الصين تتخذ إجراءات اقتصادية ضد امريكا.. بينها معادن لا تنتجها واشنطن
الصين تتخذ إجراءات اقتصادية ضد امريكا.. بينها معادن لا تنتجها واشنطن
أعلنت الصين، اليوم الثلاثاء، عن فرض قيود واسعة على تصدير 5 معادن أساسية
تُستخدم في قطاعات الدفاع والطاقة النظيفة والصناعات المختلفة، وذلك بعد دقائق فقط
من دخول رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية فرضها دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي حيز التنفيذ.
وذكر موقع «إنفستنج» الأمريكي أن تلك الخطوة تمثل أحدث تحرك من بكين منذ عام 2023
لاستغلال هيمنتها على تعدين ومعالجة المعادن الاستراتيجية والتي تدخل في تصنيع كل شيء،
بدءًا من الهواتف الذكية والبطاريات الكهربائية وصولًا إلى الصواريخ الموجهة والذخائر العسكرية.
وأوضحت وزارة التجارة الصينية، أن هذه الإجراءات تهدف إلى «حماية المصالح الأمنية الوطنية»،
مؤكدة أنها كانت أشارت في 16 يناير الماضي إلى خططها لتشديد قيود التصدير خلال هذا العام.
وبحسب القيود الصينية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ فإن الـ5 معادن أساسية،
تشمل «لتنجستن» و«التيلوريوم» و«البزموت» و«الإنديوم» و«الموليبدينوم»،
إلى جانب المنتجات المشتقة منها والتي تُستخدم في الألواح الشمسية والقذائف المدفعية وغيرها من الصناعات.
ورغم أن هذه القيود لا تصل إلى حظر كامل للتصدير، فمن المتوقع أن تنخفض الشحنات بشكل كبير،
حيث ستحتاج الشركات للحصول على تراخيص تصدير، وهي عملية قد تستغرق حوالي 6 أسابيع.
الصين تتخذ إجراءات اقتصادية ضد امريكا.. بينها معادن لا تنتجها واشنطن
وتشير التجربة السابقة مع جولات تقييد الصادرات إلى أن الشحنات قد تستأنف تدريجيًا بعد منح التراخيص،
لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان المستوردون الأمريكيون مؤهلين للحصول عليها.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة أوقفت تعدين «التنجستن» في عام 2015، ولم تنتج البزموت المكرر منذ عام 1997،
مما يجعلها تعتمد بالكامل على الواردات في هذين المجالين.
وفي ظل هذه التطورات، ارتفع سعر مركب التنجستات«APT»، المستخدم في إنتاج منتجات «التنجستن» المختلفة- إلى أعلى مستوى له منذ 2014 بنهاية يناير الماضي،
كما استقر مؤشر أسعار «الإنديوم» خارج الصين عند مستويات قريبة من أعلى مستوى له منذ عقد.
الصين تشتكي الولايات المتحدة
وفي سياق متصل، قالت وزارة التجارة الصينية، اليوم، إن الصين رفعت شكوى إلى آلية تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية ضد قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على السلع المستوردة من الصين.
ووفقا لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، أشار متحدث باسم وزارة التجارة ردا على استفسارات طرحتها وسائل الإعلام،
أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية الحقوق والمصالح المشروعة للصين.
وأوضح أن قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية إضافية على المنتجات الصينية
انتهك قواعد منظمة التجارة العالمية على نحو خطير، مشيرا إلى أن هذا الإجراء السافر يمثل نموذجا للأحادية والحمائية التجارية.
واعتبر المتحدث أن الخطوة الأمريكية تؤدي إلى تقويض نظام التجارة متعدد الأطراف القائم على القواعد بشكل خطير،
وتآكل أساس التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة، وعرقلة استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية.
وأضاف أن الولايات المتحدة وضعت الأحادية فوق التعددية بشكل متكرر؛
مما أثار إدانة قوية من غالبية الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية،
مردفا أن الصين تعارض بشدة الإجراءات الأمريكية، وتحث الجانب الأمريكي على تصحيح أخطائه على الفور.
الصين تتخذ إجراءات اقتصادية ضد امريكا.. بينها معادن لا تنتجها واشنطن
ولفت المتحدث إلى أن الصين باعتبارها داعما قويا ومساهما مهما في نظام التجارة متعدد الأطراف، مستعدة للعمل مع أعضاء آخرين في منظمة التجارة العالمية من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها الأحادية والحمائية التجارية على نظام التجارة متعدد الأطراف، وحماية التنمية المنظمة والمستقرة للتجارة الدولية.
نوه هنرى وانج، مستشار الحكومة الصينية الدكتور أن الحكومة الصينية، «بكين تأمل في الافضل وتستعد للأسوأ»، مشيرًا إلى قلق عميق لدى المسؤولين في بكين حيال التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد الدكتور، وانج في تصريحات، اليوم لشبكة «CBS- سى بى إس» الاخبارية، أن هذه الحرب التجارية ستكون مدمرة للغاية للعالم، وليس فقط للولايات المتحدة والصين.
وأشار إلى أن العالم لا يريد أن يجبر على اختيار جانب دون الآخر، وأن هذا التصعيد التجارى سيثير قلقا عالميا متزايدا بشان تداعياته المحتملة على الاقتصاد العالمي. وشدد على أنه وسط هذه التوترات المتزايدة، يبقى الأمل معقودًا على إمكانية التوصل إلى حل سلمي يخفف من حدة النزاع ويحمي مصالح المواطنين في كلا البلدين.
حرب تجارية
أشار فنسنت جاف، محلل الأبحاث لويس، إلى تغير الوضع الاقتصادي العالمي مقارنة بعام 2016،
قائلًا: «نحن نشهد ازدهارًا هائلًا في الصناعة، لأن الحقيقة هي أن الصين اليوم ربما تكون أكثر إنتاجية من أي اقتصاد عرفه العالم على الإطلاق».
جاءت هذه التصريحات من قبل الخبراء وسط مواجهة مستمرة بين الولايات المتحدة وتحالف البريكس والغرب،
حيث أفاد خبراء بأن الصين مستعدة لخوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة خاصة مع تكرار ترامب نيته فرض رسوم جمركية على التحالف الاقتصادي للجنوب العالمى.
وفي إعلان جديد، طلب ترامب «التزامًا» بالدولار الأمريكي من أجل منع فرض هذه الرسوم على دول التحالف.
واضاف الخبراء أنه قد يكون لوصول مثل هذه الرسوم الجمركية تداعيات خطيرة على التحالف ككل، ومع ذلك، واصل التكتل التأكيد على أن نيته ليست استهداف الدولار الأمريكي.
وعبرت عدة دول في تحالف «البريكس» عن رغبتها تقتصر على زيادة المشاركة الاقتصادية الدولية من قبل دول الجنوب العالمي؛ ولتحقيق ذلك، سعى التكتل إلى تعزيز استخدام عملاته المحلية في التجارة العالمية من أجل تعزيز اقتصادات الدول الاعضاء.