دير الملاك غبريال بجبل النقلون الشهير دير “أبي خشبة”

دير الملاك غبريال بجبل النقلون الشهير دير “أبي خشبة”

اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة

موقع الدير:
يقع دير الملاك غبريال في جبل النقلون الشهير بـ”أبي خشبة” على بعد 16 كم جنوب شرق مدينة الفيوم بمركز إطسا، ويرجع إلى القرن الثالث الميلادى.

سبب التسمية بدير أبى خشبه:

ويعود تسمية دير رئيس الملائكة غبريال بدير الخشبة كما جاء في كتاب السنكسار الحبشى ” توجد خشبة في سقف الكنيسة لها علامة تشير إلى فيضان النيل.. ففى وقت القداس ينقط منها ماء كثير إذ كان في تلك السنة رخاء.. وإذا كان جوع يظهر ماء مثل العرق، وقد ورد نفس هذا الأمر في مخطوط محفوظ بالمتحف القبطى”.
هناك رأى آخر يتبين من خلال التقاليد الخاصة بإيبارشية الفيوم, وهو أن خشبة الصليب المقدس قد قسمت على الكراسى الخمسة أيام الامبراطور قسطنطين. وأن الجزء الخاص بكنيسة مصر نقل في عصر فتح العرب لمصر إلى إيبارشية الفيوم، ووضع بدير الملاك غبريال بجبل النقلون.

الرهبنة بالدير:

وبدأت الحياة الرهبانية بهذا الدير من القرن الرابع الميلادي، ويؤكد هذا أن القديس الأنبا أنطونيوس

ذكر عنه أنه قام بزيارة رهبان برية النقلون مرتين، وهذا ما أكده قداسة البابا الراحل شنودة الثالث.
وكانت الزيارة الأولى في عام 285 م وهذا مُدَوَّن في رسالة الماجستير “وهي عن الرهبنة في مصر” للمتنيح القمص غبريال أمين، والثانية في بداية القرن الرابع الميلادي حيث أسس الرهبنة بجبل النقلون وأقام القديس (ببنوده) أبًا روحيًا للرهبان.
وانشأ الدير الأنبا أور ابن ابراشية ملك الفرس، والدير عامر بالرهبان ومساحته أكثر من ٣٥ فدانا محاطة بسور.
وتشرفت هذه البرية أنه عاش فيها الأنبا صموئيل المعترف لمدة ثلاث سنوات ونصف،

انقطعت الحياة الرهبانية من برية النقلون في القرن العشرين ما يقرب من الخمسين سنة،

لكن عادت الحياة الرهبانية لبرية النقلون في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين على يد صاحب النيافة أنبا ابرآم أسقف الفيوم .

شهرة الدير:

وأخذ الدير أهميته فى الفترة ما بين نهاية القرن الثانى عشر وبداية القرن الخامس عشر

لكن هناك دليل على حدوث حريق مدمر أثناء القرن الثالث عشر الميلادى قضى على معظم معالم الدير

أيضا تم تجديد الدير بالكامل فى عام 1672م بالرغم من وجود كنيستى الملاك ميخائيل والملاك غبريال، ايضا تم تجديد الدير مرة أخرى فى عام 1991م.

كنيسة رئيس الملائكة غبريال:

مكرسة على اسم الملاك غبريال ووالشكل المعمارى للكنيسة يرجح إنه ا تعود للقرن العاشر أو القرن الحادى عشر الميلادى والكنيسة مشيدة من الطوب اللبن على الطراز البازيليكى مستطيلة الشكل،

المدخل الرئيسى للكنيسة يؤدى إلى ردهة وبعدها ممر ضيق ينتهى بباب صغير يفتح على الكنيسة نفسها.
الكنيسة مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتان متماثلتان تتكون كل منهما من ثلاثة أعمدة مستديرة متوجة بتيجان كورنثية والتى فى الغالب ترجع إلى كنيسة أقدم، وكذلك هناك سقف خشبى مزين برسومات هندسية، ومن الواضح أن الكنيسة الحالية تم اعادة بنائها بالكامل خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر الميلادى أو بداية القرن العشرين وربما أن المادة المستخدمة فى البناء مأخوذة من كنيستين أخريتين، تحتوى الكنيسة على ثلاثة هياكل الأوسط مكرس على اسم الملاك غبريال ويأخذ شكل نصف دائرى ومزين بأعمدة صغيرة

الهيكلين الجانبيين احداهما مكرس للقديسة العذراء مريم والآخر للقديس مارجرجس.
الكنيسة مقسمة من الشرق إلى الغرب إلى اربعة قطاعات بواسطة حاجزخشب.
وتشتهر الكنيسة بالرسومات الجدارية التى كانت مغطاة بالجص لقرون عديدة

أيضا تم اكتشافها أثناء عملية ترميم الكنيسة عام 1991م، وهذة الرسومات تنقسم إلى ثلاثة مجموعات المجموعة الاولى توجد فى الممر الخارجى للكنيسة اما المجموعتين الاخرتين فيوجدان فى الرواق الشمالى لها، وهذة الرسومات تعتبر نماذج وأشكال غير عادية للفن القبطى فى القرون الوسطى منفذة بمهارة وهى تقدم العذراء حاملة الطفل يسوع وكذلك الرسل والقديسين مثل الملاك غبريال،القديس مرقوريوس،القديس سيمون والقديس مارجرجس فى شكل منسق ورائع أو فى شكل قوى وساحر للقديسين على أحصنتهم يظهر فروسيتهم.

أجساد شهداء الفيوم بالدير:

وأيضا فى يوليو1991م تم اكتشاف 12 من الاجساد المحفوظة لشهداء الفيوم على بعد 150م جنوب غرب الدير والكنيسة القبطية تعتبرهم شهداء وهم معروفين بشهداء الفيوم

كما أن أجسادهم حاليا محفوظة فى حجرة جانبية من كنيسة الملاك غبريال

داخل الدير ملفوفة فى أقمشة قطيفة حمراء داخل مقصورات زجاجية،

وهذة الاجساد تعود لرهبان وسيدات واطفال تم قتلهم وهم غير معروفين على وجه التحديد وايضا لا نعرف على يد من قتلوا.

نطلب شفاعة الملاك غبريال وشهداء وقديسى الفيوم لمصرنا العزيزة ولنا ولكم وللجميع.
تحيا مصر والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح