عظمة مدينة اسنا بمحافظة الأقصر فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية والمسيحية

عظمة مدينة اسنا بمحافظة الأقصر فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية والمسيحية

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

تسمى مدينة اسنا مدينه الشهداء المسيحين، لأن اهل إسنا استشهدوا على اسم السيد المسيح فى عصر دقلديانوس الكافر والوالى اريانوس، والذى أصبح مسيحيا واستشهد على اسم السيد المسيح.

إيمان الوالى اريانوس:

أثناء وقوف الوالى ليمتع نظره برؤية الجندى ابكونيوس يضربون بالسهام وقعت قطعة من النشاب فى عين اريانوس ففقأتها فبدأ يصرخ عاليا ولم يجد من يستطيع ان يعالج هذه الحالة بعد ان تلفت العين تماما. ولما اشتد عليه الألم اشار عليه واحد من المسيحيين ان يأخذ من دم الشهيدين فليمون وابكونيوس ويضعه على عينيه فيبرأ. فأخذ من دمهما ووضعه على عينيه فبرؤت لوقتها.
ولما شاهد اريانوس هذه الاعجوبة التى جرت من دم الشهيدين ندم وأدركته نعمة المسيح فآمن من كل قلبه وانصرف الى بيته حزينا.

اريانوس يعترف امام نفسه بعظم جريمته

بعد أن آمن اريانوس وعلم ودرس حقيقة الايمان اشتد حزنه وظل مهموما باكيا على تلك الأنفس البريئة التى قتلها من رجال ونساء وأطفال وجنود وأراخنة وكهنة وأحبار فجلس يبكى وينوح ويندب على ما فرط منه وهو يقول:
كم من بيوت خربتها ، وكم من اطفال يتمتها ، وكم من نساء رملتها ، وكم من شاب لم اشفق على قلب والدته ففرقته عنها .. وكم من شيخ لم اتحنن عليه ، وكم من جسد سلخته وحرقته بالنار ، وكم من أياد كانت تتضرع الى الله قطعتها ، وكم من بطون شققتها ، وكم من أراخنه ووزراء أوقدت النار فى أجسامهم فجعلت عبيد الله كالأغنام المنهوبة.. وكم أخرجت من الأجنة من بطون النساء الحوامل .. ورفعتها للأصنام النجسة.

فأية ضلالة أقوى من الضلالة التى وقعت فيها . وأى شرك أردأ من هذا الشرك الذى صادنى به الشيطان. وماذا ينفع دمى لو سفكته تكفيرا عن ذنبى. أنه لا يسد فى الدماء التى سفكتها ولا يقوم مقام دم القديس اقلاديوس أو أبادير وايرينى واخته ، او دم يسطس إبن الملك وإيبالى وأهل مدينته ، ولا يقوم مقام دم أبا ايسى وتاؤكيلا اخته ، أو فى دم تادرس ابن اقليدس ، أو دم ابناء مدينة اخميم هؤلاء الذين ذبحتهم داخل الكنيسة ليلة عيد الميلاد المجيد حيث كان الناس يطلبون الرحمة ،

وكنت أنا الشقى مجتهدا فى طلب الجحيم . أو هل يسد دمى فى دم أولئك الشهداء الأطهار شهداء اسنا الذين لا يعرف عددهم احد إلا الله وحده؟ أو يقوم مقام دم القديس الطوباوى ابو فام الجندى ، وأبى فامون الايسمنى الأرخن المكرم ، أو فى دم أبا قلته القس الطيب ، أو يقوم مقام دم القديس اومنيوس أب شهداء اخميم صاحب الشيخوخة الحسنة ، ذاك الذى سبق وبشرنى بإكليل الحياة والشهادة ، وقال لى سوف تجرب الروح الصالح الذى للمسيحيين حينما كنت اظن انى عاقل وهو جاهل ، بينما كنت انا الجاهل وذاك القديس كان العاقل ولكثرة جسارتى قتلته دون رحمة ولا خوف.
وكم من اساقفة غيره قتلتهم مقل الانبا بسادة وغليكوس الذين كانا اسقفين بالصعيد ، وكم من طغمات الاكليروس أهرقت دماءها . فهل يسد دمى مقام هؤلاء جميعا.
وأخيرا استشهد الوالى أريانوس على يد الملك دقلديانوس الكافر.

القديسة الأم دولاجى وأولادها الأربعة

(صورس – وهرمان – وأبانوفا – وشنطاس):
لما سمع دقلديانوس عن انتشار المسيحية فى صعيد مصر وخاصة فى اسنا ارسل أحد ولاته (اريانوس) ليتجول فى الصعيد وليقضى على المسيحيين وكهنتهم ورهبانهم فى كل مكان.
وصل الوالى المذكور الى مدينة اسنا ، وقد كان يحمل فى قلبه كل الكراهية والبغض للمسيحيين ، كما كان فى نفس الوقت يود أن ينفذ أمر رئيسه بكل شدة وقسوة ليحظى بتقديره. لذلك فقد دخل البلد وهو موغر الصدر فقابله أربعة صبيان أشقاء وهم صورس وهرمان وأبانوفا وشنطاس يسوقون دابة تحمل بطيخا من الحقل. فاستوقفهم وأراد أن يختبر فيهم مقدار تغلغل المسيحية فى تلك المدينة فأمرهم أن يسيروا معه ليسجدوا للأوثان.
رفض الفتيان بكل حزم وأعلنوا عن ايمانهم بالمسيح وأنهم لا يعبدون إلا الله الواحد الأب والإبن والروح القدس وأنهم يرفضون السجود للأوثان. عز على الوالى أن يسمع هذا من هؤلاء الفتية فتوعدهم أن يلحق بهم التعذيب حتى الموت وأمهلهم لكى يتدبروا الأمر.
وسرعان ما وصل الخبر الى امهم الباسلة دولاجى السيدة التقية الباسلة التى تعد مفخرة من مفاخر الشهداء. فأسرعت من بيتها الى الحقل حيث أولادها الأربعة يقفون أمام الوالى.
وقفت دولاجى امام الوالى ملتفتة الى أبنائها تبث فيهم الايمان وتقويهم وتخبرهم أن يستهينوا بكل عذاب وتعذيب من أجل الملك المسيح.

عظمة مدينة اسنا بمحافظة الأقصر فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية والمسيحية

ولم يجد تهديد الوالى لها ولأولادها نفعا ، فاضطر أن يأمر بالقبض عليها هى وأولادها ووضعهم فى السجن حتى الصباح.
وفى الليل ظهرت لها العذراء مريم والدة الإله تشجعها وتخبرها ان المسيح قد أعد لهم جميعا مكانا أبديا فى ملكوت السموات. وقد كانت الرؤيا مشجعة لهم ومقوية لايمانهم . ففى الصباح استدعى الحاكم السيدة دولاجى وأولادها الأربعة علهم يكونوا قد رجعوا عن عقيدتهم وأمرهم بالتبخير للأوثان. فلم يذعنوا للأمر وصاحت دولاجى قائلة :”إنى مسيحية مؤمنة بالسيد المسيح الذى خلق السموات والأرض والبحار والأنهار وكا ما فيها. وكان من خلفها أولادها يهتفون بشجاعة مثلها قائلين :”نحن مسيحيون”.
عندئذ أمر الوالى المذكور (أريانوس) أن يقتلوا بالسيف فتقدمت دولاجى لتقدم أولادها واحدا واحدا لكى يقتلوا قبلها حتى تطمئن عليهم وحتى لا ينجح الوالى فى تهديدهم فيرجعوا عن ايمانهم.

ايمان القديس باخوميوس بسبب عطف وحب اهل اسنا:

كان باخوميوس وثنيا وذهب لمحاربة المسيحيين في الطريق استراحوا عند المدينة لأتوبوليس (إسنا) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل اسنا يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ. سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبون للجميع. بعد صلاة طويلة أمن بالسيد المسيح وأصبح مسيحيا، وترهب واصبح أب الشركة

نطلب شفاعة شهداء اهل إسنا المسيحيين لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى