صلوات قصيرة قوية من القداس هي عنوان العظة الاسبوعية لقداسة البابا
صلوات قصيرة قوية من القداس هي عنوان العظة الاسبوعية لقداسة البابا
“سلسلة “صلوات قصيرة من القداس” (١٧).. “الشيوخ قوّهم” في اجتماع الأربعاء
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والشهيد مار مينا بمدينة نصر، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول جزءًا من رسالة بطرس الرسول الأولى والأعداد (٥ – ٧)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي: “الشيوخ قوّهم”، وشرح أن مفهوم “الشيوخ” غير مرتبط بالعمر وإنما بما في فكر الإنسان وإحساسه، فالشيخوخة ليست هي تجاعيد الوجه بل تجاعيد العقل، وأن المسيحي دائمًا يتشبه بعمر السيد المسيح الـ ٣٣.
وأعطى قداسة البابا أمثلة عن الشيوخ من الكتاب المقدس ، مثل: سمعان الشيخ وحنة النبية ويوسف النجار ونُعمى في سفر راعوث.
صلوات قصيرة قوية من القداس هي عنوان العظة الاسبوعية لقداسة البابا
كما أوضح قداسته صفات الشيوخ في ثلاثة صفات، هي:
١- كنز للحكمة: هم مخزن للحكمة لأنهم أخذوا من مدرسة الحياة وتعلّموا، “مَا أَجْمَلَ الْقَضَاءَ لِلشِّيْبِ، وَحُسْنَ الْمَشُورَةِ لِلشُّيُوخِ. مَا أَجْمَلَ الْحِكْمَةَ لِلشُّيُوخِ، .. كَثْرَةُ الْخِبْرَةِ إِكْلِيلُ الشُّيُوخِ، وَمَخَافَةُ الرَّبِّ فَخْرُهُمْ” (سي ٢٥: ٦ – ٨).
٢- قلب محب: قلبهم امتلأ بالمحبة، ويسكبون الحب على المحيطين بهم، “وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ، وَأَنَا أَرْفَعُ، وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي” (إش ٤٦: ٤).
٣- يقدمون خدمة باذلة: يستطيعون القيام بالخدمة الباذلة، “إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلًا فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا” (٢تي ١: ٥).
وأشار قداسة البابا إلى عدة مشاهد من الكتاب المقدس، كالتالي:
١- موسى النبي: عندما كان قائدًا وقاضيًا لشعب بني إسرائيل، ونصحه حماه بألا ينفرد بقيادة الشعب ويحمل أحماله الثقيلة، بل أن يجمع إليه شيوخًا من شيوخ إسرائيل فيقفون معه، ويحملون معه أثقال الشعب وينظمون التقاضي بين أفراد الشعب.
٢- عندما جاءت البشارة للسيدة العذراء (صبية) وذهبت مسرعة إلى أليصابات المتقدمة في العمر لتخدمها.
٣- سمعان الشيخ: عندما كان يترجم العهد القديم من العبرية إلى اليونانية، ولم يقتنع بعبارة “هوذا العذراء تحبل”، فظهر له الملاك وجعله يكتبها كما هي وأنه سيرى هذه الآية تتحقق، “أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ” (لو ٢: ٢٨ – ٣٠)، وأبصر المولود ببصيرته الداخلية وقلبه.
وقدم قداسته ثلاث رسائل توضح المسؤولية تجاه الشيوخ، من خلال:
١- رسالة تختص بهم، لأن لهم دور كالتالي:
أ- تحمي الجذور بخبراتك وبالمعرفة التي اختبرتها، لأنك تحمل التقاليد وتُسلّمها، وتنقل الإيمان للصغار والشباب وإظهار المحبة العملية.
ب – العناية بالصغار، وهي وسيلة تعليمية مهمة لكي يفهم الإنسان الحياة.
ج – الخدمة بالكنيسة، مثال الأراخنة، في المساهمة في المصالحات الأسرية أو الأعمال الإدارية داخل الكنيسة وفي المجتمع.
د – خبرات الحياة: كالآباء الذين خبروا الحياة الرهبانية في الأديرة.
٢- رسالة للشباب الموجودين في المجتمع المحيط بالشيوخ:
أ – كُن وفيًّا لهم، “أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ” (مت ١٩: ١٩).
ب – احترمهم جدًّا، “مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ، وَتَخْشَى إِلهَكَ” (لا ١٩: ٣٢).
ج – تعلّم منهم، لأن الشيخ هو تاج على رؤوسنا، “تَاجُ جَمَال: شَيْبَةٌ تُوجَدُ فِي طَرِيقِ الْبِرِّ” (أم ١٦: ٣١).
د – اسمعه جيدًا، لأنه يشعر بسعادة عندما يحكي عن الماضي ويجدك تتفاعل معه، فهذا يُشبعه نفسيًّا.
٣- رسالة للمجتمع:
بتقديم الرعاية بكل صورها سواء الروحية أو الجسدية أو النفسية، مثال إقامة القداسات وتنمية مواهبهم، “وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى” (يوء ٢: ٢٨).