سيرة القديس العظيم الأنبا مكاريوس أسقف قنا والبحر الأحمر

سيرة القديس العظيم الأنبا مكاريوس أسقف قنا والبحر الأحمر

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
جرجس نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

خدم المتنيح القديس العظيم الأنبا مكاريوس أسقف قنا والبحر الأحمر تلك الابرؤشية لمده من الزمن وكان يزور كل القرى والمدن بتلك الابرؤشية سنويا.
وبعد نياحته تم تقسيم تلك الابرؤشية المترامية الأطراف إلى اربع ابروشيات.

مولده ورهبنته:

ولد فى10 سبتمبر 1923م الموافق 5 نسيء 1639ش في قرية أولاد يحيى بحري “الشيخ جامع” مركز دار السلام محافظة سوهاج. ولد الطفل “حلمي أيوب ميخائيل” من أبوين تقيين اسم أمه “رنة شنودة” ودرس بالمدرسة الابتدائية في القرية، ثم اشتغل بالزراعة ورعاية الأغنام.
ويحكى أخوه “عزيز أيوب” أنه في صباه كان كل يوم أحد يشارك في الاجتماع الروحي الذي تقيمه العائلة، وأنه كان الطفل الوحيد الذي يترك اللهو واللعب ويجلس وسط الرجال لسماع الإنجيل والصلاة.
ترك القرية وذهب إلى أحد أقربائه يدعى المقدس “توفيق أبسخيرون” وعرض عليه رغبته في دخول الدير فرفض، بعد ذلك ذهب هو واثنان من أقربائه “كامل عطية اللَّه، لبيب مشرقي”نحو

سيرة القديس العظيم الأنبا مكاريوس أسقف قنا والبحر الأحمر

الجبل الكائن شرق قرية الكشح حيث كان هناك راهباً قديساً مقيماً بمغارة وقالوا له نحن نريد الرهبنة فأجابهم “لبيب وكامل” يرجعوا ويتزوجوا أما حلمي فليذهب إلى دير السيدة العذراء “البراموس” العامر في سن صغير حوالي 23 سنه. طالباً للرهبنة في يوم الجمعة الموافق 7 يونيه 1946م، وترهب يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 1946م باسم الراهب آدم، وتتلمذ على أيادي كبار الآباء والشيوخ في البرية وخدمهم ونال بركتهم. كان محبوباً جداً لديهم،

وكان مطيعاً لهم محباً للخدمة بنفسٍ راضيةٍ منسحقةٍ، وأتى عليه وقت كان يقوم فيه بأغلب خدمة الدير الصعبة.

كانت تسليته وتعزيته في خدمة الآباء الشيوخ. يغسل لهم ملابسهم وينظف لهم قلاليهم ويملأ لهم الماء.

بعض صفات نيافته:

أن سيدنا المتنيح كان منظماً في حياته الروحية وفي ملبسه وحياته الخاصة وقلايته كانت نظيفة جداً،

مداوماً على المزامير والميطانيات والصوم حتى المساء يومياً وكان يفطر على الخبز والكمون لمدة 12 سنة.

كان لا يختلط بأحد، من عمله لقلايته ومن القلاية للكنيسة، هادئ الطباع محبوباً من الجميع.

كما كان مثال الراهب الصامت الذي لا يتكلم إلا إذا دعي المجال إلى ذلك

وكان إذا تكلم لا ينطق إلا بما يستوجبه الموضوع فقط، أما اسلوبه في الحديث فكان بسيطاً جداً

ومع هذه البساطة المتناهية تجد كلامه يمس القلب، ويحس المستمع إليه أن كلامه خارج من القلب وأنه يعيش فعلاً ما يقوله.
كان يحب كثيراً الإنفراد في حجرته يستذكر دروسه ويؤدى صلواته.
أيضا كان يعيش راهباً حقيقياً في تصرفاته في كلامه حتى في مظهره الخارجي وضبط نفسه في كل شيء.

كان لا يضحك إلا نادراً وفي صورة مؤدبة تليق به كراهب مثالي لا يهتم كثيراً بالأمور الدنياويه ولا حتى الضرورية منها،

لأنه كراهب لا يشغل باله إلا بواجباته الرهبانية وحياته التي كرسها للمسيح.

رؤية نيافته :

وقد ذكر نيافته أنه في بداية رهبنته رأى رؤيا يمسك فيها بالصليب والحية النحاسية ويصلى التحليل فلما ذكرها لأب اعترافه قال له: “يعنى ياخوي هتترسم أسقف”، وكانت هذه بشارة من السماء له.
كان شديداً حازماً مدققاً يحيا حياة الالتزام بقانونه الرهباني من صلوات وميطانيات. كما كان حريصا على مداومة صلاة المزامير كلها في أوقاتها، كان كثير الدموع، شديد الانسحاق مما أعطى حياته كلها قوة البساطة الحقيقية والوداعة والعمق الروحي.

ذهابه إلى كلية اللاهوت بحلوان:

ذهب إلى كلية اللاهوت بحلوان أول أكتوبر 1948م وتخرج منها في مايو 1953م، ثم سيم قساً على يد المتنيح “الأنبا مكاريوس” أسقف الدير في يوم أحد الشعانين الموافق 2 أبريل 1950م، باسم القس “بولس البراموسي”

خدمته فى بورفؤاد ومع قداسة البابا كيرلس السادس:

وعين كاهناً لكنيسة الشهيد مار جرجس ببور فؤاد في أول أكتوبر 1953م، ثم نال درجة القمصية يوم الأحد 25 مارس 1956م.
وكان محبوباً جداً من جميع الشعب، وذكر نيافته أنه في تلك الفترة قرأ كمية هائلة من الكتب الكنسية المقدسة، ثم استدعاه بعد ذلك قداسة القديس البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيراً خاصاً له، فكان محبوباً جداً لديه، وكان يدعوه أبونا بولس البسيط، ويقول له تعال: “يا مبروك”.

اصبح اب اعتراف راهبات دير الشهيد أبى سيفين بمصر القديمة:

وكان أب اعتراف دير الشهيد أبي سيفين للراهبات بمصر القديمة وكان يصلى قبل سماعه لأي اعتراف للراهبات كي يمنحه الرب نعمة الإرشاد لكل راهبة حسب ما يناسب حياتها الروحية، فإذا قابلته مشكلة أو سؤال لم يستطع أن يعطى عنه جواباً أو إرشاداً كان في بساطة واتضاع حقيقي يقول: “أنا لا أعرف لكن اذهبي يا بنتي إلى قلايتك وصلى واتركيني هنا لأصلى لكي يرشدني اللَّه مخلصي” وبعد الصلاة كان يخبرها قائلاً: “أنا ما أعرفش حاجة ولكن ربنا أرشدني إلى هذا الرد” وبالفعل يكون هو الإرشاد الشافي.
أما إذا نسيت إحدى الراهبات أن تذكر أثناء اعترافها خطية معينة أو موضوع تحتاج فيه إلى إرشاد كان يرشده روح اللَّه الساكن فيه، فيعالج ذلك بمحبة أبوية فيذكر أمامها أنه هو أحياناً يصنع كذا أو محتاج لشيء معين، وبذلك كانت تتذكر الراهبة ما قد نسيته أو الأمر الذي تحتاج فيه إلى إرشاد.

كان أبونا بولس عظيماً في قوة روحه البسيطة المتضعة فاستنارت حياته بقوة عمل الروح القدس. فهؤلاء الذين استأمنهم اللَّه على كنوز معرفته الحقيقية يأخذون منها بخفة أرواحهم الطاهرة ليوزعوا على شعبه وغنم رعيته من ينابيع الحق إلى الأبد.
فكان لأحاديثه وتوجيهاته الأثر النافذ إلى أعماق القلب ومفارق النفس، حقـاً كانت الفضيلة التي تلمع على هامة القمص بولس البراموسي هي الإتضاع الشديد ونقاوة القلب فكان درساً حياً لجميع راهبات الدير وقدوة ومثالاً عملياً بسلوكه المتضع الوديع فكانت تشع من جميع تصرفاته التقوى الشديدة واستقامة الروح أمام الله.

ما قالته القديسة الأم ايرينى عن نيافته:

وذكرت الأم إيريني رئيسة الدير في ذلك الحين أن من الأمور التي يعتز بها الدير أن أبونا بولس البراموسى هو أول كاهن صلى أول قداس على أول مذبح بالدير. كما كان آخر قداس صَلاّه نيافته بالدير في ليلة عيد الغطاس 19/1/1991م أي قبل نياحته بحوالي خمسة عشر يوماً.

كان اللَّه يشعره باحتياجات أولاده المادية الروحية:

حدثت هذه القصة حين كان القمص بولس البراموسي أب اعتراف الدير.. كانت أحوال الدير المادية غير متيسرة فلم يوجد بالدير مال لشراء الخضار، فدخلت الأم رئيسة الدير قلايتها لتصلى وتعرض الأمر على اللَّه ليدبره، وبعد قليل علمت بحضور أبونا بولس على غير عادته في ذلك اليوم وعندما قابلته بادرها بقوله: “هل الدير محتاج إلى شيء”.
وعندما استفسرت عن سبب هذا السؤال أخبرها بأن الشهيد “أبى سيفين” أعلمه بأن الدير محتاج إلى النقود واستطرد في الحديث قائلاً: “أنني بعد الانتهاء من صلاة القداس الإلهي ذَهبتُ لأستريح قليلاً قبل أن أتوجه إلى البطريركية “إذ كان حينئذ سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس” وعندما بدأت أغمض عينيَ سمعت صوتاً يقول لي قم خذ فلوس وأذهب إلى دير أبى سيفين، فنهضت ورشمت علامة الصليب قائلاً:

“هل الشيطان يحاربني” ثم أغمضت عينيَّ مرة أخرى، فسمعت ذات الصوت ثانية. فقمت وصليت الصلاة الربانية ورشمت الصليب وحاولت أن أنام، فسمعت صوت يقول لي: “أنا الشهيد أبى سيفين أقول لك قم الآن وخذ الفلوس واذهب إلى ديري بمصر القديمة”. فتأكدت أن هذا الصوت من اللَّه فقمت وأخذت المال الموجود لدَىّ بالدولاب وأتيت به. فأخبرته الأم رئيسة الدير بالأمر كله ومجدوا الرب وشهيدة البطل أبى سيفين.

وحدث أيضاً في أحد الأيام أن تقابل أبونا بولس البراموسى مع أبونا عطا اللَّه المحرقي المهتم بطباعة كتاب خدمة الشماس وفي أثناء حديثهما أبدىَ أبونا عطا اللَّه إعجابه الشديد بالفراجية التي كان يرتديها أبونا بولس، ففي الحال خلعها وقدمها له وعندما سأله أبونا عطا اللَّه عن ثمن تكلفتها أجابه: “أنه لا يريد مقابلها نقود، وإنما طلب منه أن يقدر هو ثمنها ويرسل بمقابله عدداً من كتب خدمة الشماس إلى دير أبى سيفين للراهبات” وكان فعلاً لا يوجد بالدير سوى نسخة واحدة من الكتاب تدرس فيه الراهبات جميعاً الألحان الكنسية، فجاء عدد الكتب يزيد عن عدد الراهبات بالدير بعشرة نسخ.

رسامته اسقفا لقنا والبحر الاحمر:

نال هذه النعمة على يد قداسة البابا المعظم القديس الأنبا كيرلس السادس في يوم 19 سبتمبر 1965م باسم الأنبا مكاريوس أسقفاً على إيبارشية: قنا وقوص ونقادة وقفط ودشنا والبحر الأحمر وتوابعها.
من أجل اللَّه وحباً فيه، ولمجد اسمه القدوس، ومن واقع مسئوليته كراعي وأسقف مسئول عن خلاص نفسه، ونفوس شعبه، كان لا يتأخر عن خدمة الجميع بنفس راضية غير متذمرة، شاكرة الرب كل حين طالبة معونته ونصرته وإرشاده. ومن أجل محبته الشديدة للَّه كان يجاهد لكي يرضيه بكل فكر وتصرف. وحياته الخاصة كانت استشهاداً يومياً. كان يعطى القليل من الراحة للجسد وكان يطوى الأيام طياً في السهر والنسك والجهاد والخدمة والبذل والحب والعطاء بلا حدود ولكنه كان يخفي نفسه لئلا يراه أحد أو ينظر لجهاده أو تعبه فيضيع إكليله؛ لكي لا يمدحه أحد فيتعبه شيطان المجد الباطل فكان يقول لنا دائماً: “دارى على شمعتك تقيد”.

ومع هذا كله كان يشعر في داخل قلبه وأعماقه أنه مقصر في حق اللَّه وفي الخدمة، ويقول: “يعنى أنا بعمل ايه” كثيراً ما كان يبكى مثل الأطفال ويقول: “أنا مش بأصلي” بالطبع كان يقصد أنه لا يصلى كما يشتهي. ولكن حرارة وقوة الصلاة التي كان يصلى بها كانت واضحة لنا وملموسة في حياته؛ فقد روى لنا عنها المتنيح القمص صموئيل بنقادة فقال: أن الأنبا مكاريوس عندما كان يفتقد قرى الإيبارشية كان يقيم في منازل الآباء الكهنة بعد أن يتركونها له،

وحدث في أحد الأيام أن ذهب أبونا للمتنيح الأنبا مكاريوس ومعه شخص آخر يريد أن يحدثه في موضوع معين، فطرقوا باب الشقة، ولم يتلقوا رداً من سيدنا، وبعد فترة فتح الكاهن باب شقته بمفتاحه الخاص ودخل ومعه هذا الشخص وجلسوا في الصالة وكان سيدنا في حجرته وبابها مُغلق، وبعد قليل سمعوا سيدنا وهو يصلى بلجاجة شديدة وبحرارة رهيبة في الصلاة، وكأنه يصارع مع شخص آخر ومن شدة حرارة الصلاة.. اهتز المكان، ففزع الأب الكاهن والشخص الذي معه، وخرجا مسرعين من الشقة، وأغلقا الباب خلفهما!

سيرة القديس العظيم الأنبا مكاريوس أسقف قنا والبحر الأحمر

حياته كلها كانت جهاداً ودموعاً وصلاة وسهراً: وكم من ليالي قضاها ساهراً للصباح وهو يصلي. كان ينام من الساعة الثانية عشر مساءاً حتى الثانية أو الثالثة صباحاً وكثير من الأيام لم يكن ينام لحظة واحدة خاصة في ظروف مرضه الأخيرة، كان يسهر ويصلى ثم يقول: “الليلة دي مثلاً أنا نمت ساعة واحدة فقط من النهتة والتعب”، أي من تعب هبوط القلب، ولكن كل وقته كان يقضيه في الصلاة بدموع”.
وكثيراً ما طلبنا من سيدنا بإلحاح أن لا يتعب نفسه إلى هذه الدرجة خاصة في ظروفه الصحية الصعبة الأخيرة فكان يقول: “الناس تعبانه وعاوزه اللي يريحها ويعطيها كلمة، ودول بيجوا من بلاد بعيدة وهم تعبانين، ولازم الواحد يشوفهم عاوزين إيه. دول مساكين والأيام دي صعبة ولازم نريحهم” فكان هذا مسلكه ومنهجه أن يضحى بنفسه وصحته ووقته وأكله وكل ماله ليريح الآخرين.

محبة نيافته للجميع:

كان الأنبا مكاريوس ممتلئاً من المحبة التي لا تنتهي المتسعة جداً وهى المستمدة من محبته للرب يسوع المسيح كانت محبته غامرة حانية بتدفق وبلا حدود، فقد كان يعطى رجاءً للخاطئ لكي يلقيه في أحضان المسيح ويوجهه إلى الاعتراف والتناول وحضور القداسات، وأهمية صلاة المزامير وقوتها. وكان دائما يقول: “إن الخطية ليس لها كبير”، وهذا معناه أن كل إنسان معرض للسقوط ولذلك ما كان يدين أحداً ولكن بأبوته وحكمته العجيبة كان يرشد النفس إلى طريق الخلاص.
كان أباً لكل نفس وكل إنسان كان يراه أنه هو له وحده فقط ويحبه هو فقط، كأنه لا يوجد أحدٌ آخر يعرفه سواه. الجميع كانوا يحبونه جداً لأنه كان يحبهم أيضاً جداً، ودائماً كان يقول لنا مثلاً وهو آية من آيات الكتاب المقدس “كَمَا فِي الْمَاءِ الْوَجْهُ لِلْوَجْهِ، كَذلِكَ قَلْبُ الإِنْسَانِ لِلإِنْسَانِ.” (أمثال27 : 19).

وكان يقول للآباء الكهنة: “الرب ينجح رسالتكم ويعينكم في الخدمة لأنها عبء ثقيل”.

كما كان يقول أيضاً: “إن الخدمة الناجحة هي في محبتكم بعضكم لبعض”،

وهكذا فلم تكن محبته ظاهرية أو برياء ولكنها كانت من عمق القلب،

لا تريد شيئاً ولا تطلب منفعة شخصية، بل هي محبة فياضة تفيض من ينبوع ممتلئ بالحب.

كما كان مثالاً صالحاً لنا يعلمنا بعمله أكثر بكثير جداً من الكلام أو الوعظ. كان عظة صامتة حية لنا في كل حين.
كان المتنيح القديس الأنبا مكاريوس يقول دائماً: “إن الأغصان المحملة بالأثمار منحنية لأسفل ولكن الأغصان الفارغة تنظر لأعلى.

فقد كان متضعاً في كل شيء في الداخل والخارج في كلماته وتصرفاته وفي مظهره وملبسه وفي صلاته وفي معاملاته مع الآخرين وفي إحساسه الداخلي مع نفسه ومشاعره الداخلية نحو الآخرين. دائماً يشعر أنه أقل إنسانٍ. كانت له موهبة أن يقنعك أنه أقل منك ولابد أن يخرجك من أمامه وأنت مقتنع أنك أحسن منه. وهذه الدرجة من الإتضاع لا يستطيع أي إنسان أن يقبلها عن نفسه، ولكنه كان فعلاً يشعر بهذا الشعور في داخله. وكان يقول عن نفسه: “أنا مش متعلم أنا ما أعرفش أوعظ أنا مسكين أنا ضعيف ومحتاج لرحمة ربنا يغفر لي خطيتي” وحقيقة كان هذا الكلام نابعاً من أعماقه وما كنا في يوم من الأيام نشعر أنه يرائي أو هذا كلام أو الإحساس من خارج أو ظاهري فقط وهذا بشهادة الجميع.

حضوره للعظات بالكنيسة:

حينما كان يحضر القداسات ويجلس على كرسيه ليسمع عظات الآباء كان يبكى وهو متأثر جداً بكلام الآباء وكأنه كالطفل محتاج أن يتعلم من الآخرين.
وعندما يريد أن يوجه إنساناً أو يعطيه كلمة منفعة كان يتكلم معه بإتضاع شديد وهو يشعر في أعماقه أنه غير مستحق للحديث معه بالرغم انه كان يعلم عن هذا الإنسان كل شيء.

كان بسيطاً جداً في كل كلامه وفي نفس الوقت كان عميقاً جداً ويصل إلى أعماق النفس. كل أحد يسمعه يفرح ويخرج مستفيداً. عندما كان يجلس معنا ويكلمنا عن أعمال اللَّه أو عن ما يبنى نفوسنا ربما يطول الحديث في بعض الأحيان إلى أكثر من الساعة وكان كلامه يشد النفس ويجذبها ويشبعها ويرويها ويعزيها ويعلو بها إلى ما فوق ويسبيها سبياً لأنه كان يتكلم بكلام الروح الذي يبنى النفوس، وعندما يشعر إننا ننظر إليه في إنسحاق أو مديح كان يقول لنا: “أنا ما أعرفش أوعظ وأنا مش متعلم”. ليهرب من الكرامة والمديح والمجد الباطل. وعندما كان يكلمنا عن السماء والحياة الأبدية يقول: “ياليتني أستطيع أن أدخل ولو من بوابة السماء فقط وأبقى آخر الناس الموجودين فيها”.

كان يعلم أن أي مشكلة يتعرض لها لا يلجأ أبداً للرؤساء أو البشر إنما لله وحده كان دائماً يقول: “أنا لا أعرف أحداً سوى الرب يسوع المسيح”، ثم يصلى قداسين أو ثلاث قداسات بعد الظهر في أيام الصوم فكانت المشكلة تُحل.
أما عن صلواته الخاصة فقد كان بسيطاً وفي نفس الوقت عميقا جداً. فما كان يحس به في داخل قلبه يتكلم به مع اللَّه بدالة الحب.

نياحته:
وتنيح وهو يصلى القداس الإلهي يوم 3 فبراير .
ودفن فى مزار خاص بالكنيسة المرقسية بقنا.

صنع المعجزات:
وكان يصنع المعجزات فى حياته وبعد نياحته وإلى الآن.

نطلب شفاعته لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى