سيرة القديس ابومقار ( مكاريوس) الكبير اب الرهبان
سيرة القديس ابومقار ( مكاريوس) الكبير اب الرهبان
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
معجزة رائعة من قديس مسيحي من المنوفية وكاهن وثني فرعوني من أسوان…
القصة ان فى يوم 27 برمهات سنة 106 للشهداء ( 390م )، تنيَّح الأب المغبوط اللابس الروح، أب رهبان برية شيهيت بالإسكندرية ، القديس العظيم الأنبا مكاريوس الكبير.
ميلاده ومعنى اسمه:
وُلِدَ هذا القديس في شنشور مركز منوف سنة 300م. كان والده كاهناً اسمه إبراهيم، لم يكن له ولداً ورأى في رؤيا ملاك الرب يقول له أن الله سيرزقه ولداً يكون ذكره شائعاً في أقطار الأرض، ويصير أباً لبنين روحانيين، وبعد فترة قصيرة رُزق بهذا القديس فسماه مكاريوس أي الطوباوي.
وكان مطيعاً لوالديه، فحلَّت عليه نعمة الله. ولما كبر زوَّجه والده بغير إرادته، فتظاهر بالمرض أياماً ثم استسمح أباه أن يمضى إلى البرية ليطلب الخلوة والراحة، فسمح له. وفي البرية أبصر رؤيا كأن كاروباً ذا أجنحة أمسك بيده وأصعده على رأس الجبل وقال له ” إن الله قد أعطاك هذا الجبل ميراثاً لك ولبنيك من بعدك “.
موت زوجته البتول ورسامته قسا:
لما عاد من البرية وجد أن زوجته قد تنيَّحت وهي عذراء، وبعد ذلك تنيَّح أبواه، فوزع كل ما تركاه له على الفقراء، ومضى إلى شنشور (إحدى قرى مركز أشمون محافظة المنوفية) وسكن فيها. ولما ذاع صيت فضائله أخذوه إلى أسقف أشمون فرسمه قساً على شنشور. وكانوا يأتون إليه للتناول من الأسرار المقدسة، وعيَّنوا له خادماً ليبيع له عمل يديه وقضاء ما يحتاجه.
حرب الشيطان ضده:
ولما رأى الشيطان سُموَّه في الفضيلة أوعز إلى فتاة كانت قد ارتكبت الخطية مع شاب، بأن تدعى أن القس مكاريوس هو الذي ارتكب معها هذا الشر. فمضى إليه أهل الفتاة وأهانوه وضربوه وألزموه بأن يتكفل بالطفل وأمه. فلما أتت ساعة الولادة ظلت الفتاة أربعة أيام مُعذَّبة ولم تلد حتى اعترفت بافترائها على القديس. فرجع أهل الفتاة يطلبون من القديس المغفرة، فهرب، ومضى إلى برية شيهيت وهو في الثلاثين من عمره. وسكن في موضع دير البرموس الحالي. وواظب على الصلاة والصوم والقراءة والتأمل.
زيارته للقديس انبا انطونيوس ابو كل رهبان العالم:
ذهب القديس لزيارة القديس الأنبا أنطونيوس، فاستقبله، وقال له: ” إنك عتيد أن تصير مغبوطاً كاسمك “، وألبسه إسكيم الرهبنة، ورجع إلى قلايته. فالتَّفْ حوله كثيرون، وذاع صيته، وسمع الملوك بكثرة العجائب التي كان يعملها. ثم ظهر له ملاك الرب وأتى به إلى رأس الجبل عند البحيرة الغربية المالحة، وأعلمه بأن يتخذ له هذا المكان سكناً. فبنى لنفسه قلاية وكنيسة، وهي المعروفة حالياً بدير القديس مكاريوس.
نفيه إلى جزيرة فيله جنوب مدينه اسوان وصنعه للمعجزات:
ولما ازدادت عليه حرب العدو، مضى مرة أخرى لأخذ نصائح القديس الأنبا أنطونيوس في ما يتعلق بحياته الخاصة، وأيضاً في ما يختص بالرهبان الذين تتلمذوا على يديه.
وقد واجه هذا الأب شدائد كثيرة في سبيل دفاعه عن الإيمان القويم في عهد الإمبراطور فالنس الأريوسي، الذي نفاه إلى جزيرة فيلة جنوب أسوان، وهناك أنقذ ابنة كاهن الأوثان من شيطان كان يعذبها، فآمن هو وكل سكان الجزيرة بالسيد المسيح. وبعدها عاد إلى ديره.
ستره لخطايا الاخرين:
تميز هذا القديس باتضاعه ومحبته لأولاده وطول أناته عليهم، وكان يستر على عيوبهم. حتى جاءه صوت من السماء يقول: ” طوباك يا مكاريوس الروحاني لأنك تستُر العيوب ولا تفضح الخاطئ “.
نياحته وجسده الان:
ولما أكمل جهاده الحسن، حضر القديسان أنطونيوس وباخوميوس وجماعة من الملائكة والقديسين، واستودع روحه الطاهرة بيد الرب عن عمر يناهز التسعين عاماً ومازال جسده بديره العامر ببرية شيهيت.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.