القديس أغسطينوس شفيع التائبين

القديس أغسطينوس شفيع التائبين

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

في اليوم الثاني والعشرون من شهر مسري من عام 146ش 430م ، تنيح القديس أغسطينوس إبن الدموع شفيع التائبين
وكان أسقف هيبو “هيبونا”(حالياً عنابة بشمال شرق الجزائر) .

ميلاده:
وقد ولد هذا القديس بمدينة “تاجست” (حالياً سوق آهراس بشمال شرق الجزائر) ، عام 354م،
لأب وثني يدعي “باتريمكوس” ، وأم مسيحية تقية تدعي “مونيكا”،وقد لقنته مبادئ المسيحية
منذ طفولته ؛ ودرس في مسقط رأسه .

حياته فى الوثنيه والخطية:
لكنه تعرف علي أصدقاء أشرار قادوه للرزيلة ، فأهمل دراسته وعاش للفراغ والخطية .
ثم بعد فترة إستكمل دراسته في (قرطاجنة) ، بتونس ، وهناك إستمر يخطئ مما أحزن قلب أمه فأخذت تنصحه وتصلي بدموع حارة كثيرة من أجله ليتوب ، لكنه لم يستجب!!

سفره الى روما:

ثم سافر إلي (روما) ، ثم (ميلانو) ليعمل مدرساً،
وسافرت أمه ورائه ؛ وكانت تصلي بدموع حارة من أجله ، وتطلب صلاة القديس العظيم “أمبروسيوس” أسقف ميلانو له .
فكان يعزيها قائلاً لها : “ثقي يا إبنتي لا يمكن أن
يهلك إبن هذه الدموع” .

أصبح مسيحيا لانه ابن الدموع:
ولكن بفضل الإيمان المسيحي القوي لوالدته
القديسة “مونيكا ” ، التي بكت عليه قرابة ثلاثون عاماً بلا إنقطاع من أجل أن يترك الوثنية ويصير مسيحياً مؤمناً ولهذا أخذ لقب إبن الدموع .
وقد صار”أغسطينوس ” مسيحياً عندما كان عمره 32 عاماً .

لقاءه بالقديس أمبروسيوس:

وبتدبير إلهي آلتقي القديس”أغسطينوس”،
بالقديس “أمبروسيوس” وأعجب بروحانيته ، وبلاغته ؛ وواظب علي سماع عظاته ، فبدأ يتأثر بروحانيتها العميقة .
وبدأ ضميره يبكته وبدأ يدرس الكتاب المقدس خاصة (سفر إشعياء – الأناجيل الأربعة – رسائل القديس العظيم “بولس الرسول”.
فتآثر بأعمال السيد المسيح ، ومعجزاته ، وموته المحيي فداء للبشرية.

تاثره بسيرة ابو الرهبان القديس انطونيوس:
ثم وقعت بين يديه سيرة القديس العظيم الأنبا “أنطونيوس” آب الرهبان للقديس “أثناسيوس الرسولي” ؛ فتآثر بها جداً، ورغب أن يقدم للرب توبة قوية .
فقابل القديس “أمبروسيوس ” ، وإعترف أمامه بكل خطاياه وإنجابه لطفل من الزنا .
ورغبته في الزهد في هذا العالم البائد ليحيا بالكلية للرب .

عماده:
فآرشده القديس “أمبروسيوس” ، لمكان هادئ خارج (ميلانو) ، ليصلي ويدرس الكتاب المقدس والكتب الدينية واللاهوتية بعمق إستعداداً لنوال سر المعمودية .
وبعد ذلك عمده القديس “أمبروسيوس”، فكرس
حياته للرب وحده ففرحت أمه القديسة “مونيكا” جداً بتوبته ؛ وبعد فترة تنيحت بسلام فرحة بإبن دموعها .

عوده القديس “أغسطينوس” ، إلي (تاجست) بلده:
عاد وباع كل ماله ووزعه علي الفقراء متمثلاً بالقديس الأنبا “أنطونيوس” .

سفره إلى هيبو:
وسافر إلي هيبو “هيبونا” عائشاً في نسك وزهد ،
فإلتف حوله تلاميذ كثيرون ، فآسس لهم ديراً للرهبنة وأصبح مرشداً لهم في طريق العبادة والنسك.

رسامته اسقفا:

وعندما فاحت رائحة فضائله العطرة وإحتاجت هيبونا لكاهن ، فرسمه أسقف المدينة في عام 389م ، ثم خوري أبسكوبس (أسقف مساعد) ، في عام 395م ، ثم أسقفاً في عام 396م ، وكان له من العمر 41 عاماً . بعد نياحة أسقف المدينة ؛ فخدم شعبه بكل أمانة وقداسة.
وتميزت خدمته بالدعوة إلي التوبة والحنو علي الفقراء والمساكين والآرامل.

اغسطينوس الفيلسوف:
وكان فيلسوفاً روحياً ترك للكنيسة تراثاً روحياً عميقاً ضخماً من الكتابات العميقة النافعة لكل الأجيال القادمة.

اغسطينوس مثالا للتوبة الصادقة:
وأصبح مثالاً حياً قوياً من أمثلة التوبة علي مر العصور .

نياحته:
وفي عمر الثانية والسبعين رسم له “خوري أبسكوبس” (أسقف مساعد) ، بعد مرضه وبعد ذلك إشتدت عليه وطأة المرض حتي تنيح بسلام في السادسة والسبعين من عمره ، ونال آكليله السمائي غير المضمحل

بركة صلواته وطلباته وشفاعته فلتكن معنا ومعكم ومع الجميع، ولربنا المجد دائما آبديا آمين!

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى