جثة على الطريق تتسبب في حادث لموكب وزير الكهرباء المصري

جثة على الطريق تتسبب في حادث لموكب وزير الكهرباء المصري
شهد طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، عند الكيلو 42 في اتجاه الإسكندرية،
في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، حادثًا مروريًا مروعًا
تعرض له موكب الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري،
إثر انقلاب عدة سيارات ضمن الموكب الرسمي أثناء سيرها على الطريق السريع،
ما أدى إلى إصابة الوزير وعدد من مرافقيه، ونقلهم جميعًا إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات والرعاية الطبية.
ووفقًا لمصادر أمنية بارزة ، فإن الحادث أسفر عن إصابة أربعة من مرافقي الوزير،
وجرى نقلهم على وجه السرعة بواسطة سيارات الإسعاف إلى المستشفيات القريبة لتلقي الإسعافات الأولية،
بينما جرى نقل الوزير محمود عصمت إلى أحد المستشفيات بمدينة 6 أكتوبر،
حيث خضع لفحوصات طبية دقيقة شملت أشعة وتحاليل للتأكد من حالته الصحية.
كما أكدت المصادر أن حالة الوزير مستقرة، موضحة أنه يعاني من خدوش وكدمات في الصدر وكسر في إحدى يديه، وأنه يتلقى العلاج اللازم.
جثة مجهولة تسبق الحادث بنصف ساعة
وكشفت المصادر نفسها عن تفصيلة لافتة، حيث أوضحت أن موقع الحادث شهد وجود جثة شخص آخر من جراء حادث منفصل وقع قبل نصف ساعة فقط من انقلاب سيارات موكب الوزير، وظلت الجثة في مكانها انتظارًا لوصول النيابة العامة والجهات المعنية لفحصها. وأشارت المصادر إلى أن قائد السيارة الأولى في الموكب لم يتمكن من رؤية الجثة بوضوح بسبب ضعف الإضاءة في تلك المنطقة، ليفاجأ بها في منتصف الطريق، وحاول تفاديها بسرعة،
إلا أن عجلة القيادة اختلت في يده فانقلبت السيارة، ما أدى إلى انقلاب سيارات أخرى خلفها ضمن الموكب.
وفور وقوع الحادث، انتقلت قوات الإدارة العامة للمرور والأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث،
ودُفع بعدد من سيارات الإسعاف والطوارئ، واتُّخذت الإجراءات اللازمة لإعادة الحركة المرورية إلى طبيعتها،
وسط انتشار أمني واسع النطاق، وبدء التحقيقات الفنية الأولية لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث،
سواء كانت مرتبطة بالسرعة أو بأعطال فنية في السيارات أو بعوامل أخرى
مثل طبيعة الطريق أو ضعف الرؤية في تلك الساعات المبكرة من الصباح.
تصاعد خطير في أرقام حوادث الطرق
كما يأتي هذا الحادث في وقت تتزايد فيه معدلات الحوادث على الطرق السريعة في مصر،
لا سيما على طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي الذي يعد أحد أكثر الطرق الحيوية استخدامًا.
كما تشير بيانات مرورية إلى أن غالبية تلك الحوادث ترتبط بالسرعة الزائدة أو سوء التقدير من قائدي السيارات أو أعطال فنية مفاجئة،
إضافة إلى ضعف بعض مناطق الإنارة على الطرق الصحراوية، وهو ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لتحسين معايير الأمان والسلامة المرورية.
ويعيد الحادث إلى الواجهة القلق المتزايد بشأن سلامة الطرق في مصر،
خاصة مع تصاعد الأرقام خلال العامين الأخيرين. ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء،
فقد شهد عام 2024 مصرع 6 آلاف و758 شخصًا وإصابة 76 ألفًا و362 آخرين من جراء حوادث الطرق.
كما كشف مصدر بارز داخل الجهاز لـ”العربي الجديد” أن أرقام 2025 تسجل منحنى تصاعديًا مقلقًا، حيث تخطت حتى الآن 7 آلاف وفاة وأكثر من 80 ألف إصابة، معتبراً أن هذه الأعداد مرشحة للزيادة ما لم تُتّخذ إجراءات جذرية. وفي تصريحات إعلامية سابقة، أقر محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن متوسط حوادث الطرق في مصر أعلى من المتوسط العالمي، وهو اعتراف رسمي يعكس حجم التحدي الذي تواجهه الدولة.
جثة على الطريق تتسبب في حادث لموكب وزير الكهرباء المصري
كما أكد الخبراء أن الكارثة المرورية في مصر ليست نتاج سبب واحد، بل هي انعكاس لخلل شامل يشمل العنصر البشري متمثلًا في السلوكيات الخاطئة للسائقين، وإهمال صيانة المركبات وانتهاء صلاحية التراخيص، وأيضًا شبكة الطرق حيث توجد ملاحظات على التخطيط وضعف الإضاءة في بعض المناطق. واقترحوا عدة إجراءات عاجلة للحد من الحوادث وهي تغليظ العقوبات على المخالفين، خاصة سائقي النقل الثقيل، مع سحب فوري للرخصة عند ثبوت تعاطي المخدرات، وتكثيف حملات التوعية عبر المدارس ووسائل الإعلام، ومراجعة دورية لصيانة الطرق وتخصيص ميزانيات أكبر لرفع كفاءتها، وزيادة الرقابة على الطرق وضبط معايير إصدار رخص القيادة، مع إجراء اختبارات إدمان دورية.