اختلاف تاريخ الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح شرقا وغربا

اختلاف تاريخ الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح شرقا وغربا

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق

يشهد العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا في الأيام الحالية، الاحتفال بميلاد السيد المسيح، وهو ما يأتي مصحوبًا دائمًا ببعض التساؤلات حول سبب اختلاف موعد الاحتفال به بين الكنائس الارثوذكسية الشرقية وخاصة القبطية المصرية والكنائس الغربية الكاثوليكية وغيرها، إذ أنه يحتفل مسيحيو الغرب بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الميلادى ، بينما يحتفل عدد كبير من المسيحين الاقباط في مصر يوم 7 يناير من كل عام حسب التقويم القبطى ( المصرى القديم).

راى بعض الباحثين والمهتمين فى سبب اختلاف تاريخ الاحتفال:

يوضح كثير من الباحثين ومنهم المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث البابا ١١٧ للكنيسة القبطية الارثوذكسية أن اختلاف موعد الاحتفال بعيد الميلاد بين الكنيسة الغربية والشرقية، يعود لأسباب فلكية أكثر منها عقائدية أو روحية،

وذلك بسبب الاختلاف بين التقويمين الميلادي (الغرغورى) والقبطي (المصرى القديم).

الاحتفال براس السنة الميلادية عالميا:

يتم الاحتفال برأس السنة الميلادية احتفالا ديني وثقافي بين مليارات البشر حول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ومن جميع الأديان والاجناس والشعوب فى يوم واحد وهو ليلة 31 ديسمبر من كل عام.

الاحتفال بعيد الميلاد :

يترافق مع عيد الميلاد احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة عند أغلبية المسيحيين، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل  وانشاد الترانيم الميلاديَّة وتناول عشاء الميلاد، ولدى هذه العادات الاحتفالية المرتبطة بعيد الميلاد في العديد من البلدان أصول من العصور ما قبل المسيحية وأصول علمانية بالإضافة للأصول المرتبطة بالمسيحية. وتحتفل أعداد كبيرة من غير المسيحيين  ثقافيًا بالعيد أيضًا،

وهو عطلة رسمية للجميع في أغلب دول العالم ، وفي الوطن العربي يعد عطلة في سوريا ولبنان  ومصر والأردن وفلسطين
والعراق. كذلك، يعد عيد الميلاد من أكثر المناسبات التي ينفق الناس عليها مالاً،

كما يوجد لهذه المناسبة أغاني وترانيم وموسيقى وأفلام ومسرحيات ومسلسلات تلفزيونيه عديدة تتناولها، بأبعادها المختلفة.

تحديد موعد عيد الميلاد:

للعلم أن عيد الميلاد وهو ثاني أكبر الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة المجيد،

لم يكن يُحتفل به في القرون الثلاثة الأولى الميلادية؛ إذ أن موعد ميلاد السيد المسيح لم يُذكر في الأنجيل،

وظل الحال كما هو عليه حتى تم انعقاد مجمع نيقية عام 325م، والذي أقر أعضاؤه بناءً على ما ورد في الديسقولية «وهو كتاب تعليم الرسل»، بتحديد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي للاحتفال بعيد الميلاد في العالم كله، والذي كان يوافق يوم 7 يناير حسب التقويم الميلادي فى ذلك الوقت. حيث كانت الكنيسة القبطية الارثوذكسية المصرية هى من ترأس مجمع نيقية ومجمع القسطنيطة ومجمع افسس ، وهى من حدد موعد الاحتفال بالعيدين.

كيف تم تحديد تاريخ اول احتفال بعيد الميلاد المجيد:

«تم تحديد هذا اليوم وفقًا لحساب 9 أشهر بالتمام والكمال من بعد موعد بشارة العذراء مريم بالحبل المقدس، وكان اليوم يتميز بليله الأكثر طولًا والنهار الأقصر بين أيام السنة، ومن بعد ذلك اليوم يبدأ النهار يطول والليل يقصر، وده حسب قول المسيح: أنا هو نور العالم، كما ذكرت الآية في أنجيل يوحنا 8 : 12»، وذلك بحسب تصريحات معظم الباحثين والمهتمين في التاريخ القبطي. وكان ذلك اليوم يوافق 25 ديسمبر حسب التقويم الميلادى اليوليانى وفى نفس الوقت يوافق 29 كيهك حسب التقويم القبطى ( الابقطى).

اكتشاف خطأ في السنة اليوليانية :

ظل هذا الوضع حتى جاء بابا روما البابا جريجوريوس الثالث عشر أو غريغريوس عام 1582 وكان عالم فلك،

ولاحظ علماء الفلك وقتها أن هناك خطئًا في حساب طول السنة اليوليانية والتي تتوافق مع السنة القبطية،

إذ كانت تُحسب على أنها 365 يومًا وربع (أي 6 ساعات)، بينما كانت هي في الحقيقة 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية،

أي أنها أقل من طول السنة اليوليانية بفارق 11 دقيقة و14 ثانية. بعد اكتشاف هذا الفارق في حساب طول السنة،

حسب علماء الفلك تراكم هذا الفارق «11 دقيقة و14 ثانية» بداية من عام 325 حيث انعقد مجمع نيقية،

وحتى عام 1582 التي تم اكتشاف الخطأ فيه، ليجدوا أنها قد تكونت 10 أيام كاملة،

مما جعل البابا جريجوريوس يأمر بحذف الـ 10 أيام هذه من التاريخ حسب التقويم الميلادى اليوليانى،

ليُصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر 1582.

التقويم الميلادى الجويجورى أو الغريغورى:

وعُرف هذا التعديل بالتقويم الجريجوري أو الغريغوري. ولكي يضمن بابا روما توافق حلول عيد الميلاد في اليوم المُميز بالليلة الأكثر طولًا والنهار الأقصر، فقد وضع قانون يقر بحذف 3 أيام كل 400 سنة، وهي تقريبًا إجمالي تراكم الفارق «11 دقيقة و14 ثانية خلال الـ 400 سنة»، ومنذ عام 325 والتي تقرر فيها تحديد يوم 25 ديسمبر في مجمع نيقية للاحتفال بالعيد، وحتى وقتنا الحالي، نجد أنه قد تم حذف قرابة 13 يومًا من التقويم اليولياني، وهو ما جعل مسيحي الغرب المتبعين هذا التقويم لا يزالوا مستمرين في الاحتفال بالعيد يوم 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الميلادى.

استمرار الكنيسة الشرقية بالاحتفال بالعيد يوم ٢٩ كهيك حسب التقويم القبطى الذى يوافق ٧ يناير حسب التقويم الميلادى الغريغورى:
ولأن الكنيسة الشرقية قد رفضت هذا التعديل المعروف باسم التعديل الجريجوري أو الغريغوري،

ولم تعمل به، وبالتالي لم تحذف الـ 13 يومًا المتراكمة منذ عام 325 وحتى وقتنا الحالي،

فأنها تحتفل بالعيد يوم 7 يناير من كل عام، وهو ما يوافق 29 كيهك في التقويم القبطي.

الخلاصة:

و هذا يوضح ان الاختلاف فى تاريخ الاختلاف بعيد الميلادى المجيد أو عيد القيامة يرجع اولا واخيرا إلى الاختلاف فى التقويم.
وكل عام وكل العالم بخير بمناسبة أعياد
الميلاد وراس السنة الميلادية.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم للجميع.

اختلاف تاريخ الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح شرقا وغربا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى