فضيحة تجسس تورط فيها الموساد الإسرائيلي تهز إيطاليا
فضيحة تجسس تورط فيها الموساد الإسرائيلي تهز إيطاليا
ضربت إيطاليا فضيحة تجسس واسعة النطاق، حيث يُتهم أعضاء حاليون وسابقون في أجهزة الأمن
بتشكيل شبكة سرية لسرقة معلومات شخصية عن سياسيين وشخصيات عامة،
وعلى رأسهم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، بهدف الابتزاز.
وأشارت التقارير إلى تورط شركة تحقيقات خاصة مقرها ميلانو في هذه الأنشطة غير القانونية،
حيث تم اعتقال أربعة أشخاص على الأقل، بينما يخضع عشرات آخرون للتحقيق. وفقًا لما نشرته جيروزاليم بوست العبرية.
وتُتهم الشركة بأنها استخدمت خبراء في الأمن السيبراني ومتسللين لاختراق خوادم وزارة الداخلية الإيطالية وجمع بيانات حساسة.
أثارت السلطات الإيطالية تساؤلات حول تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في علاقات مشبوهة مع شركة التحقيقات،
إذ يشتبه في أن الموساد عقد صفقات مع الشركة بغرض الحصول على معلومات حساسة.
وكشفت صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، أن المحققين اعترضوا زيارة قام بها إسرائيليان يعتقد أنهما عميلان استخباراتيان،
وقد التقيا بمسؤولين من الشركة للحصول على معلومات حول الغاز الإيراني،
وهو ما أثار مخاوف تتعلق بتسريب معلومات سرية لشركة الغاز الحكومية الإيطالية «إيني».
ووفقًا للتقارير، تضمنت الصفقة معلومات تتعلق بالتجارة غير المشروعة في الغاز مع إيران، والتي قد تكون ذات صلة بمصالح اقتصادية وأمنية.
فضيحة تجسس تورط فيها الموساد الإسرائيلي تهز إيطاليا
سعى عملاء إسرائيليون، يُزعم أنهم من الموساد، إلى شراء معلومات من شركة إيطالية خاصة تتجسس بشكل غير قانوني على حياة السياسيين والمسؤولين الحكوميين والشخصيات الرياضية والإعلامية منذ سنوات، وفقًا لوثائق الشرطة الإيطالية التي نقلتها وسائل الإعلام يوم الثلاثاء.
وقد هزت فضيحة الاختراق مقابل أجر السياسة الإيطالية والرأي العام الإيطالي لأيام
منذ أن كشف المدعون العامون المحليون النقاب عن العمليات غير المشروعة واعتقلوا عدة أشخاص خلال عطلة نهاية الأسبوع، بمن فيهم خبير تكنولوجيا المعلومات نونزيو سامويل كالاموتشي، 44 عامًا. أصدرت الشرطة والادعاء العام آلاف الصفحات التي توثق المكالمات الهاتفية والاجتماعات والأدلة التي تم جمعها في مكتب شركة Equalize، وهي شركة مقرها ميلانو.
اختراق الهواتف والأجهزة الفردية
تمكّن كالاموتشي وشركاؤه، الذين كان من بينهم العديد من أعضاء قوات الشرطة الإيطالية الحاليين أو السابقين، من اختراق الهواتف والأجهزة الفردية والوصول إلى قواعد بيانات الشرطة والمؤسسات.
وتراوحت أسعارهم من 250 يورو لاختراق هاتف شخصي إلى عشرات الآلاف من اليورو للحصول على ملف عن شخص معين.
ووفقًا لتقرير الشرطة الإيطالية، طلب العملاء الإسرائيليون من الشركة تقديم معلومات عن مجموعة فاغنر الروسية بما في ذلك تمويلها وأنشطتها المالية داخل أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، ناقشوا معلومات حول الهجمات الإلكترونية الروسية،
التي قام بها قراصنة مقربون من السلطات الروسية، وتمويل المصالح الروسية في القارة العجوز.
وأشار كالاموتشي إلى أن الإسرائيليين لم يكونوا يتصرفون بالنيابة عنهم فحسب،
بل بالنيابة عن وكالات استخباراتية أخرى. وخلال المكالمة الهاتفية، ذكر القرصان الإيطالي الفاتيكان.
وصفت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني هذه الفضيحة بأنها «تهديد للديمقراطية»، بينما دعا وزير الدفاع جويدو كروسيتو إلى تحقيق برلماني عاجل، معبّرًا عن قلقه من احتمال تعرض أسرار الدولة للخطر.
وأشار إلى أن المعلومات المسربة ليست سوى «قمة جبل الجليد»، وأن هناك مخاوف أعمق حول حجم البيانات التي قد تكون وصلت لأطراف خارجية.
تناولت وسائل الإعلام الإيطالية القضية بوصفها «مؤامرة على أعلى المستويات»،
حيث زعمت وجود تواطؤ بين أعضاء المافيا ومسؤولين في أجهزة الاستخبارات، وأطراف أجنبية، بما في ذلك الموساد.
وتعتبر شركة التحقيقات الخاصة، التي يديرها ضابط شرطة سابق، المتهم الرئيسي في هذا التحقيق،
حيث تواجه اتهامات باختراق خوادم وزارية منذ عام 2019 وحتى 2024،
لتخزين ملفات حساسة تُستخدم في الابتزاز، أو تبيعها لأطراف مهتمة.
فضيحة تجسس تورط فيها الموساد الإسرائيلي تهز إيطاليا
بحسب موقع «أوبن» زعم أن الإسرائيليين طلبوا وقف تمويل مجموعة فاغنر الروسية من قبل الأوليغارشيين الروس،
وعرضوا معلومات سرية عن عمليات غير قانونية لشراء الغاز الإيراني بمقابل مالي قدره مليون يورو.
كما أشارت التقارير إلى أن الفاتيكان لعب دورًا في دعم تحركات ضد روسيا،
في قضية أضحت تتداخل فيها المصالح السياسية والاقتصادية بشكل معقد، لتكشف عن شبكة تآمر على نطاق دولي.
في ظل تصاعد الشكوك والاتهامات، تستمر التحقيقات مع توسع نطاقها،
وسط تساؤلات حول تداعيات هذه الفضيحة على الأمن الوطني في إيطاليا، وعلى مصداقية الأجهزة الأمنية.
شملت أهداف عمليات شركة Equalize (بالتعاون مع شركات أخرى متخصصة في الخدمات الأمنية في بعض الأحيان) الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا؛
وإجنازيو لا روسا، رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي؛ والزعيم السياسي البارز ماتيو رينزي؛ والمغني أليكس بريتي؛
وبطل أوليمبياد 2020 في سباق 100 متر مارسيل جاكوبس. عثرت الشرطة على 800،000 ملف في قبو الشركة.