تطوير منطقة جبل السلسة باسوان وادراجها ضمن الخريطة السياحية
تطوير منطقة جبل السلسة باسوان وادراجها ضمن الخريطة السياحية
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
انشاء مرسى نهرى بالمنطقة:
أعلنت إدارة تفتيش آثار السلسلة في محافظة أسوان، عن تطوير منطقة آثار السلسلة وتضمينها في الخريطة السياحية للمحافظة.
وأوضحت الإدارة أنه بعد دراسة معهد بحوث النيل، وتخطيط وإعداد مقترحات التطوير والمطالبات لمدة 4 سنوات، بهدف إنشاء مرسى نهري يستوعب أكبر عدد من الدهبيات والبواخر السياحية، تم البدأ في إنشاء تكاسي حماية لمسافة تقريبية تصل إلى 170 مترًا، كامتداد للتاكسي القديم، تمهيدًا للبدء في أعمال المرسى بالاضافة إلى وضع المقاييس الفنية والمالية تمهيدًا للتنفيذ.
فكرة عامه عن جبل السلسلة باسوان:
جبل السلسلة تقع على بعد 65كم إلى شمال أسوان، حيث يضيق نهر النيل فتصبح كل ضفة جرفا شديد الانحدار، وهناك كانت محاجر لقدماء المصريين استمرت منذ الأسرة الثامنة عشر وحتى عصور مصر اليونانية والرومانية.
واليوم هي إحدى قرى مركز كوم أمبو التابع لمحافظة أسوان في مصر.
يبلغ التعداد السكاني للقرية 22.000 نسمة في عام 2005.
يحدها من الجنوب قرية دابود ومن الشمال قرية الدكة ومن الشرق قرية السلسلة بحري ومن الغرب أراضي زراعية إلى النيل وتتميز القرية بزراعة قصب السكر وبعض الزراعات الأخرى مثل القمح والسمسم والخضروات وبها مدارس ابتدائية وإعدادية.
تعد منطقة السلسلة بمحافظة أسوان، واحدة من أهم المناطق الأثرية للمصرى القديم، نظرًا لكونها منطقة المحاجر التى بنيت منها جميع المعابد فى الدولة الفرعونية القديمة والحديثة، بالإضافة إلى كونها أيضًا ورشة عمل لبناء المقاصير الفرعونية والمسلات ونقلها إلى مواقعها المختلفة.
100 كيلو متر طولًا، وعرضها كيلو متر تقريبًا.
تحتوى المنطقة على 104 محاجر، 52 محجرًا بالبر الشرقى، و52 محجرًا بالبر الغربى.
سبب التسمية بجبل السلسلة:
كان الاسم المصرى القديم لجبل السلسلة هو “خنو” أو “خنى”، ويبدوا واضحًا مكتوبًا على صخور المنطقة وخاصة المدخل الرئيسى الأوسط لمقصورة الملك “حور محب”، وترجم هذا الاسم فى اللغة القبطية إلى “الحاجز” وتحور إلى “خلخل” وهو الذى يعنى الحاجز أو السور الحجرى، وفى العصر الرومانى تحور الاسم إلى “سِلسل”، والذى تحرف فى العربية إلى “سلسلة”، وأضيف أمامه كلمة “جبل” نظرًا لطبيعة المكان الجبلية.
الأهمية التاريخية والاثارية لتلك المنطقة:
برزت الاهمية التاريخية والاثارية لمنطقة جبل السلسلة، باعتبارها منطقة محاجر يجلب منها الأحجار التى يشيد منه المعابد الفرعونية والشواهد الأثرية باعتبارها ورشة عمل لبناء القطع الأثرية ونقلها إلى موقعها الذى ستخلد فيه، ويتضح بالمنطقة آثار ضرب الأزاميل وشكلها القديم، ومع مرور الوقت تبين أنها منطقة مقدسة منذ العصر الحجرى قبل 7 آلاف سنة، وامتدت عبر العصور.
تطوير منطقة جبل السلسة باسوان وادراجها ضمن الخريطة السياحية
تشير البقايا الأثرية والنصوص المكتوبة أن منطقة جبل السلسلة كانت تستخدم من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر القبطي،
فقد وجدت أدلة من العصر الحجري القديم الأعلى، وعلي الضفة الشرقية وجدت جبانة تؤرخ بعصور ما قبل الأسرات ووجدت لوحات صخرية من نفس العصر تصور أناس ومراكب وحيوانات وطيور.
يوجد علي الضفة الشرقية لوحة تؤرخ عصر أمنحتب الرابع، وتسجل نشاطات حدثت في عهد هذا الملك في المحجر،
ومن أهم الآثار الموجودة في جبل السلسلة هي المقاصير الصخرية للملك «حورمحب»،
والتي توجد في النهاية الشمالية الغربية للسلسلة، وتتكون المقاصير من واجهة ذات أربعة أعمدة يليها مقصورة ذات “نيش” في الناحية الخلفية وبها سبعة تماثيل وهي لـ«آمون وموت وخونسو وسوبك وتاورت وتحوت وحورمحب» ويوجد مناظر لآلهة والهات بالمقصورة يبلغ عددها 75 منظر لآله والهة، وقد أضاف بعض الملوك لهذه المقاصير مثل رمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني ورمسيس الثالث وصوروا على الجدران مع عائلاتهم والأمراء.
وهناك بقايا معبد لنفس الملك على بعد 350 كم إلى الشمال ويتكون من بلوكات منقوشة وقطع من أعمدة والجزء العلوي من لوحة تصور الملك يقدم قرابين إلى «أوزوريس وايزيس» وجزء من سور من الطوب اللبن،
واختفت البقايا بسبب نشاط المحاجر الحديث فيما عدا بعض القطع.
معبد خني:
تم إعادة اكتشاف معبد خني وهو عبارة عن بقايا أساسات وكتل أرضية وخني هو الاسم القديم لجبل السلسلة ويعني ” مكان التجديف ” وهو يدل على أنه مكان عبادة وليس محجر فقط، وحتى الآن لا يعرف لمن اهدي المعبد ولكن هناك مؤشرات إلى أنه قد يكون قد اهدي إلى “سوبك”، وقد وصف هذا المعبد علي انه معبد مهدم من عصر الرعامسة وقد رسمه ريتشارد لبسيوس وقد سجل ما بين عامي 1906 و 1925 ويظهر المعبد بان أرضيته على أربعة طبقات وعثر علي قطعتين ملونتين من الحجر الرملي تشير إلى أن سقف المعبد كان به رسوم فلكية ،
وإعادة اكتشافه كانت منذ عام 2012 بواسطة بعثة سويدية برئاسة ماريا نلسون في “مشروع مسح جبل السلسلة “.
خلاصة القول:
أن منطقة جبل السلسلة بمحافظة أسوان تستحق التطوير لكى تضاف على الخريطة السياحية بمصر نظرا لاهميتها التاريخية والاثارية.
تحيا مصر والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح.