استسلام حماس والإفراج عن الرهائن ونشر قوات عربية

استسلام حماس والإفراج عن الرهائن ونشر قوات عربية

قال د. مصطفى فراس، دبلوماسي عراقي سابق ومحلل سياسي،

في حوار مع فرانس24، إن مقترح ترامب الجديد لإنهاء الحرب في غزة،

سيخضع للكثير من المفاوضات بسبب تشبث كل طرف سواءً حماس أو إسرائيل بمطالبه،

مشيرا إلى أن إبرام اتفاق سيفضي إلى نشر قوات عربية بقيادة مصرية وتمويل دول خليجية لإعادة الإعمار.

أما بالنسبة لمسار حل الدولتين، فيرى فراس أن “لا أفق يلوح في المستقبل القريب”

مضيفا أن تل أبيب لن تسمح بقيام دولةٍ فلسطينية وستفرض “عاجلا أو آجلا” سيطرتها على الضفة الغربية المحتلة والقطاع.

أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد تفاؤله حيال إمكانية إبرام اتفاق لإنهاء الحرب في غزة،

كما أكد وجود “فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط”،

قبيل محادثاته الإثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

ولم يقدم ترامب تفاصيل عن الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق النار المشروط بإطلاق الرهائن، لكن نائبه جي دي فانس قال لبرنامج فوكس نيوز صنداي،

إن مسؤولين أمريكيين كبارًا منخرطون في مفاوضات “معقدة للغاية” مع مسؤولين عرب وإسرائيليين.

تفاؤل أمريكي.. وحماس: “لم نطلع على الخطة”

وقال فانس: “أشعر بتفاؤل حيال وضعنا الحالي أكثر من أي وقت مضى خلال الأشهر القليلة الماضية، ولكن لنكن واقعيين،

فهذه الأمور قد تخرج عن مسارها في اللحظة الأخيرة”. وأضاف أن الخطة تتضمن ثلاثة عناصر رئيسية هي:

إعادة الرهائن، الأحياء منهم ورفات الموتى، إنهاء تهديد حماس لإسرائيل، وتكثيف المساعدات الإنسانية في غزة.

كما كشفت واشنطن عن خطة السلام هذه المكونة من 21 بندا لإنهاء الحرب

الدائرة منذ قرابة عامين في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل،

بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الأسبوع الماضي.

في المقابل، قال ممثل عن حماس السبت إن الحركة لم تطّلع على الخطة الأمريكية.

من جهته، رفض إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة،

التعليق ردًا على طلب فرانس24 وقال: “لا نريد الحديث عن هذا الموضوع حاليا”.

نتانياهو: “العفو عن قادة حماس ممكن”

إلى ذلك، قال نتانياهو في حديث لقناة فوكس نيوز إنه العفو عن قادة حماس ممكن بموجب شروط الاتفاق.

كما أضاف: “يجب تحديد تفاصيل هذا الأمر. لكن في تصريحات سابقة

قلت إنه إذا خرج قادة حماس من البلاد وإذا أنهوا الحرب وأطلقوا سراح جميع الرهائن، سنسمح لهم بالمغادرة”.

في السياق، قالت ليلى عودة مراسلة فرانس24 في القدس نقلا عن الصحافة الإسرائيلية، إن خطة ترامب تضمنت نقاطا رئيسية أبرزها “إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المختطفين خلال 48 ساعة بعد الموافقة على الاتفاق. الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، لكن الجديد في هذا البند، كما لاحظت، هو وضع جدول زمني أي شبه التزام أمريكي من قبل الرئيس ترامب بهذا الانسحاب، وإدخال المساعدات بوتيرة كبيرة إلى قطاع غزة”.

كما أضافت ليلى عودة، أن من أبرز البنود المتضمنة في المقترح الأمريكي الأخير: “إنشاء لجنة تقودها السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون غزة بشكل مؤقت، إدخال قوات عربية من أجل ضمان الأمن والسيطرة على القطاع مؤقتا، الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين ومنهم ما بين 100 إلى 200 من أصحاب المحكوميات العالية وتحديدا المؤبدات، بالإضافة إلى إعادة الإعمار التي ستتولاها دول عربية بأموالها بدءًا من اليوم الموالي لنهاية حرب غزة”.

اقرأ أيضاحماس تعلن انقطاع التواصل مع رهينتين وسط القصف الإسرائيلي المكثف وتوغل الدبابات في مدينة غزة

استسلام حماس والإفراج عن الرهائن ونشر قوات عربية

وكانت قناة الحدث، كشفت في تقرير نشر الجمعة، عن أن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، التي تتضمن 21 بندًا، تنص خصوصًا على:

إنهاء الحرب في غزة بشكل فوري مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين من ذوي الأحكام المشددة.

عرض العفو على حماس مقابل خروجها من غزة وتسليم سلاحها إلى قوة عربية دولية خلال فترة محددة.
إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية.
الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
إعادة إعمار غزة خلال خمس سنوات عبر ائتلاف دولي.
إنشاء قوة أمنية فلسطينية لإدارة القطاع تحت إشراف عربي ودولي.

التزام الولايات المتحدة بمنع إسرائيل من ضم الضفة الغربية المحتلة.
لتسليط الضوء أكثر على مقترح ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وأبرز ما رشح من بنوده، حاورنا د. مصطفى فراس دبلوماسي عراقي سابق وأستاذ القانون الدولي بجامعة كربلاء.
فرانس24: هل يمكن أن توافق حماس على خطة ترامب؟

د. مصطفى فراس: هذه ليست الخطة الأولى، لا سيما وأن الخطة السابقة التي سميت وعرفت بصفقة القرن وطرحها دونالد ترامب في ولايته الأولى على لسان جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره بالبيت الأبيض حينها، لم تلق ترحيبا من قبل الفلسطينيين وبالتحديد حركة حماس، بل جوبهت برفض تام.

أعتقد أن الخطة الجديدة، حتى ولو اطلعت عليها حماس، ربما ستشهد تحويرا وتغييرا بما يتناسب مع ما تريده الحركة، لأنها لن تترك الساحة لغيرها، وبالمقابل فإن الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهما، دائما ما يروجون لفكرة خروج حماس من الساحة السياسية وتسليم أسلحتها وابتعادها عن النزاعات.

استسلام حماس والإفراج عن الرهائن ونشر قوات عربية

هذا الموضوع من وجهة نظري سيكون معقدا بعض الشيء، وسنشهد مجددا مفاوضات صعبة، حيث إن حماس لن تقبل بالخطة الأمريكية مباشرة، كما لن توافق إسرائيل ولا أمريكا على ما ستطلبه حماس. سيكون سقف المطالب عاليا للتوصل إلى ما يريده الطرفان وأيضا الخيارات التي تدعم موقف كل جانب، أي تدعم موقف حماس، وتثبت وجود إسرائيل في المنطقة بما يضمن سيطرتها على الضفة الغربية وغزة، خصوصا بعد أن تخطت أصلا كل الخطوط الحمر، ولم تقف عند أي حد بل أوغلت كثيرا في طحن غزة بمن فيها دون انصياع إلى أي اتفاقية أو معاهدة أو حتى القانون الدولي.

لذلك، أرى أن هذه الخطة لن تقابل بالترحيب من البداية بل ستخضع للكثير من المفاوضات، وبالنتيجة، سنبقى في إطار أزمة الثقة العميقة بين الجانب الفلسطيني الممثل بحماس حاليًا، وبين إسرائيل لأنها لم تلتزم مطلقًا بأي قرار من قرارات الأمم المتحدة أو الشرعية الدولية.

