القديسان العظيمان كيرياكوس ويوليطة أمه

القديسان العظيمان كيرياكوس ويوليطة أمه

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

اليوم الخامس عشر من شهر أبيب المبارك فى مثل هذا اليوم من سنة ٢١ للشهداء ( ٣٠٥م ) استشهد القديسان العظيمان كيرياكوس ويوليطة أمه.

ميلاده:

ومعنى كيرياكوس الرباني ويعتبر الشهيد كيرياكوس أصغر شهيد اعترف بالسيد المسيح بعد أطفال بيت لحم.
وُلِدَ القديس كيرياكوس بمدينة أيقونية بآسيا الصغرى سنة ٣٠٢م من أبوين مسيحيين غنيين من أشراف المدينة.

توفي والده تاركاً الطفل كيرياكوس الذي كان جميل الصورة جداً، واهتمت أمه القديسة يوليطة بتربيته،

وأول كلمة علمته أن ينطقها هي كلمة ” أنا مسيحي ” كما اهتمت بتربيته على مبادىء الإيمان المسيحي.

ذهابهم إلى سلوكية:

وعندما أنكر دقلديانوس الإيمان وأمر باضطهاد المسيحيين في كل مكان خافت القديسة يوليطة أن ينالها أذى وتترك الطفل الصغير إلى مصير مجهول،

فتركت المدينة ومعها الطفل كيرياكوس، الذي لم يكن يبلغ من العمر سوى ثلاث سنوات،

واثنتان من جواريها وذهبت إلى سلوكية. ولكنها قابلت ذات الوضع هناك فقررت الذهاب إلى طرسوس.

فى طرسوس:

وعلى أثر وصولها إلى طرسوس عرف الوالي إسكندروس أنها مسيحية فقبض عليها وهي تحمل طفلها على ذراعيها، فلما رأت الجاريتان ما حدث للقديسة هربتا مختبئتين عن أعين الحراس ولكنهما كانتا تتبعانها من بعيد.
ولما وقفت القديسة يوليطة وطفلها كيرياكوس على ذراعها أمام الوالي سألها عن اسمها ووطنها وديانتها. فأجابت بكل شجاعة ” أنا مسيحية ” دون أن تظهر ذاتها أو اسمها أو وطنها لاحتسابها أن قولها ” أنا مسيحية ” كان محتوياً على جميع الصفات الإيمانية بالرب يسوع المسيح وأن هذا هو فخرها ومجدها. غضب الوالي جداً وقال لها:

” ألا تعلمين إن الملك قد أخرج كل آلات التعذيب والموت للمسيحيين ” وإني أشفق عليك وعلى الطفل الصغير ويبدو عليك أنك من أشراف القوم، فقالت له القديسة يوليطة:

” نعم ألا تعلم أيضاً أن المسيحيين مستعدون للعذاب والموت وأن تعذيبكم يزيدنا إيماناً وشجاعة “.
غضب الوالي جداً وأمر بخطف طفلها من بين ذراعيها ولكن الطفل كيرياكوس كعادة الأطفال

تشبث بأمه فتقدم الجلاد وانتزعه منها بكل قسوة وظل يبكى بشدة ويندفع نحو أمه بكل جسمه وهو لا يحول نظره عنها،

بعد ذلك أمر الوالي بجلدها بأعصاب البقر بلا شفقة حتى سال دمها والطفل لا يحول نظره عن أمه ويبكى ويصرخ بشدة.

القديسان العظيمان كيرياكوس ويوليطة أمه

حاول الوالي أن يلاطفها ويثير فيها عاطفة الأمومة وترجع عن رأيها وتسجد للأصنام فتنجو لتربي طفلها.

فرفضت بشدة وقالت له: ” إن قولك هذا لا يقبله طفل ذو ثلاث سنوات

” فقال لها ” نسأل الطفل هذا ” فأنطق الله الطفل كيرياكوس وصاح قائلاً

” إن معبوداتك حجارة وأخشاب صنع الأيدي وليس إلهاً إلا سيدي يسوع المسيح ”

فاندهش الحاضرون وافتضح أمر الوالي مما جعله يزيد من تعذيب القديسة”.

تعذيبهما:

وفيما هم يعذبون القديسة يوليطة أخذ الوالي يلاطف الطفل كيرياكوس ويداعبه بعلامات الحب والعطف، ثم ضمه إلى صدره محاولاً أن يُقَبِلَه غير أن كيرياكوس لم يلتفت إليه وعينه على أمه وبيديه الصغيرتين استطاع أن يبعد فم الوالي الدنس من الدنو من وجهه الطاهر ويضرب الوالي بيديه ورجليه وينشب أظافره في وجهه، وبدلاً من أن يصرخ صراخ الأطفال الطبيعي كان يصرخ بكلمات واضحة مسموعة من الجميع: ” أنا مسيحي… أنا مسيحي ” فامتلأ الوالي غيظاً وأمسكه من قدميه وطرحه بشدة على الأرض من كرسيه المرتفع فارتطمت رأس الطفل بإحدى الدرجات المقام عليها الكرسي وتهشمت وفاضت روحه ونال إكليل الشهادة، ولم يكن يتعدى الثالثة من عمره.
ولما نظرت أمه القديسة يوليطة أن ابنها نال إكليل الشهادة امتلأت ابتهاجاً وشكرت الرب،

وزاد احتمالها للعذاب الشديد. أما الوالي فأمر أن يُمَزَقْ جسمها بمخالب حديدية وسكبوا عليها القار المغلي.
وأخيراً قطعوا رأسها بحد السيف فنالت إكليل الشهادة.

الجسدين الطاهرين وأماكن تواجدهم بمصر:

وكان ذلك في سنة ٣٠٥م فجاءت الجاريتان وأخذتا الجسدين الطاهرين وخبأتهما في إحدى المغارات بجوار مدينة طرسوس ولما ملك قسطنطين أخذوا الجسدين الطاهرين وكفنوهما بأطياب فاخرة ودفنوهما بإكرام عظيم. وتوجد أجزاء من رفات الشهيدين كيرياكوس ويوليطة أمه بدير السريان العامر ببرية شيهيت وكذلك بكنيسة السيدة العذراء المعلقة بمصر القديمة. وتوجد كنيسة تحمل اسم الشهيدين كيرياكوس ويوليطة أمه في مدينة طهطا ويرجع تاريخها إلى سنة ٥٥٠م.
🙏بركة صلواتهما فلتكن معنا ومعكم ومع الجميع ،
ولربنا المجد دائمآ ابديآ .أميــــ+ــــن✥

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى