دير القديس ابو مقار الكبير بوادي النطرون

دير القديس ابو مقار الكبير بوادي النطرون

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية المصرية بالثلاث مقارات القديسين هم ثلاثة قديسين باسم مقار (ويعرف أيضًا كلٍ منهم باسم: مقاريوس، مقارة، مكاريوس) وهم:-
1- القديس الأنبا مقاريوس الكبير.
2- القديس الأنبا مكاريوس الإسكندري (مقاريوس الصغير).
3- القديس الأنبا مقار الأسقف.
وفى هذه المقالة نتحدث عن احد أشهر الاديرة العامرة بمصر وهو دير القديس ابو مقار بوادي النطرون بمصر.

فكرة عامه عن الدير :

دير القديس أنبا مقار الكبير ويُعرف مُختصراً باسم دير الأنبا مقار ودير أبو مقار، هو دير قبطي أرثوذكسي، وأحد الأديرة العامرة الأربعة بصحراء وادي النطرون غرب دلتا النيل شمال مصر، فالدير يقع في مواجهة المدخل الجنوبي الغربي لمدينة السادات وعلى حافة منخفض وادي النطرون. يُنسب هذا الدير الى الأنبا مقار الكبير، وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وعلى ذلك ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون، وقد بدأ بانشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي على الأرجح. وكان يرأس الدير البابا شنودة التالت، وذلك بعد استقالة الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط بعد قضائه 65 عاماً في خدمة رئاسة الدير. وبعد وفاة البابا شنودة في مارس 2012،

طالب رهبان الدير بعودة الأنبا ميخائيل رئيساً للدير، ووافق وعاد لرئاسة مرة أخرى في نهاية أبريل 2012.

ثم استقال من منصبه مرة أخرى بشكل نهائي، وتولى من بعده الأنبا أبيفانيوس منذ 10 مارس 2013.

موقع الدير:

دير القديس أنبا مقار الكبير ويُعرف مُختصراً باسم دير الأنبا مقار ودير أبو مقار، هو دير قبطي أرثوذكسي، وأحد الأديرة العامرة الأربعة بصحراء وادي النطرون غرب دلتا النيل شمال مصر،

فالدير يقع في مواجهة المدخل الجنوبي الغربي لمدينة السادات وعلى حافة منخفض وادي النطرون.
تبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي الدير على سبع كنائس؛

ثلاثة منها داخل الدير وأربعة أعلى حصن الدير. هناك أيضاً مساكن للرهبان المعروفة بالقلالي،

كذلك توجد مائدة للرهبان ملحقة بمطبخ، أيضاً ملحق بالدير متحف صغير ومشفى ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.

تاريخ أنشأ الدير:

لا يمكن تحديد تاريخ محدد لنشأة وبناء دير الأنبا مقار، أو حتى تاريخ بداية التجمع الرهباني بمنطقة الدير،

ولكن يمكن اعتبار ظهوره كتجمع رهباني أوّلي في صحراء وادي النطرون بدأ في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي، وتحديداً بعد وفاة القديسين ماكسيموس ودوماديوس مباشرة عام 384 (منذ 1639 سنة).

وبدأ هذا التجمع الرهباني بقلاية واحدة هي قلاية مقار الكبير نفسه، والتي كانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، وتقع غرب الدير الحالي مكان دير البراموس. ثم تجمع التلاميذ والمريدون حوله، واستقروا بعد بنائهم قلالي أخرى لأنفسهم على مسافات متباعدة من قلاية مقار. ومع كثرة مريدي الرهبنة بالقرب منه؛ هجرهم وذهب إلى مكان الدير الحالي،

وبذلك تأسس أيضاً دير البراموس. ومع مرور الوقت وتجمع تلاميذ جدد حوله؛

تم بناء كنيسة لإقامة الصلوات التي يتجمع فيها الرهبان، وكان بجوارها بئر ماء ومخبز وطبخ لإعداد الطعام،

ثم تطوّر الأمر وتم بناء مخازن وبيت للضيافة والمائدة التي يتناول فيها الرهبان «وجبة
المحبة».

من زوار الدير:

وقد زار الدير الملك الظاهر بيبرس البندقداري سنة 1264. كذلك زار الدير البابا بنيامين الثاني عام 1330 وهو في طريقه إلى دير الأنبا بيشوي، وذلك لإصلاحه بسبب سقوط أخشابه بسبب النمل الأبيض. وفي حوالي عام 1413، تم نقل جسد الأنبا يوحنا القصير من ديره إلى دير الأنبا مقار، وذلك إثر تداعي سقفه وسقوطه بسبب النمل الأبيض. وبعد ذلك بدأت الحياة الرهبانية في صحراء وادي النطرون بالانهيار تدريجياً، حتى بدأت حركة ترميم دير الأنبا مقار عام 1929.

الدير فى بطريركية البابا شنودة الثالث المتنيح وحديثا:

وفي عهد البابا شنودة الثالث -البابا 117- أقيمت 16 مجموعة قلالي جديدة، كل مجموعة تحتوي على ست قلالي.

كما أقيمت مائدة جديدة ألحق بها مطبخ حديث، ومكتبة تُعتبر أكبر مكتبة ديرية لحفظ ما تبقى من المخطوطات والكتب النادرة. وقد أٌلحق بالجهة الشمالية من المكتبة مخزن متحفي، وتعرض فيه القطع الرخامية التي عُثر عليها أثناء تجديد الدير مثل الأعمدة وتيجانها وقواعدها ولوحات المذبح التي تعتبر من أندر القطع في العالم،

هذا بالإضافة إلى أحواض اللقان والأواني الفخارية والخزفية الملونة.

وحديثاً أصبح الدير يحتوي على مستشفى صغير ملحق به صيدلية في الجهة الجنوبية،

كذلك توجد مطبعة خاصة بالدير تطبع مؤلفات الرهبان؛ وتصدر مجلة مرقس الشهرية.

هناك أيضاً محطة توليد كهرباء خاصة للدير وملحقاته ومساكن عمال مزرعة الدير، والمزرعة هي أراضي مستصلحة حديثاً محيطة بالدير منذ أن أهدى الرئيس السابق «محمد أنور السادات» 1,000 فدان للدير لأجل استصلاحها، وتنتج المزرعة أنواعاً كثيرة من المحاصيل كبنجر السكر والتين والشمام والزيتون والبلح. كذلك هناك قسم للإنتاج الحيواني وتربية الأبقار والدواجن.

الدير يمتلك أيضاً أراضي في الساحل الشمالي الغربي المصري على طريق الإسكندرية – مرسى مطروح.

نطلب شفاعة الثلاث مقارات القديسين لمصرنا العزيزة ولنا ولكم وللجميع.
تحيا مصر والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى