من هو أبو محمد الجولاني قائد الجماعات المسلحة في سوريا؟
من هو أبو محمد الجولاني قائد الجماعات المسلحة في سوريا؟
بعد سيطرة فصائل مسلحة تقودها ما يُسمى بـ«هيئة تحرير الشام»،
على عدة مناطق في سوريا، طفت إلى السطح شخصية أبو محمد الجولاني زعيم التنظيم.
وتضاربت الأنباء حول تفاصيل حياة الجولاني، إذ تكتنفها الغموض، إلى درجة أن «أعضاء جماعته لا يعرفونه»، كما قِيل.
وتردد أن الجولاني سوري ولد في العاصمة السعودية تارة، وتارة أخرى قيل إنه ولد بالعراق،
فيما ذكرت تقارير عن ميلاده بمنطقة دير الزور السورية. حتى تاريخ ميلاده لا يعرف بشكل مؤكد،
بل يحيطه التضارب، والتي تشير إلى أنه ولد بين عامي 1975 و1979، فيما تفيد تقارير «الإنتربول» أنه ولد عام 1975.
وبحسب مقابلته مع شبكة «بي بي إس» الأمريكية فإن اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع،
وأما لقبه الذي يشير إلى مرتفعات الجولان فإنه يعكس روابط عائلته بتلك المنطقة.
وقال في تلك المقابلة إنه وُلد في عام 1982 في العاصمة السعودية الرياض
حيث عمل والده مهندسًا للنفط حتى عام 1989، وفي ذلك العام عادت عائلة الجولاني إلى سوريا،
حيث نشأ وعاش في حي المزة بدمشق، فيما أفادت تقارير صحفية إلى أن الجولاني ولد في دير الزور بسوريا عام 1981.
وهذه أبرز المعلومات عن أبو محمد الجولاني، بحسب «بي بي سي» البريطانية:
قبل إنه درس الطب في العاصمة السورية دمشق لمدة عامين، قبل أن يترك سنته الدراسية الثالثة
للانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
من هو أبو محمد الجولاني قائد الجماعات المسلحة في سوريا؟
يعتقد أنه ارتقى بسرعة في صفوف المنظمة الجهادية، حتى أصبح من المقربين لأبي مصعب الزرقاوي، أحد قادة التنظيم في العرافق.
لعب الجولاني دورًا محوريًا في تسهيل العمليات عبر الحدود، مستفيدًا من أصوله السورية
ليكون حلقة وصل بين المقاتلين الأجانب والمتمردين المحليين الذين نفذوا هجمات وعمليات مسلحة.
انتقل إلى لبنان في عام 2006 بعد مقتل الزرقاوي حيث قيل إنه أشرف على تدريب الجماعة المسلحة اللبنانية «جند الشام».
سافر بعد ذلك إلى العراق مرة أخرى، حيث سُجن من قبل القوات الأمريكية لفترة من الوقت.
انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بعد إطلاق سراحه عام 2008.
اعتقلته القوات الأمريكية في العراق في عام 2010.
عاد الجولاني إلى موطنه سوريا في أغسطس من عام 2011.
أنشأ فرع لتنظيم القاعدة للانضمام إلى القتال ضد بشار الأسد، الرئيس السوري.
خلافه مع داعش
مع تحول الثورة السورية إلى نزاع مسلح في عام 2011، عاد الجولاني إلى سوريا بتكليف من أبوبكر البغدادي،
زعيم تنظيم الدولة الإسلامية لإنشاء فرع سوري للتنظيم، حيث أسس ما سُمي «جبهة النصرة» في يناير من عام 2012.
وذكرت مؤسسة «كويليام»، البحثية البريطانية، أن الجولاني لديه «خبرة في العراق»، ما يجعل قيادته لجبهة النصرة «غير متنازع عليها».
كما جاء في التقرير أن التفاصيل المتعلقة بالجولاني «سر محفوظ بعناية، لدرجة أن معظم أعضاء جبهة النصرة لا يعرفون زعيمهم».
وأعلن أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الاندماج مع جبهة النصرة في عام 2013، رفض الجولاني ذلك وأعلن الولاء لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وسرعان ما اكتسبت جبهة النصرة زخمًا عسكريًا مع تحقيقها مكاسب ميدانية.
فك الارتباط عن تنظيم القاعدة
أعلن الجولاني، وفي يوليو 2016، أن مجموعته قطعت علاقاتها بتنظيم القاعدة، وستُعرف من الآن فصاعداً باسم جبهة فتح الشام.
أعاد هيكلة التنظيم ليصبح هيئة تحرير الشام، في 2017، وهي ائتلاف من الفصائل الإسلامية بقيادة الجولاني.
سعت الهيئة لتقديم صورة أكثر «براجماتية- غير متشددة» تركز على الحكم المحلي والدبلوماسية بدلاً من الجهاد العابر للحدود.
«براجماتي- غير متشدد!»
قال الجولاني لشبكة «بي بي إس» الأمريكية، في عام 2021، إنه تخلى عن أهداف القاعدة في الجهاد العالمي، ويركز الآن فقط على الإطاحة بنظام بشار الأسد، الرئيس السوري وإرساء الحكم الإسلامي في سوريا.
وعن علاقته الهيئة بـ«القاعدة» أكد أنها انتهت، مشددا أنه خلال ارتباطه بالتنظيم كان مخالف تماماً لسياساتنا تنفيذ عمليات خارجية من سوريا لاستهداف الأوروبيين أو الأمريكيين، مضيفا: «لم يكن هذا جزءاً من حساباتنا، ولم نفعل ذلك على الإطلاق».
وفي المقابلة، اعتبر أن تصنيف هيئة تحرير الشام كجماعة إرهابية أمر «غير عادل» و«سياسيً».
وبصفته زعيم هيئة تحرير الشام، يتمتع الجولاني بنفوذ كبير في إدلب، معقل رئيسي لـ«المعارضة» في سوريا، حيث تُعد المنطقة ذات أهمية استراتيجية بسبب قربها من الحدود التركية، وهو ما يجعلها نقطة تركيز للقوى الإقليمية والدولية.
أثبت الجولاني قدرته على الموازنة بين العمليات العسكرية والمفاوضات الدبلوماسية والإدارة المحلية، ما جعله شخصية محورية في الصراع السوري.
وخلال ما يقرب من عقد من الانقسامات والاندماجات وإعادة التسمية، حاول تصوير نفسه على أنه«براجماتي- غير متشدد» وأن علاقته بتنظيم القاعدة باتت شيئا من الماضي.
الولايات المتحدة ترصد 10 ملايين للقبض عليه
في المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، تُدير المجموعة ذراعاً إدارية تُعرف باسم حكومة الإنقاذ، تتولى مسؤولية إدارة الخدمات العامة مثل الاقتصاد والصحة والتعليم والأمن الداخلي.
تحدثت تقارير صحفية تحدثت عن نسخة أقل تشدداً من الحكم تُطبقها هيئة تحرير الشام، لكن تقارير واسعة النطاق اتهمت هيئة تحرير الشام بممارسة التعذيب ضد المعتقلين لديها.
وقد نفى الجولاني هذه الاتهامات، داعيًا منظمات حقوق الإنسان لزيارة السجون وتفقد الأوضاع بنفسها.
تُصنفه الولايات المتحدة كإرهابي، وتعرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى القبض عليه، نظرًا لعلاقاته السابقة بتنظيم القاعدة.