من هي الدول العربية التي سترسل قوات إلى غزة وتمول إعادة الإعمار؟

أعتقد أن القوات العربية التي ستتدخل في قطاع غزة لحفظ الأمن هي القوات المصرية. أولا، لأن مصر هي على بعد مسافة قريبة من إسرائيل ومن القيادة الفلسطينية، وهي تحاول أن تمسك العصا من الوسط، وبالنتيجة فإنها، من وجهة نظري، ستوافق على إرسال قوات عسكرية إلى غزة، خصوصا وأن الجيش المصري لم يتعرض لأية انتكاسات بسبب النزاعات الأخيرة في المنطقة، على غرار ما تكبده مثلا الجيشان العراقي والسوري وغيرهما من الجيوش العربية.

كما أن الجيش المصري هو من الجيوش المشهود لها في المنطقة. وربما ستتولى القوات المصرية قيادة تحالف يضم بعض القطاعات العسكرية من دول الخليج أو دول أخرى، ليضفي عليه طابع الجيش العربي وليس فقط المصري، ما يُخرج مصر من موقف الإحراج أمام الرأي العام الداخلي خصوصا الذي يرفض أي تعاون مع إسرائيل، ومن جهة أخرى، يضفي صفة رسمية بأن تلك القوات عربية مشتركة وليست فقط مصرية.

أما بالنسبة إلى إعادة إعمار قطاع غزة في مرحلة ما بعد نهاية الحرب، فنحن نعلم جيدا أن أكثر الدول العربية التي قد تمول مثل هذه المشاريع، هي تحديدا الدول الخليجة وخصوصا قطر والإمارات والسعودية.

ما مصير الضفة الغربية المحتلة ومسار حل الدولتين ودولة فلسطين؟
بالنسبة إلى مسار حل الدولتين، لا أرى أي أفق لذلك في المدى أو المستقبل القريب، لأن هذا الحل سبق وأن طرح أصلا منذ أكثر من خمسين عاما ولا يزال يطرح باستمرار على طاولة المفاوضات، لكن للأسف الشديد، فإن هناك أزمة ثقة كبيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب عدم التزام إسرائيل مطلقا بكل الوعود التي تعهدتها خلال المفاوضات، سواء في أوسلو أو أية اتفاقات أخرى. ومن ثمة، فإن مسار حل الدولتين هو بعيد المنال حاليا.

استسلام حماس والإفراج عن الرهائن ونشر قوات عربية

لا ننسى أن إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، قد اخترقت كل الحدود ولم تقف عند حد،

كما تحولت المسألة إلى إثبات وجود ومصير ومستقبل دولة إسرائيل، ومحاولة منها القضاء التام على أي وجود فلسطينيٍ سياسي كان أو عسكري، كالأذرع العسكرية الفلسطينية المتمثلة خصوصا بحركة حماس أو غيرها من الفصائل،. وهي تحاول دائما تحطيم هذه الأجنحة، وتعمل على كسر المعنويات بضرب رموزها وقادتها،

مثلما فعلت عبر اغتيال إسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهما. بالمحصلة، فإن مسألة الدولة الفلسطينية سوف تكون مجرد حبر على ورق في الوقت الحالي، وربما ستُمنح السلطة الفلسطينية جزءا صغيرا من حكم ذاتي محدد في مكان معين لكن تحت وصاية إسرائيلية-أمريكية.

بالنسبة إلى الضفة الغربية المحتلة، فكما قلنا، إسرائيل لم تتوقف عند أي حد بل إنها تتمدد، وقد حققت في سنتين ما لم تحققه خلال 77 عاما من الاحتلال،  أي منذ السابع أكتوبر وحتى اليوم. من وجهة نظري، لن تسمح إسرائيل بأن يكون هناك دولة فلسطينية بجانبها، دولة بمفهوم الدولة، لذلك استنكرت وهددت كل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية. وبالمحصلة، فستكون الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، عاجلاً أو آجلاً ، تحت السيطرة الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى