سيرة القديس ميناس المصري

سيرة القديس ميناس المصري
“شفيع العمل والرزق ”
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق
ميلاده:
وُلد القديس ميناس المصري في أواسط القرن الثالث للميلاد، واستشهد في أيام الإمبراطور مكسيميانوس (296-304م).
شغفه بالعسكرية :
منذ حداثته، فلما اشتد عوده انخرط فيها. وكان قوي البنية، مغوارًا، رجل انضباط. عرف المسيح فبات، إلى ذلك، حكيمًا زاهدًا.
ارساله كجندى إلى افريقيا،:
وفي ذلك الزمان جمع القائد الروماني فرميليانوس فرقًا كثيرة من العسكر
تمهيدًا لنقلها إلى أفريقيا الشمالية، وقد زودها بتوجيهات من ضمنها
أن على الجنود أن يحذروا المسيحيين ويلقوا القبض على الذين لا ينصاعون منهم لأحكام قيصر. وكان ميناس نازلاً، يومذاك، فرقة في فيرجيا،
في آسيا الصغرى (تركيا حاليًا). فما أن سمع أوامر القيادة العسكرية العليا
حتى أصيب بصدمة وشعر بالحنق والقرف فقام وخلع حذاءه وألقاه أرضًا وفرّ إلى الجبال لأنه اعتبر السكن مع الحيوانات الضارية افضل كثيرا.
إقامته فى الجبال:
أقام ميناس في الجبال وقتًا من الزمن ناسكًا عابدًا. وقد ساعدته تربيته العسكرية على ضبط ميوله ومحاربة أهوائه إلى أن أصبح قويًا في الروح، ثابتًا، راسخًا مستعدًا للمهمات الصعبة.
استشهاده:
عندئذٍ جاءه إعلان إلهي أنه قد حان أوان الرضى وآن أوان الاستشهاد.
فقام ونزل إلى المدينة، فيما كان الوثنيون يحتفلون. ثم دخل بينهم وهتف:
“ألا اعلموا يا قوم أنه ليس هناك غير إله واحد حقيقي: المسيح، والذين تعبدونهم ليسوا سوى قطع من الخشب الأصم لا حس فيها!” فكان لكلماته في نفوس الناس وقع الصاعقة. وحالما استعادوا رشدهم انقضّوا عليه وأشبعوه ضربًا ولكمًا، ثم أسلموه إلى حاكم المدينة، فانتهزها فرصة يسلي فيها الجموع بتعاذيب شاهد آخر للمسيح.
عمد الحاكم في البداية إلى الإستعلام : “من هذا الوقح وما مكانته؟” فأجاب ميناس بكل جرأة وقال:
“أنا من مصر واسمي ميناس، كنت ضابطًا في الجيش، ولكن لما رأيت عبادتكم للأوثان رددت كراماتكم وجئت اليوم أعلن بينكم أن المسيح هو الإله الحقيقي وحده…”
فأمسك الحاكم نفسه وحاول بالتهديد والوعيد ثم بالاستمالة والوعود، أن يزحزحه عن موقفه ففشل. فسلّمه للمعذبين فجلدوه بوحشية وفركوا جراحه بقطعة شعرية خشنة. ثم سلخوه وأحرقوا جنبيه بالمشاعل، وبعدما تفننوا في تعذيبه قطعوا هامته وأضرموا النار في بقاياه ليمحوا أثره. ولكن تمكن مؤمنون من استخراج بعض عظامه. وقد جرى نقلها، فيما بعد إلى الإسكندرية.
وظهورات القديس ميناس لا تعد ولا تحصى.
نطلب شفاعته لنا ولكم وللجميع
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.



