من الزعامة إلى العزلة..أفقر رئيس في العالم يستسلم للمرض ويودع محبيه بحكمة
من الزعامة إلى العزلة..أفقر رئيس في العالم يستسلم للمرض ويودع محبيه بحكمة
عاش حياةً سياسية حافلة بالتحديات حتى وصل إلى منصب الرئيس من عام 2010 إلى 2015 دون أن ينسى البسطاء،
فكان يتبرع بـ90% من راتبه لهم ويرفض الإقامة في القصر الرئاسي مفضلًا مزرعته الصغيرة،
وعلى الرغم من اعتزاله السياسة ظاهريًا عندما ترك مجلس الشيوخ قبل 5 أعوام،
إلا أنه ظل قوة مؤثرة في الجبهة الشعبية بدولة أوروجواي الواقعة في أمريكا الجنوبية
حتى عندما ركن إلى عزلة الشيخوخة معلناً استسلامه للمرض، لا يزال شعبه يذكره بالرسائل الداعمة.
مقاومة الزمن والمرض
خلال حواره مع صحيفة «بوسكيدا» في إبريل الماضي، كشف الرئيس الـ40 لأوروجواي خوسيه موخيكا، عن إصابته بسرطان المريء، معلنا خضوعه للعلاج الإشعاعي الذي جعله ضعيفًا وغير قادر على تناول الطعام بشكل طبيعي.
وبدا الرئيس الأسبق لأوروجواي، ذو الـ89 عاما، مستسلمًا للمرض، بقوله إنه محكوم عليه بالموت ولا يريد مزيدًا من العلاج إذ يعاني من مرضٍ مناعي يجعل عملية التعافي شبه مستحيلة، فضلاً عن إصابته بمرض الكلى الشديد مما جعل الخلايا السرطانية تتفشى من المريء إلى الكبد.
من الزعامة إلى العزلة..أفقر رئيس في العالم يستسلم للمرض ويودع محبيه بحكمة
«الحياة مغامرة جميلة ومعجزة»، بهذه الكلمات عبّر صاحب لقب «أفقر رئيس في العالم» عن تجربته الحياتية،
مضيفاً أن البشر غالبًا ما يركزون على الثروة وليس على السعادة،
فنحن نركز فقط على القيام بالأشياء، وقبل أن ندرك ذلك تكون الحياة قد فاتتنا.
واستمر «موخيكا» في تقديم الحكمة التي يعجب الناس بها، فأجاب عن أسئلة آخر مقابلة إعلامية له باستخدام أقوال فلسفية مأثورة تكشف تحليه بالهدوء الذي يريده في أيامه الأخيرة، موصياً بأن يتم دفنه في قطعة الأرض الصغيرة الواقعة على مشارف العاصمة «مونتيفيديو» والتي عاش فيها لعقود من الزمن، حتى عندما كان رئيسا لأوروجواي.
خوسيه موخيكا.. دعم رئيس عاش للفقراء
وعقدت راكيل بانوني، طبيبة خوسيه موخيكا الشخصية، مؤتمرًا صحفيًا الخميس الماضي،
لشرح الحالة الطبية للرئيس السابق، موضحةً أن خيارات علاج السرطان كانت محدودة منذ البداية، نظرًا لأمراضه المتعددة.
وأمام تحفظها على تقديم معلومات دقيقة عن حالته الصحية، شارك أنصار «موخيكا» ومحبوه من مختلف أنحاء أمريكا اللاتينية، في رسائل الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي.