رأي وتعليق من قداسة البابا تواضروس عما يحدث في غزة
رأي وتعليق قداسة البابا تواضروس عما يحدث في غزة
في احتفالية دار الكتاب المقدس قداسة البابا: قلوبنا تتألم من أجل الأرض التي أنجبت الأنبياء والرسل
أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن ألمه لأجل الضحايا والشهداء والمصابين والمتعبين من جراء ما يحدث في الأراضي المقدسة، واصفًا إياها بأنها الأرض التي أنجبت الأنبياء والتلاميذ والرسل.
جاء ذلك خلال كلمته في احتفالية دار الكتاب المقدس بمرور ١٤٠ سنة على بدء عملها بمصر.
رأي وتعليق من قداسة البابا تواضروس عما يحدث في غزة
وقال قداسته: “إن كنا يا إخوتي الأحباء ونحن نجتمع هنا ونفرح بعمل الله وبكلمته المقدسة
ولكن قلوبنا تتألم من أجل الأرض التي أنجبت الأنبياء والتلاميذ والرسل وهؤلاء الذين كتبوا أسفار الكتاب المقدس،
وهذه الأرض المقدسة التي نسمع عنها الصراع الدائر حاليا وآلامات الضحايا والشهداء والمصابين والمجروحين والمتعبين،
كما نصلي أن يعطي الله نعمة وحكمة لكي تكون الأرض التي استقبلت أسفاره المقدسة
والتي أوحى بها بروحه القدوس تكون محل للسلام وللفرح وللهدوء، نحن نصلي نحو إخوتنا المتألمين بكل نوع من الألم،
كما نصلي من من أجل أن يحفظ الله العقول في سلامه، فالذي يتجه إلى العنف والحرب والصراع هو إنسان بعيد عن الله، لأن الله هو ملك السلام ونحن نصلي ونقول “يا ملك السلام اعطنا سلامك قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا”.
واستضافت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء اليوم الثلاثاء احتفالية دار الكتاب المقدس بمرور ١٤٠ سنة على بدء عملها بمصر، بحضور رؤساء الطوائف المسيحية.
احتفالية دار الكتاب المقدس
شهد الاحتفالية قداسة البابا تواضروس الثاني ورؤساء الطوائف المسيحية بمصر،
جناب الدكتور القس أندريا زكي رئيس الطائفة الإنجيلية،
غبطة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك،
جناب المطران نيقوديموس الوكيل البطريركي بالقاهرة لبطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس،
جناب القس ديرك جيفرز رئيس الاتحاد الدولي لدور الكتاب المقدس، وقيادات الدار بمصر.
كما تفقد رؤساء الطوائف معرض بانورامي حوى العديد من المنتجات الكتابية المتطورة،
أيضا تضمن برنامج الاحتفالية فقرات ترانيم وألحان كنسية، وكلمات لرؤساء الطوائف، واختتمت بكلمة قداسة البابا التي تناول خلالها ثلاث كلمات، هي:
١- الله الذي منحنا نعمة الكتاب المقدس:
الله قال لنا “اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يو ٦: ٦٣)، وكلمة الله هي بالحقيقة الروح التي تعطي الحياة لنا جميعًا، والإنسان لا يتمتع بكلمة بعمق وبغنى الحياة التي أرادها الله له إلا من خلال الكلمة المقدسة، وفي فاتحة سفر المزامير يقول “طُوبَى لِلرَّجُلِ.. فِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلًا” (مز ١: ١، ٢)، فالله أعطانا نعمة الحياة وأعطانا ما يرشدنا في هذه النعمة لكي نأخذها ونعيشها وتعيش فينا ونستعد بها للسماء، هذه هي الكلمة المقدسة النعمة التي أعطاها لنا الله في صورة الكتاب المقدس الأسفار المقدسة في العهد القديم والعهد الجديد.
٢- الكنيسة التي تقدم لنا الكتاب المقدس وتشرحه:
الكنيسة معنية بتقديم كلمة الله، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستخدم الكتاب المقدس على مدار العام،
فهناك ما يُسمى بكتاب القطمارس، والكنيسة تبدع وهي تقدم كلمة الله،
مثال: نحن نقرأ أصحاحًا واحدًا في الكتاب المقدس على مدار شهرًا كاملًا، وهو شهر كيهك وفي نهايته نحتفل بعيد الميلاد حسب التقويم الشرقي، نقرأ الأصحاح الأول من إنجيل معلمنا لوقا البشير، وهو أصحاح طويل يتكون من ٨٠ آية، ونقرأه مقسّمًا على أربعة أسابيع، ونقرأ الأصحاح الواحد مقسمًا على أربع آحاد في شهر كيهك، ومن خلاله نعيش في قصة الخليقة التي خلقها الله ثم سقطت في الخطية والمعصية ثم دبر لها الله الخلاص بتجسد يسوع المسيح.
٣- دار الكتاب المقدس:
قدمت الكتاب بصور رقمية كثيرة، وامتد تطوره طوال ١٤٠ عامًا،
والقائمين على الدار والمفكرين دائمًا يفكرون كيف نقدم كلمة الله بهذه الصور المناسبة والعصرية والتي تخدم الجميع،
وألا يكون هناك إنسانًا محرومًا من كلمة الله، لذلك يوجد الكتاب المقدس الذي يناسب المكفوفين،
كذلك الذي يناسب الفتيان بتقديم أبطال الكتاب، ويوجد المناسب للفتيات بتقديم الأميرات فيه، ويوجد الكتاب المقدس للشباب،
أيضًا الكتاب المقدس بالشواهد، وبأشكال عديدة تناسب الهدايا للكبار والصغار في مختلف المواقف،
وبلغات متعددة بما فيها اللغة القبطية، فدار الكتاب المقدس تخدم جميع كنائسنا.