القديسة مريم المصرية
القديسة مريم المصرية
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
ميلادها ونياحتها:
مريم المصرية أو ماريا المصرية وسميت أيضاً مريم القبطية (بالقبطية: Ϯⲁⲅⲓⲁ Ⲙⲁⲣⲓⲁ Ⲛⲣⲉⲙⲛ̀ⲭⲏⲙⲓ) وهي قديسة شفيعة مصرية ولدت في سنة 344 م بالاسكندرية وتوفيت في سنة 421 م بصحرلء فلسطين وهي قديسة مبجلة في الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وفي الكنائس الكاثوليكية الشرقية وفي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، أشتهرت في القرن الرابع الميلادي وقد قيل أنها في بداية حياتها كانت زانية ولكن عندما ذهبت إلى القدس تابت وقررت عيش حياتها في صحراء الأردن وحيدة وثم التقاها أحد الرهبان الانبا زوسيما وتعرف على قصتها.
الاحتفال بذكراها:
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكراها في يوم 1 أبريل من كُل سنة.
الأنبا زوسيموس( زوسيما) يلتقي القديسة مريم المصرية:
وكان الدير قريباً من البرية التي قضى فيها الرب يسوع أربعين يوماً وأربعين ليلة صائماً. وبحسب العادة المتبعة في ذلك الدير كان الرهبان في فترة صوم الأربعين يضربون في البرية منفردين، ممارسين خلال ذلك أصعب أعمال النسك والزهد والتقشف، ولا يعودون إلى الدير إلاّ في أحد الشعانين. وهكذا فعل الأنبا زوسيموس حيث عبر الأردن، وشرع يسير في البرية نهاراً ويتلو المزامير، وينام في العراء بضع ساعات الليل.
قبل انتهاء صوم الأربعين، لمح زوسيموس عن بعد شبه شبح يتحرك فتتبّعه وطلب من اللّـه بصلاة حارة أن يكشف له أمره، فألهم أنه إنسان، فواصل مطاردته والشبح يهرب من أمامه، وإذ أنهك التعب قوى زوسيموس سقط على الأرض وهو ينادي: أيها الإنسان توقف لأراك وأشفق على شيخوختي فأني أكاد أهلك من شدة الإعياء. فتوقف الشبح متستراً وراء أكمة وأجاب زوسيموس قائلاً: يا أبي زوسيموس أني امرأة،
فإذا شئت أن تخاطبني فارم إليّ شيئاً أستتر به لأنني عريانة. واندهش زوسيموس من معرفة المرأة الغريبة اسمه، ولكنه أيقن أن ذلك حدث بإرشاد رباني، فطرح رداءه الخارجي فاتشحت به وجاءت سجدت أمامه، فسجد هو أيضاً أمامها، وطلبت بركته لأنه كاهن اللّـه العلي، فزاد عجبه من أمرها بمعرفتها أنه كاهن.
ولم يتمكن من إخفاء دهشته فقال لها: أيتها الأم الكريمة أرى أن اللّـه قد أنعم عليك بمواهب سامية، فقد عرفت اسمي ووظيفتي الروحية مع إننا لم نلتق من قبل، أرى أنك أمَة الرب التقية الفاضلة، فأرجو أن تباركيني وتصلي لأجلي ولئن كنت كاهناً. وإذ طلب منها ذلك بلجاجة، باركته. ثم طلب إليها أن تصلّي لأجله، فاتجهت نحو المشرق ورفعت يديها وبدأت تصلي ورآها زوسيموس وقد ارتفعت عن الأرض نحو ذراع واحدة أثناء الصلاة. فساورته الشكوك بأمرها وفكَّر في أنها تصنع هذا بقوة الشيطان. ففاجأته قائلة: لماذا تفكر في نفسك أفكاراً غريبة يا أبي زوسيموس؟ كن واثقاً بأنه ليس للشيطان شيء فيّ. وأنني وإن كنت خاطئة فإن رحمة اللّـه الواسعة افتقدتني ونعمته الغزيرة غمرتني.
القديسة مريم المصرية
وطلب إليها بإلحاح أن تكشف له سرها، وتسرد أمامه قصّتها لينتفع المؤمنون بسماع أخبارها. فأنبأته بقصة سقوطها في الخطية وتوبتها ونسكها، ولكنها التمست منه ألا يخبر أحداً بأمرها قبل موتها. كما طلبت إليه أن يأتيها في العام القادم بالقربان المقدس لتتناول جسد الرب ودمه وتتحد بالمسيح لأنها منذ خمس وأربعين سنة لم تسنح لها الفرصة للاشتراك بسر القربان المقدس وقالت له متنبئة: أنه لن يخرج إلى البرية خلال الصوم الأربعيني في العام التالي ولذلك عليه أن ينتظرها على ضفة نهر الأردن يوم خميس الفصح المقدس ومعه جسد الرب ودمه الأقدسان… ودعها زوسيموس وقفل راجعاً إلى ديره فوصل إليه صباح عيد الشعانين ولم يخبر أحداً بما سمع ورأى. وفي العام التالي مرض ليلة صوم الأربعيني فلم يتمكن من الخروج إلى البرية كسائر رهبان الدير، وتمت بذلك نبوتها، وبحسب طلبها جاءها يوم عيد الفصح إلى ضفة نهر الأردن وهو يحمل القربان المقدس، فلم يجدها، وكان يتطلع بقلق يمنة ويسرة، وظن أنها جاءت في غيابه وعادت إلى البرية إذ لم تجده. وحزن كثيراً وصلى إلى اللّـه ألا يحرمه من رؤيتها ولقائها والتحدث إليها،
وفيما كان على هذه الحال إذ به يراها واقفة في الضفة المقابلة، وشاهدها ترسم علامة الصليب على النهر وتعبر ماشية على الماء وكأنها تمشي على اليابسة، فعبرت دون أن تبلل ملابسها… وتناولت القربان المقدس من يده شاكرة الرب الذي أنعم عليها بعد خمس وأربعين سنة لتتحد به بتناول جسده ودمه الأقدسين. وكان زوسيموس قد أحضر معه بعض البقول والبلح وتوسل إليها لتأخذ ذلك معها، فإكراماً له ونزولاً عند لجاجته، أخذت بيدها قليلاً من الترمس مظهرة امتنانها منه. وطلبت إليه أن يعود إليها في العام التالي ليلتقيها في فترة صوم الأربعين في المكان الذي التقيا فيه أول مرة في البرية… ثم ودعته، ورسمت علامة الصليب على النهر وعبرت سائرة على الماء كما جاءت…
وفي العام التالي خرج زوسيموس إلى البرية في صوم الأربعين وجاء إلى المغارة التي لقيها أول مرة فلم يجدها ثم فوجئ بمشاهدتها ساجدة، وقد رفعت يديها إلى السماء، ولما تقدم منها وجدها ميتة… فبكى عليها كثيراً… ووجد أمامها الكلمات الآتية مكتوبة على الرمل: «أبي زوسيموس ادفن جسد الخاطئة المسكينة مريم المصرية وضم التراب إلى التراب أكرماً لربنا يسوع المسيح». فتعجب من ذلك كثيراً خاصة وأنه في اللقاءين السابقين نسي أن يسألها عن اسمها فكُتب الآن اسمها على الرمل فتعزى بذلك. وحاول أن يحفر لها قبراً فلم يقو على ذلك لشيخوخته، فأرسل اللّـه له أسداً حفر قبرها بمخالبه وغاب، فصلى الأنبا زوسيموس على جثمانها الطاهر ودفنها. وكانت سنة 421 وقد بلغت من العمر ستاً وسبعين سنة وقد اكتشف ضريحها بعد أجيال.
وبعد دفنها عاد القديس زوسيموس إلى ديره وأذاع قصة القديسة مريم المصرية سارداً إياها بالتفاصيل كما حكتها هي له.
نطلب شفاعة القديس زوسيما والقديسة مريم المصرية لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.