نياحة القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي

نياحة القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
فى يوم 16 امشير من سنة 1639 للشهداء ( 1923م ) تنيَّح القديس القمص ميخائيل البحيري المُحرَّقي
وهو تلميذ القديس العظيم الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة.
ميلاده:
وُلِدَ هذا القديس سنة 1847م ببلدة إشنين النصارى ( إشنين النصارى:قرية بمركز مغاغة محافظة المنيا)،
من أبوين تقيين ربيَّاه تربية مسيحية حقيقية أثمرت ثمراً مباركاً وسُمي البحيري
نسبة إلى اسم عائلته ( البحاروة ) لأن أصل العائلة من محافظة البحيرة.
حدث وهو في سن الثانية عشرة من عمره أن مرض والده مرض الموت،
فأشفقت والدته عليه من أن ينظر والده ميتاً والناس يبكون عليه فأرسلته إلى بيت أحد الأقارب
وبينما هو على السطح رأى روح والده صاعدة إلى السماء وحولها ملائكة نورانيون يسبِّحون ويرنمون فعَرِفَها في الحال،
ونادى قائلاً ” يا أبي.. يا أبي “، فقال له أحد الملائكة اطلب لكي تكون آخرتك كآخرته.
معرفته بأحد رهبان الدير المحرق:
تَعَّرف في هذه الفترة على راهب من دير المحرق اسمه القمص تاوضروس
الذي كان يحدثه باستمرار عن سمو الرهبنة وحياة الرهبان الملائكية، فعشق البتولية والرهبنة وأخذ يتدرب عليها.
رهبنته:
بعد ذلك توجه إلى دير المحرق والتحق به في عهد القمص بولس الدلجاوي المحرقي الذي أصبح بعد ذلك القديس العظيم الأنبا أبرآم.
ظل في الدير مدة تحت الاختبار ولما رأى رئيس الدير والرهبان وداعته وطاعته
تمت سيامته راهباً باسم الراهب ميخائيل وسلَّموه إلى شيخ قديس يُدعى القمص صليب العلواني ليعلِّمه طريق الرهبنة.
رسامته قسا:
نما الراهب ميخائيل في الفضيلة والنسك فأَحَبَّه الجميع ورسموه قساً سنة 1874م
ثم قمصاً وصار بعد ذلك أب اعتراف ومرشداً روحياً لجميع رهبان الدير.
أعطاه الله موهبة شفاء الأمراض فقصده كثيرون فكان الله يتمجد على يديه بشفائهم.
شهرته بالعطاء والرحمة على الفقراء والمساكين:
واشتهر هذا القديس بفضيلة العطاء والرحمة على المساكين مثل معلمه القديس العظيم الأنبا أبرآم
فكان يقدِّم لهم من القليل الذي عنده عن حب ورضى.
نياحة القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي
فقد بصره ونياحته:
في آخر حياته فَقَدَ بصره لكنه كان يشكر الله ويداوم على الصلاة.
وبعد حياة حافلة بأعمال البر والقداسة والزهد والرحمة والعفة، وبعد أن عمل وعلَّم بأقواله وأفعاله،
رقد في الرب وكان عمره وقتئذ 76 سنة قضى منها 20 عاماً في العالم،
56 سنة بالدير في جهاد رهباني شاق رفعه إلى مصاف القديسين وعند نياحته
رأى أحد الشيوخ الرهبان الأحباش المقيمين بالدير روحه الطاهرة صاعدة إلى السماء تصاحبها الملائكة الأطهار وهم يرتلون ويسبِّحون الله.
جسده المقدس:
وفي عيد نياحته سنة 1707 للشهداء ( 1991م ) وفي حبرية قداسة البابا شنوده الثالث البطريرك 117، تم إخراج رفات القديس بكرامة عظيمة بحضور أربعة عشر أسقفاً، وتم وضعه في مقصورة خاصة بالدير ليتبارك منه الشعب المحب للمسيح.
بركة صلواته فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.