هيئة تحرير الشام تسيطر على غالبية حلب والجيش السوري يعلن

هيئة تحرير الشام تسيطر على غالبية حلب والجيش السوري يعلن

وقعت غالبية مدينة حلب تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها، يومين بعد هجوم مباغت شنّته تلك الفصائل على مناطق سيطرة النظام في شمال وشمال غرب البلاد، وفق ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت. فيما أكد الجيش السوري مقتل العشرات من عناصره خلال معارك امتدت على مساحات واسعة من المدينة.

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت إن غالبية مدينة حلب قد وقعت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها، بعد يومين على هجوم مباغت شنّته تلك الفصائل على مناطق سيطرة النظام في شمال وشمال غرب البلاد.

في هذا السياق، قال مدير المرصد  رامي عبد الرحمن إن هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها “سيطروا على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون”، مضيفا: “شنت طائرات حربية روسية بعد منتصف ليل الجمعة السبت غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2016”.

هيئة تحرير الشام تسيطر على غالبية حلب والجيش السوري يعلن

وأوضح ذات المصدر بأن “الغارات الروسية استهدفت حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة”. وقال إن “محافظ حلب وقيادات الشرطة والأفرع الأمنية انسحبوا من وسط المدينة”. وتابع بأن المقاتلين وصلوا إلى قلعة حلب مشيرا إلى أنه “لم يحصل أي قتال، ولم تطلق طلقة واحدة، وسط انسحاب لقوات النظام”.

في نفس السياق، قال مصدران عسكريان روسيان إن مقاتلات روسية وسورية قصفت السبت مقاتلي معارضة تمركزوا في مواقع في ضاحية بمدينة حلب سيطروا عليها الجمعة. واستهدف القصف أيضا بلدات وقرى سيطرت عليها قوات معارضة في اجتياح مباغت من معقلهم.

في المقابل، أعلن الجيش السوري السبت عن انسحاب “مؤقت” للقوات في حلب بهدف التحضير لهجوم مضاد على من وصفهم “الإرهابيين”. وأضاف الجيش أن عشرات الجنود قتلوا أو أصيبوا في معارك عنيفة مع مقاتلين من المعارضة في حلب وإدلب خلال الأيام القليلة الماضية.

وأقرّ الجيش السوري بدخول فصائل جهادية ومعارضة إلى “أجزاء واسعة” من مدينة حلب، مشيرا إلى مقتل العشرات من عناصره خلال معارك امتدت على مساحات واسعة، وفق ما أوردت وزارة الدفاع.

ونقلت الوزارة عن مصدر عسكري قوله: “تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب” بعد أن نفذ الجيش عملية “إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع”. وجاء ذلك بحسب المصدر بعد “معارك شرسة … على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء”.

سقوط سراقب يمنع قوات النظام من التقدم نحو حلب

ودخلت مجموعات مسلّحة بينها هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا الجمعة مدينة حلب في شمال سوريا، بعد قصفها في سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على القوات الحكومية، هو الأعنف منذ سنوات، مكّنها أيضا من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، وفق المرصد.

كما قال عبد الرحمن إن هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة سيطرت على مدينة سراقب في محافظة إدلب.

وأضاف: “أهمية سراقب (شمال غرب) هي أنها تمنع أي مجال للنظام من التقدم إلى حلب، وتقع على عقدة استراتيجية تربط حلب باللاذقية (غرب) وبدمشق”.

وكان نفس المصدر أفاد بأن الفصائل “دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية” لحلب،

أكبر مدن الشمال السوري. وذكر بأنها سيطرت على خمسة أحياء في ثاني كبرى مدن البلاد،

مشيرا إلى أن قوات النظام “لم تبدِ مقاومة كبيرة”.

وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة في 2016. وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في حلب بوقوع اشتباكات بين الفصائل،

والقوات السورية ومجموعات مساندة لها. كما قال شاهدا عيان من المدينة إنهما شاهدا مسلحين في منطقتهما، وسط حال من الهلع.

مساعدات عسكرية روسية عاجلة

وقالت ثلاثة مصادر عسكرية إن السلطات السورية أغلقت مطار حلب وكذلك جميع الطرق المؤدية إلى المدينة السبت،

بعد أن قال مسلحون معارضون للرئيس السوري بشار الأسد إنهم وصلوا إلى وسط المدينة.

كذلك، قال مصدران عسكريان إن روسيا، الحليف الرئيسي للأسد،

وعدت دمشق بمساعدات عسكرية إضافية للتصدي للمسلحين، وأضافا أن العتاد الجديد سيبدأ في الوصول خلال 72 ساعة.

وأودت العمليات العسكرية بحياة 277 شخصا، وفق المرصد، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع،

وبينهم 28 مدنيا قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام.

وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش

في لبنان بين إسرائيل وحزب الله الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام بسوريا.

وبحلول الجمعة، كانت الفصائل سيطرت على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال،

وفق المرصد السوري، في أكبر تقدّم منذ سنوات تحرزه المجموعات المعارضة للنظام.

وكان نفس المصدر أفاد الخميس بأنّ مقاتلي هيئة تحرير الشام وحلفاؤهم قطعوا الطريق الذي يصل بين حلب ودمشق.

وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى