الخطوة التالية لترامب هي إشراك السعودية في الاتفاقات الإبراهيمية
الخطوة التالية لترامب هي إشراك السعودية في الاتفاقات الإبراهيمية
في إمكانية انخراط السعودية في تطبيع مع إسرائيل بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة،
والتداعيات المحتملة لفوزه على العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك الصين.
في صحيفة “جيروزاليم بوست” يستذكر مارك شناير في مقال “خطوة ترامب الرئيسية للعلاقات الإسلامية اليهودية العالمية:
التطبيع السعودي مع إسرائيل”، خروج سلسلة مظاهرات العام الماضي شهدت مستويات عالية من التوتر
بين المسلمين واليهود خارج منطقة الشرق الأوسط.
ورأى أن أحداث التوتر في العاصمة الهولندية الأسبوع الماضي كانت بمثابة تذكير آخر بأن الصراع الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين ليس مجرد حرب إقليمية،
إنما أصبح صراعاً عالمياً بين المسلمين واليهود في أوروبا وأميركا الشمالية وأجزاء أخرى من العالم.
واستند الكاتب إلى توقع خبراء بأن تكون الخطوة التالية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لحل الصراع في الشرق الأوسط
هي مواصلة الزخم الذي أحدثته الاتفاقات الإبراهيمية من خلال إشراك السعودية في هذه العملية.
“يتعين على الرئيس المنتخب أن يدرك أن السعودية ليست مجرد طريق للسلام الإقليمي،
بل إنها أيضاً قناة لتغيير جذري في العلاقات الإسلامية اليهودية العالمية”، وفق شناير.
وأشار الكاتب إلى تمتع السعودية بأهمية دينية عليا للمسلمين على مستوى العالم
باعتبارها المركز الروحي للإسلام ووصية على أقدس موقعين إسلاميين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ورأى شناير أن تطبيع السعودية مع إسرائيل من شأنه أن يتردد صداه في جميع أنحاء العالم الإسلامي،
وبالتالي بناء وتعزيز التعاون بين الأديان بين المسلمين واليهود.
وقال إن تبني السعودية للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل من شأنه أن يرسل رسالة قوية وعميقة
إلى 1.8 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم، وأن يشير إلى تحول حاسم نحو مزيد من القبول والتفاهم والتعاون مع اليهود.
وأوضح شناير أن تركيز ترامب على التعاون بين الأديان كان عنصراً أساسياً في استراتيجيته لإعادة انتخابه.
وفي “الغارديان” كتب سايمون تيسدال مقالاً بعنوان “بوتين وشي وترامب..
البرابرة على الأبواب لكن زعماء أوروبا منشغلون بالصراعات الداخلية ولا يلاحظون ذلك”.
الخطوة التالية لترامب هي إشراك السعودية في الاتفاقات الإبراهيمية
وقال الكاتب إن روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين تتقدم من الشمال وتلتهم الأراضي الأوكرانية
وتهيئ المسرح لمزيد من عمليات الضم “غير القانونية”. وإلى الشرق، تلعب الصين بقيادة شي جين بينغ،
بما تملكه من فائض تجاري سنوي ضخم يبلغ 292 مليار يورو (244 مليار جنيه إسترليني)،
لعبة “فرق تسد” الأوروبية حيث تديرعمليات استخباراتية سرية عدوانية وعمليات قرصنة بحسب الكاتب
وتحدث الكاتب عن انهيار يواجه حكومة ألمانيا التي يُنظَر إليها تقليدياً، إلى جانب فرنسا،
باعتبارها قوة دافعة داخل الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي ينتصر فيه دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وسيواصل “العدو الداخلي” الحقيقي لأوروبا وهي أحزاب أقصى اليمين واليسار
التي تغذي الميول المناهضة للديمقراطية والمؤيدة لترامب التقدم في ألمانيا وأماكن أخرى، وفق المقال.
الخطوة التالية لترامب هي إشراك السعودية في الاتفاقات الإبراهيمية
وفي فرنسا، تنخفض نسبة تأييد إيمانويل ماكرون الذي حذر من أن أوروبا ستكون على قائمة الخطر
إذا فشلت في تطوير استقلال اقتصادي وأمني أكبر.
وأشار الكاتب إلى أن سياسات الرئيس ترامب “مدمرة رجعية” بشأن التعرفات الجمركية الحمائية،
وأوكرانيا، و الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإيران، ومستقبل حلف شمال الأطلسي،
وأزمة المناخ، والتي تتعارض بشكل مباشر مع مصالح الاتحاد الأوروبي.
وتحدث الكاتب عن “مخاوف ملحة بسبب حرب تجارية عالمية، تدفع منطقة اليورو إلى الركود
وتجبر أوروبا على اختيار أحد الجانبين بين الولايات المتحدة والصين، أكبر شركائها التجاريين”.
ولفت تيسدال إلى رغبة ترامب بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و20% على جميع الواردات،
وهو ما قد يؤدي على سبيل المثال إلى تدمير صناعة السيارات في أوروبا،
كما قد تواجه الصين تعرفات جمركية بنسبة 60% أو أكثر. وسوف تضطر إلى الرد،
وكذلك الاتحاد الأوروبي. والنتيجة “فوضى في السوق العالمية”.
وأشار تيسدال إلى احتمال أن يسحب ترامب “القابس عن المساعدات العسكرية الأمريكية،
ويتآمر مع بوتين ويحاول فرض اتفاقية الأرض مقابل السلام على كييف، وفي مثل هذه المرحلة،
سيواجه الاتحاد الأوروبي، في الواقع، جبهة موحدة من الولايات المتحدة وروسيا والصين، حليفة بوتين الوثيقة”
ترامب والصين.. صدام حتمي
وإلى البيان الإماراتية، نتناول مقالاً لعماد الدين حسين بعنوان “ترامب والصين.. صدام حتمي”،
أكد فيه عدم سعادة الصين بفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة،
لكن بكين تعتقد أن “أسوأ كوابيسها تكوين جبهة موحدة ضدها عبر الأطلسي بشأن التجارة والتكنولوجيا والأمن قد تلاشى مؤقتاً”.
ورأى الكاتب أن أطرافاً كثيرة شعرت بالخسارة وفي مقدمتها الصين وإيران وحلف الناتو والمهاجرون
وكل من يعادي إسرائيل، بمجرد التأكد من فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية.
الخطوة التالية لترامب هي إشراك السعودية في الاتفاقات الإبراهيمية
وتساءل الكاتب عن السيناريو المتوقع للعلاقات الأمريكية الصينية في عهد ترامب، فهل ينفذ تهديداته أم لا؟
ومن أبرز وعود ترامب، رغبته بفرض رسوم جمركية على السلع الصينية بنسبة تصل إلى 60%،
والتي تطال 500 مليار دولار من الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
وقال الكاتب: “إذا طُبق ذلك فإن التبادل التجاري بين البلدين قد يتعرض للدمار، خاصةً أن الصين يفترض أن تتخذ إجراءات مضادة”.
“الولايات المتحدة هي أكبر عملاق اقتصادي في العالم بناتج محلي إجمالي يصل إلى أكثر من 22 تريليون دولار
مقابل نحو 18 تريليون دولار للصين في المركز الثاني، ولذلك فإن الولايات المتحدة
تخشى اللحظة التي تسبقها فيها الصين اقتصادياً قبل عام 2030”.
وذكر الكاتب أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تسعى بكل الوسائل إلى تأخير هذه النبوءة المقلقة،
لكن ترامب أكثر تشدداً من أي رئيس أمريكي سابق في التعامل مع الصين وبالتالي فإن الصدام بين الطرفين يبدو حتمياً.
واستند حسين إلى وجهة نظر خبراء يرون أن ترامب يسعى إلى استعادة التوازن النسبي
في التبادل التجاري، ويتوقعون فرض هذه الرسوم الجمركية.
في المقابل، أوضح حسين أن بعض خبراء الاقتصاد العالمي “يستبعدون إقدام ترامب على تنفيذ تهديده
لأن جزءاً كبيراً من الصناعات الأمريكية يعتمد على مواد خام صينية، وإذا حدث ذلك فسوف ترتفع الأسعار في الولايات المتحدة، الأمر الذي سيضرب جوهر وعود ترامب بتحسين مستوى معيشة المواطنين الأمريكيين، إضافة إلى عوائق محلية وقانونية تمنع تنفيذ وعده بصورة كاملة”.
“تعتقد دوائر كثيرة في بكين أن ترامب سوف يكون مشكلة لأوروبا أكثر منه مشكلة للصين،
وبالتالي فإن بكين تسعى طول الوقت لإقناع أوروبا أن الولايات المتحدة ليست شريكاً يعتمد عليه،
وبالتالي فمن مصلحتها أن تكون لها علاقة جيدة بالصين