نياحة الصديق العظيم دانيال النبي

نياحة الصديق العظيم دانيال النبي

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

اليوم الثالث والعشرون من شهر برمهات المبارك من كل عام تعيد الكنيسة بعيد نياحة النبى العظيم دانيال النبى.

في مثل هذا اليوم من السنة الأخيرة لمُلكْ كورش ملك بابل، تنيَّح الصديق العظيم دانيال النبي أحد الأنبياء الكبار. وُلِدَ هذا النبي سنة 621 ق.م من سبط يهوذا بأورشليم، وسَلَكَ في سيرة فاضلة. سُبىَ إلى بابل وهو في السادسة عشرة من عمره، في زمن نبوخذنصر ملك بابل، وكان معه الثلاثة فتية، سدراك وميساك وأبدناغو، وقد جعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك (دانيال 1: 8).

تفسيره رؤيا الملك نبوخذنصر:

وفي السنة الرابعة من السبي، أبصر نبوخذنصر رؤيا أفزعته (دا 2: 1 – الخ)، ولكنه عندما استيقظ لم يستطع أن يتذكرها. فجمع كل حكماء بابل وطلب منهم معرفة ما رآه وتفسيره، فلم يعرفوا. فأمر بقتلهم جميعاً، وكان من بينهم دانيال والثلاثة فتية، الذين رفعوا قلوبهم بصلاة إلى الله فكُشفت الرؤيا لدانيال وقصها على الملك وأعلمه عن الملوك الذين سيملكون بعده وما يحدث لهم. فاستحسن الملك قول دانيال، ومنحه عطايا جزيلة وجعله رئيساً على حكماء بابل.

تفسير ه حلما اخر للملك:
ورأى الملك حلماً آخر فسّره له أيضاً دانيال وعرفه أن الله لأجل تكبره سيطرده من بين البشر ويسكنه مع الوحوش سبع سنين يأكل فيها العشب مثل البهائم، ثم يعيده إلى ملكه. فتم هذا الأمر للملك نبوخذنصر (دا 4: 10 – 37).
ولما ملك بَيْلْشَاصَّرُ رأى في رؤيا كتابة ” منا منا تقيل فرسين ” ففسرها له دانيال قائلاً: ” منا أي أحصى الله ملكوتك وأنهاه، وتقيل أي وُزنْتَ بالموازين فوُجدتَ ناقصاً، فرسين أي قُسِّمَتْ مملكتك وأُعطيَتْ لفارس ومادي “. وكان ذلك لأن الملك شرب خمراً في آنية بيت الرب (دا 5: 1 – الخ).

الحكم عليه بالرمى فى جب الاسود:

وفي أيام داريوس، من مملكة مادي، كان دانيال أول الوزراء، الأمر الذي أثار حسد أعدائه وأرادوا التخلص منه، فطلبوا من الملك أن يصدر أمراً بأن لا تُقدَّم صلاة إلا للملك لمدة ثلاثين يوماً. وإن مَنْ لا ينفذ ذلك يُلقى في جب الأسود. إلا أن دانيال لم يُصلِّ إلا إلى إله السماء، فطُرح في جب الأسود. فأرسل الرب ملاكه وسد أفواه الأسود، وأتى الملك فوجده حياً ففرح وأمر بإصعاده من الجب.
ثم أنزل الملك الذين اشتكوا دانيال في جب الأسود فبطشت بهم في الحال (دا 6: 4 – 24).

نبذة دانيال النبى:
وقد صلى دانيال أمام الرب واعترف بخطايا شعبه، فأُعلنَتْ له رؤيا السبعين أسبوعاً ومسح قدوس القديسين (دا 9: 1 – الخ).
وتنبأ دانيال عن اليوم الأخير والدينونة بقوله ” وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي. والفاهمون يضيئون كضياء الجلَد، والذين ردّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور (دا 12: 2، 3)، ولما كملت أيام جهاده تنيَّح بسلام.

بركة هذا النبي العظيم فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبديا.

نطلب شفاعته لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى