الراهب سلمون ( سليمان) ملك النوبه

الراهب سلمون ( سليمان) ملك النوبه

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

الذي تنازل عن العرش وصار راهباً.

كان الملك سلمون (سليمان) ملك النوبة من الملوك الأرثوذكسيين الأتقياء،

عاش في القرن الحادي عشر وكان ملكاً تقيا خائفاً الله ويحكم بالعدل سائرا في جميع وصايا الرب وأحكامه

بلا لوم حتي إنهم لقبوه (الملك القديس) ونظراً لاشتياقه ومحبته لله ورغبته في تكريس حياته كلها لله

بدون مانع أو عائق فقد اشتاق من كل قلبه إلي حياة الرهبنة ولاسيما وقد ساد الهدوء والإستقرار بلاد النوبة بعد أن هدأت الصراعات السياسية بين مصر والنوبة

فمن ثم فقد نزع تاج المملكة من على رأسه وتنازل عن العرش لإبن أخته جورجا (جرجس).

وكأن لسان حاله يقول :

(( لكن ما كان لي ربحا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة.

بل إني أحسب كل شيء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء،

وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح، وأوجد فيه )).(رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3 : 7 – 9 ).

رهبنته:

ترهب الملك سلمون بدير القديس الأنبا نوفير السائح في البرية التي تحمل إسمه والتي تقع على الحدود المصرية النوبية

وقيل عن هذه البرية أن المسافة بينها وبين أطراف النوبة مسيرة ثلاثة أيام وبينها وبين مدينة أسوان مسيرة عشرة أيام.

أنفرد الراهب سلمون للصلاة والصوم والنسك ومحبة الله وطاعته وعاش في الدير حياة رهبانية فاضلة.

علاقته بالبابا كيرلس الثانى:

كان والي أسوان في ذلك الوقت سعد الدولة شاردكين القواسي فلما علم أن الملك سلمون ملك النوبة ترك الملك وصار راهبا أمر جنوده بإحضاره إليه ،

فجاء معهم الراهب سلمون فقام الوالي بإرساله إلي القاهرة لمقابلة أمير الجيوش بدر الجمالي وكان ذلك في عام 1079م.
ما ان وصل الراهب سلمون إلى القاهرة حتي استقبله البابا كيرلس الثاني ( 67 )

والآباء الأساقفة والمسيحيين ورجال الحكم إستقبالا حافلاً بسبب مكانته كملك للنوبة

الأمر الذي جعل أمير الجيوش بدر الجمالي وقد كان رجلاً مسيحياً من أصل أرمني أن يخصص له قصراً جميلاً ليقيم فيه

وقد مكث في هذا القصر لمدة سنة واحدة وكان يتبادل خلالها الزيارات مع البابا كيرلس الثاني وقد أكمل حياته بنفس منهجه الذي سلك به في الدير.

بسببه تم توثيق العلاقة بين الاقباط والمسلمين:

لقد أجمع المؤرخون على أن إقامة الملك سلمون في مصر كانت سبباً في تعزيز علاقات الحب والتقدير بين الأقباط والمسلمين

إذ أحبه الجميع علي الرغم أن مدة إقامته في مصر لم تدم أكثر من سنة واحدة.

انتقاله للفردوس:

إنتقل بعدها إلي أورشليم السمائية وكان ذلك عام 1080م.

جسده بدير الانبا رويس بالعباسية:
ودفن جسده في دير مارجرجس (الخندق ) المعروف الآن بكنيسة الأنبا رويس الأثرية بالعباسية – القاهرة.

بركة صلاته وشفاعته تكون معنا ومعكم ومع الجميع ولربنا المجد دائماً ابدياً امين.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى