أمين شرطة في القاهرة يهرّب مواطناً كندياً محكوماً بالسجن في قضية عسكرية

أمين شرطة في القاهرة يهرّب مواطناً كندياً محكوماً بالسجن في قضية عسكرية

عمد شرطي مصري إلى تهريب مواطن كندي محكوم عليه بالسجن المشدّد لمدّة سبع سنوات،

من قبل القضاء العسكري في مصر بقضية اتجار بالمخدرات، وذلك في أثناء ترحيله عقب انتهاء محاكمته،

لقاء مبلغ مالي قدره 700 دولار أميركي أي ما يعادل نحو 35 ألف جنيه مصري.

وقد حصل “أخبار مصر الآن” على المستندات الخاصة بهذه القضية

التي تشمل المتّهمَين أمين الشرطة المصري حسين مبروك العكل (52 عاماً) في إدارة ترحيلات القاهرة،

والمواطن الكندي بهاء الدين برهان عموري (43 عاماً) وهو مهندس،

علماً أنّ القضية تحمل الرقم 1765 لسنة 2025 جنايات أمن الدولة العليا،

وقد جرى التحقيق فيها تحت إشراف المحامي العام الأوّل لنيابة أمن الدولة العليا في مصر المستشار خالد ضياء.

في التحقيقات الخاصة بعملية تهريب المواطن الكندي المحكوم، أفاد العميد محمد حسين خلف ،

في إدارة حراسة المنشآت بمديرية أمن القاهرة سابقاً، وفي مديرية أمن كفر الشيخ راهناً،

أمين شرطة في القاهرة يهرّب مواطناً كندياً محكوماً بالسجن في قضية عسكرية

بأنّ المتّهم الأول (حسين مبروك العكل) كان يعمل في إدارة ترحيلات القاهرة وكان مسؤولاً عن تنفيذ قرارات ترحيل المحبوسين وتأمينهم ومرافقتهم في أثناء عملية ترحيلهم حتى عودتهم إلى سجنهم.

والعميد خلف على علم بذلك، على خلفية عمله في إدارة حراسة المنشآت بمديرية أمن القاهرة،

إذ كان يشرف ويتابع ويعيّن الخدمات والقوة الأمنية اللازمة لترحيل المحبوسين من السجون إلى النيابات والمحاكم.

أضاف العميد خلف أنّ في يوم واقعة تهريب المواطن الكندي، عمد، على رأس قوة أمنية ضمّت المتّهم الأول وآخرين،

إلى ترحيل عدد من المحكوم عليهم من سجن “15 مايو” إلى المحكمة العسكرية في الحيّ العاشر بمدينة نصر،

من بينهم المتّهم الثاني (بهاء الدين برهان عموري) المحكوم عليه بالسجن المشدّد بتهمة الاتجار بالمخدرات.

وقد كُلّف المتّهم الأول بتولّي حراسة المتّهم الثاني وسجين آخر يُدعى محمد حامد جمعة، وتكبيلهما بالأصفاد في أثناء نقلهما.

رحلة الهروب

وعقب انتهاء جلسة محاكمة المتّهم الثاني، مكّنه المتّهم الأول من الهرب

عن طريق عدم إحكام إغلاق الأصفاد الخاصة به، فلاذ بالفرار في أثناء نقله من قاعة المحكمة إلى سيارات الشرطة.

من جهته، أفاد العميد وائل محمد متولي  في قطاع الأمن العام بأنّ تحرياته حول الواقعة

أوصلته إلى المتّهم الأول الذي يعمل أمين شرطة لدى إدارة ترحيلات القاهرة،

ويختصّ في حراسة المحبوسين ونقلهم في أثناء عرضهم على النيابات والمحاكم.

وقد كشف العميد متولي في تحرياته أنّ المتّهم الأول طلب من المتّهم الثاني مبلغ 700 دولار رشوةً

“في مقابل إخلاله بواجبات وظيفته”، وذلك من خلال تمكينه من الهرب في أثناء عرضه على المحكمة،

وقد حصل منه على جزء مسبق من المبلغ قيمته 200 دولار فيما اتّفقا على المتبقّي من المبلغ بعد تنفيذ عملية تهريبه. وتابع العميد متولي أنّ في تاريخ الواقعة، وتنفيذاً لـ”اتفاق الرشوة”، فكّ المتّهم الأول أصفاد المتّهم الثاني الأمر الذي مكّن الأخير من مغافلة عناصر قوة التأمين الآخرين عند عملية نقل المحبوسين من قاعة المحكمة إلى سيارات الشرطة، ثمّ لاذ بالفرار.

وقد أقرّ المتّهم الأول، أمين الشرطة حسين مبروك العكل، عند مواجهته بنتائج التحريات،

بالأحداث المذكورة. أمّا المتّهم الثاني، المواطن الكندي بهاء الدين برهان عموري،

الذي ألقي القبض عليه قبل مغادرته مصر بعد ملاحقة أمنية، فقد أقرّ بهربه وكذلك بطلب المتّهم الأول وتقاضيه المال على سبيل الرشوة في مقابل تمكينه من الهرب.

السجن المشدّد لمدّة سبع سنوات

وكان المواطن الكندي بهاء الدين برهان عموري قد حُكم في عام 2023 بالسجن المشدّد لمدّة سبع سنوات

في القضية رقم 299 لسنة 2022 جنايات عسكرية السويس، لكنّه لم يرضَ بالحكم فطعن به من خلال النقض،

بحسب ما قال في التحقيقات معه. وفي مارس/ آذار من عام 2024، وفي أثناء اصطحابه المتكرّر إلى المحكمة العسكرية في الحيّ العاشر من مدينة نصر، تعرّف إلى أمين الشرطة المصري حسين مبروك العكل في إدارة ترحيلات القاهرة،

إذ كان يُكلَّف بمرافقته وحراسته في أثناء ترحيله. وتابع المواطن الكندي أنّ العلاقة توطّدت بينه وبين أمين الشرطة،

وعند ترحيله في إحدى المرّات فاتحه في رغبته في الهروب إذ سئم طول أمد إقامته في السجن، وطلب منه تسهيل هروبه في مقابل رشوة.

وعقب انتهاء التحقيقات، وجّهت نيابة أمن الدولة العليا في مصر إلى المتّهم الأول،

أمين الشرطة  حسين مبروك العكل، في قرار إحالته إلى المحاكمة الجنائية تهمة أنّه “بصفته موظفاً عمومياً،

بإدارة ترحيلات القاهرة، طلب وأخذ لنفسه عطية للإخلال بواجبات وظيفته”.

أمين شرطة في القاهرة يهرّب مواطناً كندياً محكوماً بالسجن في قضية عسكرية

كذلك وُجّهت إليه تهمة أنّه “وهو مكلّف بحراسة ونقل محكوم عليه بعقوبة السجن المشدّد، ساعده وسهّل له الهرب”. من جهة أخرى، وجّهت نيابة أمن الدولة العليا إلى المتّهم الثاني، المواطن الكندي بهاء الدين برهان عموري، تهمة أنّه “قدّم رشوة لموظف عمومي للإخلال بواجبات وظيفته”، كذلك وُجّهت إليه تهمة أنّه “وهو محكوم عليه بعقوبة السجن المشدّد، هرب وكان هروبه مصحوباً بجريمة أخرى وهي جريمة رشوة موظف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى