البابا كيرلس الأول الملقب بعمود الدين
البابا كيرلس الأول الملقب بعمود الدين
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
خاله البابا ثاوفيلس ال 23:
كان ابن أخت ثاوفيلس (بابا الإسكندرية) (رقم 23) وتربي عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي والأيمان الأرثوذكسي أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك علي يد المعلم صرابامون وقرأ له سائر الكتب الكنسية وأقوال الآباء وروض عقله بممارسة أعمال التقوى مدة من الزمان.
تعينه واعظا:
ثم بعد أن قضي في البرية خمس سنوات أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف. وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية ففرح به خاله ورسمه شماسا وعينه واعظا في الكنيسة الكاتدرائية وجعله كاتبا له.
رسامته بطريركا:
ولما توفى خاله البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش (15 أكتوبر 412 م) أجلسوا هذا الأب خلفه في 20 بابه 128 ش (17 أكتوبر سنة 412 م) ووجه اهتمامه لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي وبدأ يرد علي افكار الإمبراطور يوليانوس في مصنفاته العشرة التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيين باعتقاد أنها هدمت أركان الدين المسيحي. فقام البابا كيرلس بالرد عليها، وقام بمناوئة أصحاب الفكر غير الارثوذكسى حتى تمكن من قفل كنائسهم والاستيلاء علي مقتنياتها الذهبية. ثم أمر بطرد اليهود من الإسكندرية فقام قتال وشغب بين اليهود والمسيحيين وتسبب عن ذلك اتساع النزاع بينه وبين الوالي.
الرد على بدعة نسطور:
ولما قام نسطور بنشر فكره بان العذراء هي والدة المسيح وليست والدة الإله.اجتمع لاجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني الشهير بالصغير فرأس القديس كيرلس بابا الإسكندرية هذا المجمع وناقش نسطور وهدده بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن آرائه وكتب حينئذ الإثنى عشر فصلا عن الإيمان الارثوذكسى رافضا فكر نسطور، وقد خالفه في ذلك الأنبا يوحنا بطريرك أنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك وانتصر كيرلس علي خصومه وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل شارحا فيها «أن الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد» وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي ونفي الإمبراطور نسطور في سنة 435 م إلى البلاد المصرية وأقام في أخميم حتى توفي في سنة 440 م.
بعض اعماله ونياحته:
ومن أعمال البابا كيرلس شرح الأسفار المقدسة وفي نهاية حياته مرض قليلا وتوفى بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام.
كتاباته:
تُقَسَّم كتابات القديس كيرلس إلي كتابات تفسيرية للعهدين القديم والجديد وأخري عن عقيدة الثالوث ضد الأريوسيين وأيضًا كتاباته بخصوص الصراع النسطوري بالإضافة لرسائله الكثيرة ورسائله الفصحية كذلك التي كانت من عادة أساقفة الإسكندرية، كما يُعرَف بالتعديلات التي أضافها علي قداس القديس مرقس الرسول فصار يُطلق عليه القداس الكيرلسي. وأعماله التفسيرية هي:
السجود والعبادة بالروح والحق، وهو مكتوب في صورة الحوار.
التعليقات اللامعة المعروف بالجلافيرا Glaphyra، وينقسم إلي أجزاء موزعة ومخصصة لأسفار موسي الخمسة.
تفسير سفر إشعياء.
تفسير الأنبياء الإثني عشر الصغار.
تفسير إنجيل متي (مفقود)
تفسير إنجيل لوقا.
تفسير إنجيل يوحنا.
يوجد أيضًا شذرات من كتب تفسيرية مفقودة لأسفار أخري.
وغيرها من كتابات أرثوذكسية.
نطلب شفاعة البابا كيرلس الأول عمود الدين لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.