البابا كيرلس السادس وصداقته مع الشهيد مار مينا والرئيس جمال عبد الناصر
البابا كيرلس السادس وصداقته مع الشهيد مار مينا والرئيس جمال عبد الناصر
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية الوطنية بعيد ميلاد قداسة البابا كيرلس السادس الارضى فى 2 أغسطس من كل عام .
البابا كيرلس وصداقة القديس مارمينا:
كان يربط بين البابا كيرلس السادس، والقديس مارمينا العجائبى، الذى استشهد فى العصر الرومانى لعدم خضوعه للأوثان وتمسكه بالإيمان، ارتباطًا مذهلًا، ويعد هذا الارتباط حيا وفريدا من نوعه، طبقًا لعلوم العالم المادى الذى نعيش فيه، الارتباط بينهما كان ارتباطًا أذهل الجميع، فكان كل من يذكر البابا كيرلس يذكر مارمينا.
ترجع علاقة البابا كيرلس بمارمينا، منذ طفولته، عندما علم بروايته، كان يتكلم معه ويحاكيه كشخص موجود معه، وعند رهبنته، دعاه الأنبا يؤانس باسم مينا، تيمنًا براهب بار كان من رهبان دير البراموس فحمل عازر«البابا كيرلس»، اسم مينا، وفرح فرحًا عظيمًا، فازداد حب البابا للقديس مارمينا، وعاش يتشبه به، ويتشفع به فى كل صلواته، وعندما أرغم على ترك الطاحونة، شيد كنيسة على اسمه فى مصر القديمة. وشيد دير مار مينا العامر بمريوط بجوار الدير الاثرى القديم.
البابا كيرلس السادس وعلاقته بالرئيس جمال عبدالناصر:
عبر وقتها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل عن العلاقة بين البابا كيرلس والرئيس جمال عبد الناصر فقال: “كانت العلاقات بين الرئيس جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس علاقات ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل، وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر في أي وقت يشاء، وكان البابا كيرلس حريصاً علي تجنب المشاكل، وقد استفاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبد الناصر في حل مشاكل عديدة”.
البابا كيرلس السادس وصداقته مع الشهيد مار مينا والرئيس جمال عبد الناصر
وفي لقاء من اللقاءات العديدة التي تمت بين البابا والرئيس في سنة 1959 م قال البابا: “إني بعون الرب سأعمل علي تعليم أبنائي معرفة الرب وحب الوطن ومعني الأخوة الحقة ليشب الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالرب والحب للوطن.. “فأثني الرئيس جمال عبد الناصر علي وطنية البابا كيرلس ومدي وعيه والتزامه بتربية أولاده علي حب الرب والوطن.
ويوماً سألت مني عبد الناصر المستشار زكي شنودة الذي كان يتمتع بعلاقة قوية مع البابا عندما كانت تعمل في دار المعارف قائلة: “البابا بتاعكم فيه أيه؟”.. فرد المستشار مستفهما وقال: “يعني إيه فيه إيه؟” فقالت مني: “بابا لما يجيله أي رئيس دولة
البابا كيرلس السادس وصداقته مع الشهيد مار مينا والرئيس جمال عبد الناصر
يودعه حتي باب الصالون فقط، ولكنه لما ييجي البابا بتاعكم يودعه حتي باب السيارة ويفضل واقف إلي أن تتحرك السيارة ” ورد المستشار شارحا: “لأنه راجل بسيط وليس له مطالب ولا مطامع ولا يخاف منه في شئ ولا عاوز حاجة، فأبوك كان شاعراً بهذا ولذلك أحبه”.
وتعود قداسة البابا أن يزور الرئيس عبد الناصر في منزله.. وفي زيارة من هذه الزيارات.. جاء إليه أولاده، وكل منهم يحمل حصالته وقفوا أمامه فقال الرئيس لقداسته: “أنا علمت أولادي وفهمتهم إن اللي
يتبرع لكنيسة زي اللي يتبرع لجامع، والأولاد لما عرفوا إنك بتبني كاتدرائية صمموا علي المساهمة فيها، وقالوا حنحوش قرشين، ولما ييجي البابا كيرلس حنقدمهم له، وأرجو لا تكسفهم وخذ منهم تبرعاتهم.
فأخرج البابا كيرلس منديله ووضعه علي حجره وضع أولاد عبد الناصر تبرعاتهم ثم لفها وشكرهم وباركهم.. وكان هذا المبلغ وغيره من المبالغ الصغيرة التي كان الناس يعطونها إليه ثمن أرض دير مارمينا بمريوط.
كلمة البابا شنودة الثالث فى تذكار نياحة البابا كيرلس السادس:
جاء فى كلمة قداسة البابا شنودة الثالث في الذكرى الأولى لنياحة البابا كيرلس السادس
لقد مضى عام على نياحة البابا كيرلس السادس ال 6، ولست أدري كيف مضى هذا العام على الآلاف والملايين من محبيه، الذين لم يكن في استطاعتهم أن ينسوا بركاته كل يوم، والذين كان صعبًا عليهم أن يُحْرَموا من شخصيته ومحبته وصلواته وقداساته. ونحنُ بعد هذا العام نقف لنلقي كلمة وفاء بسيطة، ومهما كانت هذه الكلمة فلا يمكن أن تَفي أو تَرْتَفِع إلى المقام العظيم الذي يجلس فيه البابا كيرلس السادس.
وقال البابا كيرلس السادس رجل لا مثيل له:
كان البابا كيرلس السادس يصلي القداس الإلهي إن البابا كيرلس نَيَّح الله نفسه في فردوس النعيم،
أمضى حوالي 40 عامًا في خدمة الكهنوت. وفي خلال تلك الفترة، حرص في كل يوم أن يقيم القداس الإلهي.
لقد كان يحلو له أن يصلي جميع الصلوات ويترنم بألحان التسبحة ويصلي المزامير، ولا يوجد في تاريخ الكنيسة كله إنسان مثل البابا كيرلس، استطاع أن يقيم مثل كل هذه القداسات. ولقد حاولت أن أُحصي عدد القداسات التي أقامها في حياته، فوجدت أنه قد صلى ما يزيد عن 12,000 قداس (باستثناء الخمس السنين الأخيرة التي مرض فيها). وهذا أمر لم يحدث في تاريخ أي بابا من باباوات الإسكندرية أو العالم أو الرهبان.
وكان يجد تعزية في صلوات القداس ولذة روحية في صلوات التسبحة وكل الذين يعرفونه شاهدوه ينزل من المقر البابوي في الثالثة صباحًا ويصلي صلاة نصف الليل ويرتل التسبحة بنفسه مع المرتلين في الكنيسة، ثم يصلي القداس،
ويخرج في السادسة صباحًا قبل أن يصحو الناس… كان عجيبًا في صلواته، وكانت الصلوات تتبعه في كل مكان.
وقال إن البابا كيرلس السادس تَتَلْمَذ على يد أكبر أستاذ هو القديس ماراسحق السرياني.
البابا كيرلس السادس وصنع المعجزات:
بالإيمان صنع قداسة البابا كيرلس السادس فى حياته وبعد انتقاله للسماء وحتى الآن العديد من المعجزات لكل المصريين وغيرهم.
وقداستة من عمالقة الروحانية , و رائد من رواد صانعى المعجزات مثل شفيعه الشهيد مارمينا , و الحديث عنه يبعث فى النفس الشعور بعظمة عمل إلهنا القدوس فى الكنيسة . صلواته تسندنا ليكون لنا نصيبا معه فى المجد .
” صلاة الإيمان تشفى المريض “.
انتقاله للفردوس:
في يوم وفاته استقبل عدداً من أبنائه وعند خروج آخر واحد وكان كاهناً – رفع الصليب وقال «الرب يدبر أموركم» ودخل قلايته واستودع روحه بيد الله الذي خدمه في 9 مارس 1971، ودفن تحت مذبح الكاتدرائية التي أنشأها، وفي 15 هاتور 1677 ش الموافق 25 نوفمبر 1972 م تم نقل جسده في احتفال مهيب إلى دير الشهيد مارمينا بمريوط حسب وصيته ليكون بجوار شفيعه مارمينا. و في يوم الخميس الموافق 20 يونيو 2013 م، اجتمع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، وتم الاعتراف بقدسية البابا كيرلس السادس، وذلك بعد مرور 43 عاماً على وفاته، وبناء على هذا القرار يمكن بناء الكنائس على اسمه، بالإضافة إلى إمكانيه ذكره في مجمع القديسين الموجود في كلا من الخولاجي المقدس (كتاب صلوات القداس الإلهي) و الأبصلمودية المقدسة (كتاب التسبحة).
نطلب شفاعته لمصرنا العزيزة وليحل السلام فى العالم.
تحيا مصر والمصريين الشرفاء
والله ولى التوفيق والنجاح.