الجولاني يبدأ تصفية الحساب في سوريا

الجولاني يبدأ تصفية الحساب في سوريا

قال زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بأبومحمد الجولاني،

الذي يقود فصائل سورية معارضة أطاحت بالرئيس بشار الأسد، إن السلطات الجديدة في سوريا ستنشر قريبًا،

قائمة أولى بأسماء كبار المتورطين بتعذيب الشعب السوري.

وقال الجولاني، وفي بيان نشره فجر الثلاثاء على تطبيق «تليجرام»، وأوردته شبكة «سكاي نيوز»،

إنه سيتم نشر قائمة المتورطين في عمليات التعذيب من أجل ملاحقتهم ومحاسبتهم.

وأضاف الجولاني: «سنقدم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش، والأمن المتورطين في جرائم حرب».

وتعهد الجولاني، بطلب «استرداد من فرّ منهم إلى الخارج لكي ينالوا جزاءهم العادل».

من هو الجولاني؟

في ليلة وضحاها، ذاع صيته بين البلاد، وراح يتساءل الجميع عنه، إنه «أبومحمد الجولاني»

كما كان يعرفه البعض، الذي أصبح «أحمد الشرع»، طالب الطب الذي قاتل في صفوف تنظيم القاعدة،

وتحول إلى زعيم هيئة تحرير الشام، تلك الهيئة التي تتحسس خطواتها في حكم سوريا الشقيقة، في اليوم الأول لإعلان سقوط نظام بشار الأسد، يوم الأحد.

ويرى أحمد الشرع -أبومحمد الجولاني سابقًا -زعيم هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقا

فرع منشق عن تنظيم القاعدة في سوريا، والذي أعلنت قواته، يوم الأحد، سيطرتها على العاصمة دمشق، أن تصنيف الولايات المتحدة له بـ«الإرهابي»، غير عادل.

وقال الشرع -في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي-، حمل عنوان «المستقبل لنا»، اليوم،

بعد السيطرة على العاصمة دمشق، إنه لا مجال للعودة إلى الوراء، وأن الهيئة عازمة، على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011.

ووصل الشرع إلى دمشق، بعد ساعات من إسقاط بشار الأسد، وإعلان فصائل المعارضة دخول العاصمة دمشق.

ونشرت فصائل المعارضة السورية، عبر قناة تليجرام، مقطع فيديو لـ «الشرع»،

وهو يركع ويقبّل الأرض، في مساحة خضراء يظهر بمحاذاتها طريق رئيسي.

رحلة الجولاني بين سوريا والعراق

ولد أحمد الشرع، عام 1982، ونشأ في حي المزة بالعاصمة دمشق، في كنف عائلة ميسورة الحال،

ويقول إن اسمه الحركي -أبومحمد الجولاني- مستوحى من أصول عائلته المتحدّرة من مرتفعات الجولان.

وأضاف الشرع في مقابلة مع محطة «بي بي اس الأمريكية» عام 2021

، إن جدّه نزح من الجولان، بعد سيطرة إسرائيل على جزء كبير منها في عام 1967.

دخل «الشرع» العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبمجرد بدء الحراك الاحتجاجي،

ضد الرئيس السوري بشار الأسد، عام 2011، عاد إلى سوريا، بتكليف من زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق -آنذاك- أبوعمر البغدادي،

لتعزيز وجود «القاعدة»، فعاد وأسس جبهة النصرة، التي أصبحت فيما بعد هيئة تحرير الشام

في عام 2013، صنفت الولايات المتحدة الأمريكية «أبومحمد الجولاني» إرهابيا،

وقالت إن تنظيم القاعدة في العراق كلفّه بالإطاحة بحكم بشار الأسد، وفرض تطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا،

وإن جبهة النُصرة، نفذت هجمات انتحارية قتلت مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.

تفاصيل أول مقابلة إعلامية

أجرى «الجولاني» أول مقابلة إعلامية له، في 2013، وظهر ووجهه ملفوف بوشاح داكن

ولا يظهر للكاميرا سوى ظهره، وفي حديثه وقتها لقناة «الجزيرة»، دعا إلى إدارة سوريا وفقا للشريعة الإسلامية.

وبعد نحو 8 سنوات، جلس الجولاني لإجراء مقابلة مع برنامج «فرونت لاين» على محطة بي بي اس الأميركية،

وواجه الكاميرا مرتديا قميصا وسترة، ورفض تصنيفه إرهابيا، وأكد أنه تصنيف «غير عادل»، إذ أنه يعارض قتل الأبرياء.

وشرح بالتفصيل كيف توسعت جبهة النصرة، من الرجال الستة الذين رافقوه من العراق،

إلى 5000 في غضون عام، في الوقت الذي أكد أن جماعته لم تشكل أبدًا تهديدا للغرب.

وقال: «أكرر أن تورطنا مع القاعدة، انتهى، وحتى عندما كنا مع القاعدة كنا ضد تنفيذ عمليات خارج سوريا، ومن المخالف تماما لسياستنا القيام بأعمال خارجية».

الجولاني يبدأ تصفية الحساب في سوريا

خاض أحمد الشرع حربًا دامية، ضد حليفه القديم أبوبكر البغدادي، بعد أن سعى تنظيم الدولة الإسلامية،

إلى ضم جبهة النصرة من جانب واحد في عام 2013.

وتعرض تنظيم «الدولة الإسلامية» للهزيمة، لاحقًا، في الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، على أيدي مجموعة من الخصوم، بما في ذلك تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي كان تنظيم الدولة الإسلامية ينهار، بات يعزز «الجولاني» قبضة هيئة تحرير الشام في محافظة «إدلب» -شمال غربي سوريا- ويؤسس إدارة مدنية تسمى حكومة الإنقاذ. لكن حكومة الأسد طالما نظرت للهيئة على أنها إرهابية.

الجولاني يُطمئن «العلويين الشيعة» والأقليات السورية

ومع تقدم قواتها على الأرض، أصدرت إدارة هيئة تحرير الشام، التي ينتمي أفرادها للطائفة السنية، عدة بيانات تسعى إلى طمأنة العلويين الشيعة والأقليات السورية الأخرى، بل وحّثت العلويين على الانفصال عن حكومة الأسد، وأن يكونوا جزءًا من سوريا المستقبلية، التي «لا تعترف بالطائفية».

وفي رسالة أخرى إلى سكان بلدة مسيحية جنوب حلب، قال الجولاني إنهم سيحصلون على الحماية، وحماية ممتلكاتهم وحثهم على البقاء في منازلهم، ورفض «الحرب النفسية للحكومة السورية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى