دير السيدة العذراء مريم الشهير بدير الحمام بالفيوم

دير السيدة العذراء مريم الشهير بدير الحمام بالفيوم

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

تشتهر الفيوم ببعض اديراتها القديمة والاثرية والتى تحتوى على آثار مصرية قبطية نادرة ومنها دير السيدة العذراء مريم بالحمام مركز ناصر.

الاديرة المصرية باسم العذراء مريم:

حملت العديد من الأديرة والكنائس الشهيرة فى مصر اسم العذراء مريم تكريمًا لاسمها وتخليدًا لسيرتها الطيبة، وبنيت آلاف الأديرة والكنائس حول العالم باسم العذراء البتول وخاصة بعد إقرار قانون الإيمان أثناء مجمع “أفسس” منذ نحو ألف وخمسمائة عام، وتم وضع مقدمته الشهيرة وتصدرها “نعظمك يا أم النور الحقيقى”.
اختتم المجمع فعالياته حينها بحضور مائتى أسقف من آباء الكنيسة،

ولاحظ المؤرخون انتشار اسم العذراء مريم، ورغم انتشار الكثير من الأديرة باسم العذراء مريم،

إلا أن العصر الرسولى تميز ببناء أقدم كنيسة على وجه الأرض تحمل اسمها وهى “كنيسة فيلبى”.

موقع دير العذراء مريم بالحمام:

يقع ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏قرية‏ ‏الحمام‏ ‏التي‏ ‏قال‏ ‏عنها‏ ‏محمد‏ ‏رمزي‏ ‏في‏ ‏قاموسه‏ ‏الجغرافي‏ ‏هي‏ ‏من‏ ‏النواحي‏ ‏القديمة‏

‏وردت‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏الفيوم‏ ‏وبلادها‏ ‏وفي‏ ‏التحفة‏ ‏من‏ ‏الأعمال‏ ‏الفيومية‏ ‏لأنها‏ ‏كانت‏ ‏تابعة‏ ‏للفيوم‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏وردت‏ ‏في‏ ‏دليل‏ ‏سنة‏ 1224‏هـ‏ ‏باسم‏ ‏حمام‏ ‏اللاهون‏ ‏لقربها‏ ‏من‏ ‏اللاهون‏ ‏وفي‏ ‏تأريخ‏ 1230‏هـ‏ ‏عرفت‏ ‏باسمها‏ ‏الحالي‏ ‏وهي‏ ‏تبعد‏ ‏مسافة‏ 6‏كم‏ ‏شمال‏ ‏غرب‏ ‏اللاهون‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏هرم‏ ‏سنوسرت‏ ‏الثاني‏ ‏الشهير‏ ‏بهرم‏ ‏اللاهون‏ ‏يصل‏ ‏إليه‏ ‏القادم‏ ‏من‏ ‏القاهرة‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الفيوم‏ ‏طريق‏ ‏دير‏ ‏العزب‏ ‏والمتجه‏ ‏إلي‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏وعند‏ ‏قناطر‏ ‏اللاهون‏ ‏يتجه‏ ‏يمينا‏ ‏إلي‏ ‏بلدة‏ ‏الحمام‏ ‏التباعة‏ ‏حاليا‏ ‏لمحافظة‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏مركز‏ ‏ناصر‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏الطريق‏ ‏ويتجه‏ ‏شمالا‏ ‏في‏ ‏طريق‏ ‏خاص‏ ‏بالدير‏ ‏مسافة‏ 3‏كم‏ ‏حيث‏ ‏يجد‏ ‏الدير‏ ‏فوق‏ ‏ربوة‏ ‏عالية‏ ‏محاط‏ ‏بأسوار‏ ‏عالية‏ ‏تظهر‏ ‏منها‏ ‏قباب‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏يقول‏ ‏عنها‏ ‏الدكتور‏ ‏فتحي‏ ‏خورشيد‏ ‏في‏ ‏بحثه‏ ‏كنائس‏ ‏وأديرة‏ ‏محافظة‏ ‏الفيوم‏ ‏منذ‏ ‏انتشار‏ ‏المسيحية‏ ‏حتي‏ ‏نهاية‏ ‏العصر‏ ‏العثماني‏.

أقدم‏ ‏إشارة‏ ‏تاريخية‏ ‏عن‏ ‏الدير‏:

وقد ‏وردت‏ ‏أقدم‏ ‏إشارة‏ ‏تاريخية‏ ‏عن‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏رواية‏ ‏أبي‏ ‏صالح‏ ‏الأرمني‏ ‏الذي‏ ‏أشار‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏الدير‏ ‏يقع‏ ‏بحري‏ ‏بلدة‏ ‏اللاهون‏ ‏في‏ ‏الموضع‏ ‏الذي‏ ‏يقال‏ ‏برنيوده‏ ‏علي‏ ‏جبل‏ ‏قبلي‏ ‏الفيوم‏ ‏ويذكر‏ ‏إنه‏ ‏يعرف‏ ‏باسم‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏إسحق‏ ‏وبه‏ ‏بيعتان‏ ‏إحداهما‏ ‏مكرسة‏ ‏باسم‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏يصف‏ ‏عمارتها‏ ‏بأنها‏ ‏محكمة‏ ‏البناء‏ ‏والهندسة‏ ‏والأخري‏ ‏مكرسة‏ ‏باسم‏ ‏الشهيد‏ ‏أبو‏ ‏إسحق‏ ‏ويضيف‏ ‏نفس‏ ‏المؤرخ‏ ‏إنه‏ ‏يحيط‏ ‏بالدير‏ ‏سور‏ ‏يتميز‏ ‏عن‏ ‏باقي‏ ‏أسوار‏ ‏أديرة‏ ‏مصر‏ ‏بأنه‏ ‏يتكون‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏أسوار‏ ‏من‏ ‏الحجر.

ما كتبه ابو المكارم وعلى باشا مبارك عن الدير:

وكتب‏ ‏عن‏ ‏الدير‏ ‏أبو‏ ‏المكارم‏ ‏في‏ ‏تأريخ‏ ‏للقرن‏ ‏الثاني‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏ ‏وعثمان‏ ‏النابلسي‏ ‏من‏ ‏مؤرخي‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏

‏قال‏ ‏إنه‏ ‏ضمن‏ ‏قائمة‏ ‏كنائس‏ ‏وأديرة‏ ‏الفيوم‏.‏كما‏ ‏كتب‏ ‏عن‏ ‏الدير‏ ‏علي‏ ‏باشا‏ ‏مبارك‏ ‏في‏ ‏الخطط‏ ‏التوفيقية‏ ‏الذي‏ ‏طبع‏ ‏سنة‏ 1888‏م‏

‏قائلا‏:‏دير‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏بين‏ ‏اللاهون‏ ‏والحمام‏ ‏في‏ ‏الجبل‏ ‏هو‏ ‏دير‏ ‏قديم‏ ‏وكان‏ ‏مخزن‏ ‏للديورة‏.

من أشهر من زار الدير:

‏وزار الدير‏ ‏دوق‏ ‏سكسونيا‏(‏جوهان‏ ‏جورج‏) ‏ووصف‏ ‏بابه‏ ‏الخشبي‏ ‏المزخرف‏ ‏بأنه‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏وتيجان‏ ‏أعمدته‏ ‏بأنها‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏السادس‏ ‏كما‏ ‏رجح‏ ‏المؤرخ‏ ‏ميناردس‏ ‏أن‏ ‏تاريخ‏ ‏بناء‏ ‏الدير‏ ‏يرجع‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏ ‏الميلادي‏ ‏ويقول‏ ‏أن‏ ‏الدير‏ ‏كان‏ ‏له‏ ‏أهمية‏ ‏كبيرة‏ ‏نظرا‏ ‏لوجود‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏شقف‏ ‏الفخار‏ ‏المنتشرة‏ ‏في‏ ‏الأرض‏ ‏حول‏ ‏الدير‏ ‏وأشاد‏ ‏بموقع‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏الندرة‏

ما قاله نيافة الانبا صموئيل أسقف شبين عن الدير:

‏وقال‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏صموئيل‏ ‏أسقف‏ ‏شبين‏ ‏القناطر‏ ‏المتنيح‏ ‏في‏ ‏كتابه‏ ‏دليل‏ ‏الكنائس‏ ‏والأديرة‏ ‏في‏ ‏مصر

ينسب‏ ‏الدير‏ ‏للسيدة‏ ‏العذراء‏ ‏وأحيانا‏ ‏لأبي‏ ‏إسحق‏ ‏وقد‏ ‏جدده‏ ‏أمين‏ ‏ميخآئيل‏ ‏البتانوني‏ ‏في‏ ‏القرن‏ 19‏م‏ ‏

كما أوقف‏ ‏عليه‏ ‏خمسة‏ ‏افدنه‏ ‏ويقال‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏مخزنا‏ ‏للأديرة‏ ‏المجاورة والجدير‏ ‏بالذكر‏ ‏أن‏ ‏دير‏ ‏السيدة‏ ‏العذراد‏ ‏الشهير‏ ‏بالحمام‏ ‏كان‏ ‏عبر‏ ‏التاريخ‏ ‏يتبع‏ ‏إيبارشية‏ ‏الفيوم‏ ‏حتي‏ ‏نياحة‏ ‏الأنبا‏ ‏إبرآم‏ ‏أسقف‏ ‏الفيوم‏ ‏السابق‏ ‏عام‏ 1984‏م‏ ‏حيث‏ ‏تم‏ ‏ضمه‏ ‏إلي‏ ‏البطريركية‏ ‏مباشرة

‏ ‏لتعميره‏ ‏ويتولي‏ ‏الإشراف‏ ‏عليه‏ ‏أحد‏ ‏الآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏وتم‏ ‏تجديد‏ ‏سوره‏ ‏والعناية‏ ‏به.

نطلب شفاعة العذراء مريم ام النور لمصرنا الحبيبة ولنا جميعا.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى