القديس أبى نوفر السائح
القديس أبى نوفر السائح
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
فى اليوم السادس عشر من شهر بؤونه المبارك تنيَّح القديس العظيم أبو نوفر السائح. التهب هذا القديس بمحبة الله، فمضى وترَّهب في دير في هرموبوليس (هرموبوليس: حالياً الأشمونين التابعة لملوى بمحافظة المنيا)، وقد أحب رهبان الدير وسلك معهم في تقوى وطاعة.
حياة الوحدة:
ولكنه اشتاق إلى حياة الوحدة، فحمل رغيف خبز واحد وقليلاً من الخضروات وانطلق نحو الجنوب وسط الجبال التي تفصل بين الصعيد الأسفل والواحات طالباً مشورة الله. وأثناء ذلك رأى ملاكه الحارس وسار معه حتى وصل إلى مغارة أحد القديسين. فأقام عنده أياماً قلائل يتعلم منه كيف يتغلب على حروب الشياطين. ثم أخذه ذلك القديس إلى البرية الداخلية حيث توجد مغارة ونخلة مزروعة عنده، فتركه في ذلك المكان وعاد إلى مكانه. ومنذ ذلك الوقت لم يعاين وجه إنسان.
تعرضه للعطش والجوع:
ولقد قاسى القديس أبو نوفر الكثير، حتى أنه أشرف على الموت عدة مرات جراء الجوع والعطش وحر الصيف وبرد الشتاء. كما أن الشيطان كان يظهر له كثيراً ويحاربه ولكن الله كان يعوله لصبره في الجهاد. فكانت النخلة تثمر له ما يكفيه طوال العام، كما كان يأكل الحشيش أحياناً، واستمر على هذا الحال نحو ستين عاماً.
ذهاب القديس بفنوتيوس له:
وفى أواخر حياته مضى إليه القديس بفنوتيوس، فوجده بهيئة غريبة، فقد كان شعره طويلاً ولحيته تتدلى على جسده. وعلم منه بقصة حياته وبأنه على وشك الانتقال من هذا العالم. وفجأة رأى وجه القديس أبى نوفر مثل النار، فخاف منه، فقال له لا تخف يا أخي فإن الرب قد أرسلك لتهتم بجسدي وتدفنه. ثم صلى وبارك على القديس بفنوتيوس.
نياحته:
وبعدها رقد على الأرض وفاضت روحه الطاهرة بيد الرب الذي أحبه. فكفنه القديس بفنوتيوس بنصف ثوبه، ثم صلى عليه ودفنه بمغارته وهو حزين القلب على فراقه السريع.
سقوط النخله ونشفان عين الماء:
وقد أراد القديس بفنوتيوس أن يسكن في موضعه، لكنه وجد أن النخلة قد سقطت، ونشفت عين الماء وانهارت المغارة. فعرف أنها إرادة الله. وعاد إلى قلايته بسلام. وكتب سيرة القديس أبى نوفر السائح منفعة للأجيال.
بركة صلواته فلتكن معنا ومعكم ومع الجميع ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.