الشهيد الراهب أبانودوي البهنساوي

الشهيد الراهب أبانودوي البهنساوي

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

مولده ونشأته :
ولد القديس أبانودوي من أبويين مسيحيين وابوه اسمه فوسطس واسم أمه أفومية وكانا بارين أمام الله في مدينة تدعي موشة وتربي تربية مسيحية وكان ينمو بالحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس وكان شبابا حسن المنظر يقدم عبارات قوية وكان يواظب على الصوم والصلاة ويطلب طلبات قوية وكان بركة لمن حوله.

توحده في البرية:

لما صار عمره خامسة عشر أحب الله محبة قوية وابغض العالم وتركه وذهب الي طريق البرية وتدعي برية القلمون وسكن عند الحجر وكانت الوحوش تسكنه صار يذهب إلى كنيسة كل يوم سبت ويقضي ليلته هناك ويسبح رب المجد ويرجع الي مغارة وعندما شاع خبره جاء الناس اليه ومعهم المرضي من الأقاليم والمدن المجاروة وكان يصلي عليهم ويشفيهم بقوة الرب يسوع
ظهورات الرب وعد بالاكليل الشهادة.

عذابات الوالى له:

وفيما هو يصلي ظهر له الرب يسوع وقال له السلام لك يا مختاري أنودوي لقد صارت صلاتك كعمود نور قدامك في أورشليم السمائية واسمع يا حبيبي هوذا الوالي قلقيانوس والي البهنسا ويعذبك عذابات كثيرة وأنا معك وأشفيك وأصنع بك آيات وعجائب وافضح لك أوثان هذا المنافق وها قد اعدت لك يوليوس الأفقهصي ليكتب سيرتك ويكفن جسدك ويرسله الي بلدك ثم مضي الرب عنه وفي اليوم الثالث من برمودة ظهر له الملاك ميخائيل في شكل راهب وقال هلم روائي فأخذه الي البهنسا وقال له ميخائيل لا تخف أنا معك فأختفي فعرف أنه الملاك ميخائيل وقد ظهر لكي أوصله الي موضوع الحكم عند ولاية والي البهنسا.

عذاباته في البهنسا :

وعندما وصل القديس أنودوي الي موضع الحكم رأه المسيحيين وقالوا مبارك الرب الذي أرسلك الينا ولم يتركنا ليس أحد يشبهك فلما سمع الوالي هذا الكلام استحضره أمامه وبدأ معه سلسلة من العذابات:-
1- أمر ان يشدوا في الهمبازين ويضربوه حتي يتهرأ جسده وصلي القديس فأرسل الرب ميخائيل فشفاه من جراحاته .
2- عندما رأي الوالي ذلك أمر الجنود أن يضربوه ويوضعوه علي سرير حديد ويشعلوا تحته النار وصهروا عليه الرصاص وصلي القديس مرة أخرى فأرسل الرب الملاك ميخائيل وخلصه من النار والرصاص.
3- ولما رأي الوالي هذه أعجوبة أمر أن يلقي في مستوقد الحمام وأشعل النار فسبح القديس الرب يسوع في وسط النار فأرسل الرب الملاك ميخائيل فانطفات النيران في الحال
وقتل الوالي 400 شخص بسبب أنودوي ووضعه في السجن .

معجزاته في البهنسا :

وصنع الرب علي يديه آيات وعجائب كثيرة ومن هذه عجائب أن القوم أتوا اليه بشاب أبن الأكابر قد مات فصلي القديس عليه وللوقت قام الشاب من الموت فأمن الناس باسم الرب يسوع وكان إنسان له أبن به شيطان منذ ثلاث سنوات فذهب به الي القديس وطلب أن يصلي علي ابنه فصلي القديس فخرج الشيطان من الولد ولما سمع عنه القديس يوليوس الأفقهصي ذهب إليه وطلب أن يشفيه من وجع في يديه ورجليه فصلي القديس عليه وفي الحال شفي يوليوس الأفقهصي وقال له أن ملاك الرب ظهر له وطلب منه أن يكتب سيرة القديس أنودوي ومجد أسم الرب يسوع
المزيد من عذابات في البهنسا .

ولما سمع الوالي عن هذه المعجزات أمر بوضع القديس علي الهبازين مرة أخرى وأثناء تعذيبه أرسل الرب حمامة ووقفت على رأس القديس وانكسر الهبازين وللوقت قام القديس سليم معافي أمر الوالي بوضعوه علي سرير حديد واشعل النار مرة أخرى فجاءت سحابة نورانية وانطفات النيران وعندئذ غضب الوالي وأمر الجنود بالضرب على وجه القديس وتكسير أسنانه وخلع أظافر يديه ورجليه ويسمحوا جسده بأمشاط حديدية ويصبوا الخل والجير علي جروحه وكان القديس محتمل هذه العذابات وثم أخذوه الجنود وألقوه للأسود فجاء ملاك الرب وشفي القديس من عذاباته وخلصه من الأسود وأمنت الجموع وقالت مبارك اله القديس أنودوي وحينئذ أخذه الجنود ووضعوه في السجن مع أخواته المسيحيين .

وقالوا طوباك أنت يا أخانا الحبيب أنودوي لأنك أحتملت عذابات كثيرة وللوقت صلي القديس وفي الحال ظهرت الأنوار السمائية وجاءت الملائكة ومعهم أكاليل للقديس أنودوي وثم قال الجميع للقديس أنودوي بصوت واحد لتمجد أسم الرب يسوع المسيح .

نهاية رحلة جهاد القديس أنودوي :

وثم أستحضره الوالي وحاول معه وقال له يا أنودوي أسجد للالهه وثم أرسل الي الملك فيجعلك وزير ويكون لك مائة جندي فقال له القديس خذني الي معبد الالهة لأسجد لها فأخذه الوالي إلي معبد فصلي القديس وللوقت نزلت نار من السماء وأحرقت المعبد وكهنة الأوثان والوالي والجنود فجاء يوليوس الأفقهصي وطلب اليه أن يشفي الوالي فصلي القديس فللوقت شفي الوالي وجنوده وبعد ذلك صار الوالي يجدف علي أسم الرب القدوس ولما سمع القديس هذا الكلام صلي الي الرب يسوع وحينئذ دخل الشيطان في الوالي وطلب اليه الوالي أن يشفيه فصلي القديس عليه وللوقت شفي الوالي وخرج منه الشيطان وحاول قلقيانوس أن يجعل القديس يسجد الالهة ولكن القديس كان يرفض فأمر الوالي الجنود أن يجلدوه بالسياط به المسامير فانقلعت عيناه فتضرع القديس الي الرب وجاءت سحابة نورانية وشفيت أنودوي من كل جراحاته .

استشهاد القديس أنودوي :

وعندما تعب الوالي قال لمستشاره ماذا أفعل بهذا الرجل أنه ساحر وجسده لا يتأثر بعذاب فقال له المستشار أكتب قضيته لأن أهل المدينة أحبوه بسبب القوات التي صنعها معهم وكتب الوالي قضيته فأخذوه الجنود الي موضع الاستشهاد فصلي القديس صلاة قوية وبعد الصلاة ظهر له الرب يسوع وقال له يا حبيبي أنودوي إن كل ما تسألي فاعطيه لك واعطيك أيضا أكثر مما تسأل أو تطلب وأفرح وسر لأني قد جعلتك ترث ملكوتي مع جميع القديسين وثم قال لهم القديس أفعلوا ما أمرتم به الوالي وقطعت رأس القديس في الساعة الثالثة من النهار في يوم الثالث من شهر بؤونة وصعدت روحه في فردوس نعيم مع الملائكة والقديسين ونال ثلاثة اكاليل .

نقل جسد القديس أنودوي الي برية القلمون:

وبعد استشهاد القديس أنودوي أخذ أوخاريستوس جسد القديس وذهب الي برية القلمون ودفن جسد هناك ورجع الي أبيه يوليوس الأفقهصي وحكي له قائلا ياأبي نحن في طريق الي برية القلمون رأينا منظر عظيما واذ نور عظيم قد ظهر وسمعنا صوت يقول ياأوخاريستوس أبن يوليوس الأفقهصي عند العلامة التي هي النخلة المغروسة هناك ادفن جسدي فلما سمعت هذا تعجبت جدا واجتازني الخوف أنا وكل الذين كانوا معي فقامنا ودفننا جسد القديس ووقفنا للصلاة وبعد الصلاة سمعنا صوت من جسد القديس أنودوي يقول له امضوا بسلام ياريت الكل يتشفع بهذا القديس العظيم لأن شفاعته قوية .

بركة صلوات الشهيد أنودوي تكون معنا ومعكم ومع الجنيع ولربنا المجد الدائم إلى الابد الآبدين والي دهر الدهور أمين.

تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى