القديس البابا خائيل الثالث البابا ال 56 للكرسي المرقسى880 م – 907 م

القديس البابا خائيل الثالث البابا ال 56 للكرسي المرقسى880 م – 907 م

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

مقدمة
من المعروف عن البابا “خائيل الأول” – وذلك منذ أن كان راهباً في دير القديس الأنبا مقار الكبير ببرية شيهيت – أنه كان يتحلى بطيب الصفات وحُسن الخُلقُ، بالإضافة إلى إخلاصة في حياته مع الله، وصدق إيمانه، وتبحره في دراسة أسفار الكتاب المقدس. هذا – ولقد جاء جلوس البابا “خائيل الأول” – بعد أن أجمعت آراء جميع أبناء الطائفة والأساقفة بعد نياحة البابا الأنبا شنودة الأول، على إختياره للجلوس على الكرسي الباباوي المرقسي، حيث تمت رسامته في 30 برمودة سنة 596 ش، والموافق 25 أبريل سنة 880 م، ورسم في عهد خلافة المعتمد بن المتوكل، ولم يتعرض أحمد بن طولون لرسامته، وذلك لإنشغاله مع إبنه في الحرب، لأن الحكام كانوا يتعرضون للشعب في رسامة بطريرك لسلب أموالهم، وعقب رسامة البابا “خائيل الأول”، قام بتعمير الكنائس، وشيد ما أزيل منها، غير أن أحزانًا شديدة حلت به.

مقدمة جلوس البابا خائيل الثالث على الكرسى المرقسي:

لقد كانت رسامة البابا “خائيل الثالث” – كبطريركًا للكنيسة القبطية – في يوم 30 برموده سنة 596 ش، والموافق ليوم 25 إبريل من عام 880 م.

فترات الضيق المعاصرة لخدمته:
أحمد بن طولون يُثقل كاهل البابا بأعباء مالية ويأمر بسجنه. نذكر من بين الضيقات التي مر بها البابا خائيل الثالث، خلال فترة بطريركيته للكنيسة القبطية، أن البابا قسما كان قد بنى كنيسة على إسم الشهيد أبطلماوس، في بلدة دنوشر لأسقف سخا، فحدث أن أهالي دنوشر أرادوا أن يدعوا الأب البطريرك وبعض الأساقفة المجاورين لتكريس هذه الكنيسة، فلم يطب يلقى هذا إستحساناً لدى أسقف دنوشر، ولكن البابا وما معه من أساقفه واصلوا عملهم على غير رغبته، وجاء الأب البطريرك ومعه الأساقفة، لم يقبل هذا الأسقف البقاء، فخرج من الكنيسة مُدعيًا أنه ذهب ليتفقد الخدمة في أسقفيته، فأمر بإطعامهم، فلما طال غيابه كثيرًا، وحان وقت القداس، صلي الأب البطريرك صلاة الشكر، ورفع القربان بعد إلحاح من الأساقفة، وبما له من حقوق الرئاسة.

شر الأسقف وحبه لمجد العالم:

ولكن لما علم الأسقف بذلك، دفعه شره وحبه لمجد العالم إلى الغضب بدعوى أن البابا البطريرك، تعدى القوانين، ورفع قربانًا في أبراشيته بدون إذن صاحبها، وعاد إلى الكنيسة مسرعًا، إذ دخله الشيطان، ودفعه إلى الشر، وتعدى على المذبح المقدس الطاهر – أما البابا البطريرك – فأكمل صلاة القداس بكل هدوء وكمال. ثم حدث أن قام بعض اليهود، بمساومة البطريرك البابا “خائيل الثالث” على كنيسة الأقباط التي خربت وتهدمت، فإضطر الوالي لبيعها لهم ، هذا وباع لهم أيضا أرضا بالبستين لدفن موتاهم بها، وجمع المال أيضا بوضع مقاعد للكنائس للأغنياء بالإيجار!، بل وأشار إلى نظار الكنائس ببيع النقوش والزخارف الموجودة بالكنائس، وقاومه الإكليروس والشعب ولكنهم عذروه للضيقة التي مرت بها الكنيسة، وزادت حيرة البابا عندما وجد أن جميع ما يتحصل عليه اقل من المطلوب، فذهب إلى تانيس، وأثناء سيره في الطريق.

ظهر راهباً بثياب باليه لتلاميذ البطريرك:

ظهر راهباً بثياب باليه لتلاميذ البطريرك، وقال لهم: “قولوا لمعلمكم أن الرب سيمزق عنه صك الغرامة بعد أربعين يوماً، واختفي عنهم واخبروا البطريرك بما رأوه.

حرمان الاسقف:

أما البابا، بعد أن قام بوعظ الشعب، عقد مجمعًا من الأساقفة الذين معه، يشاركهم بعض الكهنة والعلماء أيضاً، وفي نهاية المجمع، إتفق الجميع على حُرم ذلك الأسقف وإقامة غيره، فإزداد غضبًا، وأضمر سوءًا إذ حلَّ الشيطان في قلبه، فقام ومضى إلى والى مصر أحمد أبن طولون وقال له: “إن البطريرك كثير الثروة، واسع الغنى، وكان هذا الوالي آخذًا فئ الإستعداد للذهاب إلى الحرب، ومحتاجًا إلى النفقات”، فأستدعي الأب البطريرك، وطلب منه أموال الكنائس وأوانيها، فأبي أن يعطيها منه.

اضطهاد الوالى للبطريرك :

فما كان على الوالي إلى أن قام بطرح البابا خائيل الثالث في السجن لمدة عام، فتدخل الوسطاء من أجل الإفراج عن البابا، وبعد عدة محاولات، إرتضى الوالي في النهاية أن يُفرج عن البابا، مقابل أن يدفع البابا له 20 ألف دينار على قسطين، فقام البابا خائيل الثالث بدفع القسط الأول عشرة آلاف دينار،، فطرحه في السجن مع شماس إسمه ابن المنذر مدة سنة كاملة، كان خلالها لا يقتات بغير الخبز، والبقول المسلوقــة.
، والملح، فإتفق يوحنا وموسى من كُتاب الوالي مع كاتبيّ وزيره يوحنا ومقار إبنه على إنقاذ الأب البطريرك،

وإستغاثوا بالوزير، فلبي دعوتهم، وشفع لدى الوالي على شرط دفع مبلغ 20 ألف دينار لأبن طولون،

فكتب البطريرك تعهدًا على نفسه بدفع المبلغ علي قسطين: الأول بعد شهر، والثاني بعد أربعة أشهر وبهذا أمكنه الخروج من السجــن،

ف حينما جاء ميعاد القسط الأول دفع أولئك الكُتَّاب ألفيّ ديناراً، وتبرع الوزير بألف،

ودفع هذا الأب سبعة آلاف جمعها من الأساقفة والمؤمنين، وأراد أن يتدبر العشرة الآلاف الأخرى، قيمة القسط الباقي،

فقصد بلدة بلبيس، وبينما هو يفكر في الأمر إذ براهب رَثّ اللباس مر بتلاميذه

وقاك لهم: “إمضوا وقولوا لمعلمكم أن الرب سيمزق عنه صك الغرامة بعد أربعين يومًا”.

خروج البطريرك من السجن:

فلما علم الأب بذلك طلب الراهب فلم يجده، وفد تم ذلك، إذ لم تمض تلك المدة حتى توفي أحمد بن طولون، وتولَّى مكانه إبنه خمارويه في سنة 875 م، فرأى هذا أن يخلى طرف البطريرك، فإستدعاه وطيَّب خاطره ثم مزَّق الصك. أما الرجل الشرير الذي سَبَّب هذه المتاعب لقداسة البابا خائيل الثالث – فقد نزل به غضب الله في الحياة والممات، ليكون عبرة لمن يعتبر.

نطلب شفاعة القديس البابا خاءيل الثالث لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى