كنيسة مار شربل معاد بلبنان

كنيسة مار شربل معاد بلبنان

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

القديس مار شربل من أشهر قديسى الكنيسة المارونية اللبنانية. وله شهرة عالمية على مستوى العالم مثل المتنيح قداســة البابا كيرلس السادس المصرى.
ومار شربل معترف بقداسته من الكنيسة الكاثووليكية بروما. وتعيد الكنيسة المارونية بعيد نياحته فى ليلة عيد الميلاد طبقا للتقويم الغربى اى فى 24 ديسمبر من كل عام.

موقع الكنيسة:

معاد هي قرية تابعة لجبيل، تَبعُد عن مركز القضاء مسافة خمسة كيلومترات، ويتمُّ الوصول إليها عن طريق المرور بقرى جِدّايل وشيخان وغرزوز. في هذه القرية تقوم كنيسة أثرية قديمة على اسم “مار شربل “.

نبذة مختصرة عن القديس مارشربل:

القديس مار شربل (8 مايو 1828 – 24 ديسمبر 1898)، قديس لبناني.

ولد في بقاع كفرا – قضاء بشري من لبنان الشمالي، في أعلى قرية من لبنان. أبوه انطون مخلوف وأمه بريجيتا عُرفا بتقواهما الصحيحة.
ترك بيت أبيه بعمر الثالث والعشرين وقصد الترهّب في الرهبانية اللبنانية المارونية.

دخل الابتداء في دير سيدة ميفوق، ثم انتقل إلى دير مار مارون عنايا حيث أتم عامه الثاني من الابتداء. عينه الرؤساء تلميذا فأُرسِلَ إلى دير كفيفان حيث قضى ست سنوات في درس الفلسفة واللاهوت وتربّى هناك على أيدي رهبان قديسين، خاصة الآب نعمة الله الحرديني، المعروف «بقديس كفيفان». رسمه كاهنا، في بكركي، المطران يوسف المريض في 23 تموز 1859

كنيسة مار شربل معاد بلبنان

أقام الأب شربل في دير مار مارون عنايا، بعد سيامته، مدة 16 عاماً،

متمرساً بأسمى الفضائل الرهبانية. لا سيما فضيلتي التواضع والطاعة.
كما أجرى الله على يده في الدير آيات باهرة.
أيضا طلب من رؤسائه، بإلهام الله، الانعزال في محبسة دير عنايا، فأذنوا له بذلك عام 1875، حيث قضى فيها 23 سنة.
دُفِنَ الأب شربل في مقبرة الدير العمومية. وقد شاهد أهلُ الجوار ليلة دفنه نورا يتلألأ فوق قبره، وتكرر ظهور النور طوال 45 ليلة.

كنيسة مار شربل معاد بلبنان

ولكثرة المعجزات، أذن البطريرك إلياس بطرس الحويك بفتح قبره، فوُجدَ جسمهُ سالماً من الفساد،

كما جرى من خاصرته دم ممزوج بماء، وأخذ جثمانه ينضح عرقاً دموياً. أُعيد جثمانه إلى قبر جديد عام 1926.
وسنة 1950، في 22 نيسان، كشفت على الجثمان لجنتان طبيّة وكنسية. بان جثمانه سليماً صحيحاً، كما كان قبلاً، مغموراً بدمه الراشح منه.
أيضا انتشر خبر هذه الظاهرة، فتهافت الناس ألوفاً إلى الدير. فتكاثرت حول القبر حوادث الشفاء من أمراض متنوعة مستعصية. فضج لبنان والعالم بأخبار هذه المعجزات، وتماوج الزوار في أروقة الدير كبحر زاخر، مصلين، تائبين، خاشعين.
وعام 1965، في ختام المجمع الفاتيكاني الثاني، رفعه البابا بولس السادس إلى شرف الإكرام على المذابح وأحصاه في مصاف الطوباويين. وقد تشيّدت على اسمه كينسةٌ في عنايا، قرب قبره، تُعدّ اليوم من أجمل كنائس الشرق.
كما أعلن البابا بولس السادس نفسه الطوباوي شربل قديساً في التاسع من شهر تشرين الأول 1977.

بناء الكنيسة:

أمّا من الناحية التاريخية، فإنّ الكنيسة تقوم على أنقاض أخرى أقدم منها، كما كانت في الأصل مَعبَدًا وثنيًّا أُنشِئَت على أنقاضه كنيسة بيزنطية (القرنان الخامس والسادس) أُعيدَ بناؤها فى القرنان الثاني عشر والثالث عشر، ثمّ رُمِّمَت في نهاية القرن التاسع عشر، واستُحدِثَ فيها المدخل الشماليّ، كما فُتحت نوافذ في الجدارَين الشمالي والجنوبي.

هندسة الكنيسة معماريا:

`أمّا من حيث هندستها، فأوّل ما يَلفُتُ انتباهنا في تلك الكنيسة رواقها، وهو عبارة عن مدخلٍ أضيف إليها في فترةٍ لاحقة، يَحوي حاليّاً قِطَعاً أثرية عُثر عليها في جِوار الكنيسة. هي مؤلَّفة من تيجانٍ وقواعد أعمدة وصفائح مدفنية، بالإضافة إلى قِطَع فُسيفساء تعود إلى فتراتٍ رومانية متأخرة (من القرنين الثالث والرابع) وبيزنطية (من القرنين الخامس والسادس)، كما نَجِد إلى يسار المدخل ناووساً.
أيضا من الداخل تتَّخذ الكنيسة شَكلاً بازيليكياً، ويقسمها إلى ثلاثة أجنحة أو أروقة صفّان من القناطر. هي مَسقوفة بعقودٍ نِصف أسطوانية. أمّا قواعد الأعمدة، ذات الأصل الروماني، فقد تمّ استخدامها بشكل غير منتظم، إذ نرى أنّه أحيانًا تمّ استخدام التّاج كقاعدة، وأحيانًا أخرى استُخدمت القاعدة كتاج.

أرض الكنيسة:

أرض الكنيسة مفروشة ببلاطٍ، قسمٌ منه قديم يعود إلى المعبد الروماني، وفوهة البئر المُستديرة تَتَوسط الرواق، وتَرتفع إلى مُستوى المذبح. أمّا العَقد المَركزيّ فهو مُزيَّن برسومٍ زخرفية تعود إلى العَهد العُثماني. ونَلمَحُ في الناحية الشرقية حنيَّتَي الكنيسة وهما مُتراكبتان، وهو أمرٌ نادر وفريد، يَسمَح بالتكهُّن بأن بِناء الكنيسة مرَّ بعدَّة مراحل. والحَنيَّة السُفلى تنتمي إلى الكنيسة الأقدم.

ايقونات الكنيسة:

الجَداريات الماثلة على الحائط الجنوبي تُطالعنا بِمشهدٍ يَمتدُّ إلى اليمين، يُمثّل رُقاد السيّدة العذراء، وهو يضمُّ الرُسل المُتجمّعين حول نَعشِها، ونرى أسماءهم مكتوبة بالأحرف السريانية.

كما نَجِد بين هؤلاء شخصية إكليريكية رفيعة المُستوى، والمسيح ماثل في وسط الجِدرانية يتأمّل والدته ويحمل بين يديه روحها المُتمثلة بصورة طفلٍ مُقمَّط بلفائف، لأن العذراء لم تَمُت بل انتقلت إلى السماء. كما نَجِد ملاكين في يد أحدهما قِماش، وهما يتحفَّزان لاستقبال هذه الروح في السماوات.. في حين يَقِف على جانبيّ المسيح كاهنان مُكلَّلا الرأس ومن دون لحية، وهما بلباسٍ أبيض ويحملان شمعداناً مُضاءً دليلاً على الخدمة الجنائزية، إنهما شمّاسان.

الحائط الشمالي للكنيسة:

وفي وسط الطبقة الثانية من الطلاء، وهي الأحدث، نرى رئيس الملائكة مار ميخائيل حاملاً رِمحاً وفي يده اليُسرى كُرة تُظهِرُ وجه المسيح.. مع الجناس التصحيفي لاسمه باللغة اليونانية.

كما نرى إلى اليسار وجه أسقفٍ يرتدي التاج اللاتيني والبطرشان الشرقي،

أيضا تَقِف في الناحية المُقابلة قديسة شهيدة هي أيضاً مجهولة الهوية،

كما يَسجُد إلى اليسار، واهب الجِدرانية، وهو كاهن نَعرِفُه من تَسريحة شَعره ولباسه، مادّاً يديه مُتضرّعاً باتّجاه الأسقف.

أقوال الأب حارس مطر عن تواريخ الكنيسة:

الأب حارس مطر، فقد حَدَّد التواريخ بقوله إن هذه الكنيسة قد انهدمت نحوَ العام 800 وأُعيدَ بناؤها في الحَقبة الصليبية أي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، ثم خَرُبت من جديد في العام 1615 اي في بداية العهد العُثماني، فأعاد بناءَها كاهن مارونيّ، بالاشتراك مع اهالي معاد، في العام 1723.
أيضا من الجدير بالذِكر أن جِداريات هذه الكنيسة قد جرى ترميمُها في العامَين 2008 و 2009 باشراف M. Krzysztof Chmielewski من جامعة فرسوفيا للفنون. وهذا المشروع أمكن تحقيقه بفضل “جمعية ترميم ودراسة الجدرانيات العائدة الى القرون الوسطى في لبنان”

نطلب شفاعة القديس مار شربل لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة وللبنان والعالم .

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى