كاتدرائية القدس مارمرقس الرسول بالبندقية إيطاليا
كاتدرائية القدس مارمرقس الرسول بالبندقية إيطاليا
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
الكاتدرائية البطريركية بازيليكا القديس مرقس (بالإيطالية: Basilica Cattedrale Patriarcale di San Marco) هي كنيسة كاتدرائية تابعة للأبرشية الرومانية الكاثوليكية في مدينة البندقية شمال إيطاليا. هي أشهر كنائس المدينة وإحدى أفضل الأمثلة المعروفة على العمارة البيزنطية. تقع في ميدان سان ماركو (في منطقة سان ماركو) مجاورة ومتصلة بقصر دوجي.
تاريخ الكاتدرائية:
كانت الكاتدرائية أصلاً مصلى لحكام البندقية وليست كاتدرائية المدينة. منذ 1807 أصبحت مقر بطريرك البندقية رئيس أساقفة أبرشية الرومان الكاثوليك في مدينة البندقية. بسبب تصميمها الفاخر والفسيفساء البيزنطية مذهبة ومركزها باعتبارها رمزاً للثروة والسلطة في البندقية فقد عرفت منذ القرن الحادي عشر بلقب شييزا دورو (كنيسة من ذهب).
جسد القديس مرقس الرسول بين الإسكندرية والبندقية:
شهِد القرن التاسع واقعة قيام بعض تجار «البندقية» بسرقة جسد «القديس مَرقس الرسول» من الإسكندرية ونقله إلى البندقية.
ففكر بعض من تجار البندقية الذين كانوا يتَّجرون فى مدينة «الإسكندرية» أن ينقُلوا جسد «القديس مرقس الرسول» من كنيسته بالاسكندرية، فوضعوه خُفيةً فى إحدى السفن وانطلقوا به إلى مدينتهم حيث وُضع فى كاتدرائية كبيرة، فى حين ظل رأس القديس مدفونًا فى «مِصر». ويؤكد لنا المؤرخ «أبو المكارم» تلك الواقعة فيقول:
(لما حصل الخلاف فى الإيمان الأُرثوذكسيّ بمدينة «خلقيدون» سنة 451م،
طلب الملكيون أن تقسم كنائس بينهم وبين القبط: فاختُص الملكيون بالكنيسة التى تحت الأرض والتى أُبقيَ بها جسد الرسول،
واختُص القبط بالكنيسة الأخرى الجنوبية التى نُقل إليها رأس الرسول.
فما كان من الإفرنج إلا أن سرقوا هذا الجسد بوضعه فى عمود مجوف من الرخام؛
ولما وصلوا بغنيمتهم إلى «البندقية»، قابلهم أهلها بفرح عظيم وجعلوا جمهوريتهم الحديثة فى حماية الأسد المَرقسيّ لِما كان لـ«مَرقس الإنجيليّ» من المآثر بـ«إيطاليا»). كذلك يذكر المؤرخ «ابن كبر»: (لم يزَل مدفونًا بالبِيعة الشرقية على شاطئ البحر بـ«الإسكندرية»، إلى أن تحايل بعض الفرنج البنادقة وسرقوا الجسد وتركوا الرأس. وتوجهوا بالجسد إلى «البندقية»؛ وهو بها إلى الآن). وعن تلك الواقعة أيضًا كتب المؤرخ «بتلر»: «… ووراء الباب الشرقيّ دير «القديس مَرقس»،
ويعيش الرهبان فى تلك الكنيسة التى كان فيها مدفنه، ولكن البنادقة أتَوا فى البحر وحملوا جسده إلى جزيرتهم».
عودة جسد القديس مارمرقس للقاهرة بمصر:
ظل جسد «القديس مار مَرقس» فى مدينة «البندقية» حتى عام 1968م حين طلب «القديس البابا كيرلس السادس» (السادس عشَر بعد المئة فى بطاركة الإسكندرية) أن يسترد جسد «مار مَرقس» كاروز الديار المِصرية لمناسبة مرور تسعة عشَر قرنًا على استشهاده، وبناء كاتدرائية على اسم «القديس مَرقس» بـ«دير أنبا رويس» بالعباسية.
وهكذا عاد جسد القديس فى الرابع والعشرين من يونيو 1968م، يصطحبه وفد كنسيُّ، واستقبله فى مطار القاهرة «البابا كيرلس السادس» وبصحبته مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، ولفيف من المطارنة والأساقفة الأقباط والأجانب، مع جمع غفير من المِصريِّين مَسيحيِّين ومسلمين؛ ثم وضع الجسد بفرح عظيم فى مزار خاص أسفل الكاتدرائية المَرقسية الكبرى.
نطلب شفاعة القديس مار مرقس الانجيلى لنا ولكم وللجميع ولمصرنا الحبيبة.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.