دير أبوسيفين بطموه الجيزة

دير أبوسيفين بطموه الجيزة

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

محافظة الجيزة هى اول محافظة فى صعيد مصر من الشمال. وتحتوى على بعض الاديرة الاثرية.
وفى هذه المقالة نتحدث عن دير أبوسيفين بطموه بمحافظة الجيزة.

دير القديس مرقوريوس أبو سيفين بطموه بمحافظة الجيزة :

هو أحد الأديرة الهامة التي كانت تزهو بهم تلك المحافظة بين القرن الخامس والعاشر الميلادي. وقد عُرِفَ منهم دير جبل أوسيم المقدس بجبل أو رواش، ودير الخمسة وأمهم بمنيل شيخة، ودير القديس أرسانيوس بجبل المقطم قرب كوتيسكا. وهذه الأديرة ارتبطت دائمًا ببرية شيهيت المقدس بوادي النطرون؛ حيث نزج إليها رهبان تلك البرية حين أغارَت البربر على أديرتهم.

نشأة دير طموه:

ترجع نشأة الرهبنة بدير طموه (التي كانت تُعْرَف “طمويه”) إلى القرن الخامس الميلادي على يد القديس ببنودة؛ حيث أُقيمَت بالدير كنيسة على اسم القديس مرقوريوس الشهير بأبو سيفين. وقد سكنه آباء البرية لما له مميزات عِدة قرب مدينة منف (الجيزة)، حيث كان آباء البرية يقضون حاجياتهم منها.
كما كان المأوى الوحيد للرهبان وقت الحصاد، وحتى يحين موعد رجوعهم لقلاليهم.
وقد ارتبط تاريخ هذا الدير بدير القديس أرسانيوس بجبل طرة المُقابل له، ومازالت المغارة التي كان يسكنها القديس أرسانيوس ظاهرة بالجبل حتى الآن.

نظرة تاريخية على دير طموه:

ذُكِرَ أول خبر تاريخي عن الدير المؤرخ الإنجليزي لين بول حين قال أن عبد العزيز بن مروان والي مصر (685-705 م.) انتقل إلى هذا الدير واعتبره مقرًا له. ومنه أمر بصك أول عملة عربية خالصة صدرت في مصر عام 76 هـ (695 م.). واستمر الدير قائمًا حتى زحفت جيوش العباسيين والأمويين وتقابلوا في موقعة قرب الدير، هُزِمَ فيها الأمويين، وكان من نتائجها هَدم بيعة القديس أبو سيفين بطموه في 6 أغسطس عام 750 م.
وظل هذا الدير مهجورًا (حوالي 20 عامًا) إلى أن أُعيد بناؤه وتجديده هو ودير الشمع الذي كان قائمًا ببلدة ميت شماس غرب طموه، فكملت عمارة البيعة المقدسة التي على اسم الشهيد مرقوريوس أبو سيفين مرة أخرى. والتي ما تزال قائمة حتى اليوم.

البِيَع( الكنائس )المقدسة بطمويه:

أيضا وُجِدَت في هذا الزمان خمسة من البِيَع المقدسة بطموه، وهي:
1- البيعة الكبيرة الحسنة التي للقديس مرقوريوس الشهير بأبوسيفين، والموجودة حاليًا بدير طموه.
2- بيعة على اسم الشهيدة مهاربيل، وهي بالطرف القبلي لطموه على الجِسر.
3-بيعة أبابيما.
4- بيعة الملاك ميخائيل، وكانت غرب طموه في مدخل البلدة على الطريق.
5- بيعة السيدة العذراء الطاهرة.

الرهبنة في الدير:

أيضا كان لدير القديس “أبو سيفين” بطموه وَقفً قدره 47 فدانًا،

لكن أُخِذَت منه عند عمل مسح لأراضي الدولة في عصر الدولة الأيوبية عام 1176 م.،

أيضا يضيف ابن فضل الله العمري في كتابه “مسالك الأبصار” أن دير طموه ظلَّ النصف الأول من القرن الرابع عشر آهِلًا بالرهبان.

كما تعتبر تلك الإشارة هي آخر إشارة تاريخية وُرِدَت عن وجود رهبان يذكرها مؤلف تاريخي. وقد انقطعت الرهبنة به في عام 1349 م.

تعمير الدير حديثا:

تحديداً في عهد الأنبا دوماديوس أسقف كرسي الجيزة ظهر الاهتمام بالدير،

كما شمل التعمير جميع نواحيه في نهضة عمرانية وروحية.

نطلب شفاعة القديس أبو سيفين لنا ولكم وللجميع ولمصرنا العزيزة.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.

والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى