربر الأولى، وذهب إلى سيناء ثم عاد إلى شيهيت حيث أكمل جهاده فيها.

اختطاف عقله للفردوس:

وفي أحد الأيام سقط على وجهه وظل هكذا لفترة طويلة. ولما رفع رأسه، سأله إخوته بإلحاح أن يحكى لهم ما حدث معه. فقال لهم اختُطف عقلي إلى الفردوس فرأيتُ هناك كثيراً من العِلمانيين، وبعدها مضوا بي إلى مواضع العذاب فرأيتُ كثيراً من الرهبان يُساقون إلى هناك. فلما رأيت ذلك بكيت. فأتى إلىَّ ملاك نوراني وقال لي: ” اسمع منى لأُعرِّفك حقيقة ما رأيتَ، الرهبان الذين يساقون إلى الجحيم هم الذين دفعوا ذواتهم إلى محبة القنية والتمسك برأيهم وتركوا عنهم تسبيح الله وقراءة كتابه المقدس، وأما العلْمانيون الذين مضوا إلى النعيم فهم الصابرون الشاكرون للرب على كل ما يحدث لهم “.

توصيته لأولاده بعمل اليد:

هذا وقد كان القديس سلوانس عمّالاً، وكان يوصى أولاده أن يهتموا بعمل اليد، ويداوموا على الصلاة والقراءة.
وفي أحد الأيام جاء إلى الدير راهب، فوجد الرهبان يعملون بأيديهم، فقال لهم: ” لا تعملوا للطعام الفاني فإن مريم اختارت النصيب الصالح “. فقال القديس لتلميذه: ” أعط الأخ كتاباً وأدخله قلاية “. وفي موعد الطعام، تناول الرهبان طعامهم دون أن يدعو ذلك الراهب الضيف، فخرج من قلايته وسأل القديس: ” لماذا لم تَدْعُني لتناول الطعام مع الإخوة؟”. فقال له القديس:
” أنت رجل روحاني لا تحتاج إلى الطعام، أما نحن فنعمل لنأكل “. فعلِم الراهب أنه أخطأ، فضرب ميطانية مُستغفراً. فأجابه القديس: ” يا بُنىَّ لابد لمريم أن تحتاج لمرثا، لأن بمرثا مُدِحَت مريم “. فانتفع الأخ.

وضعه لأقوال نافعه:
وقد وضع هذا القديس أقوالاً نافعة في الجهاد الروحي.

نياحته:
ولما أكمل جهاده، أعلَمَه الله بموعد نياحته، فاستدعى الآباء الرهبان وسألهم الصلاة من أجله، ثم تنيَّح بسلام. بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى