التعلم النشط ودورة فى جعل مدارسنا جاذبة ومتميزة
التعلم النشط ودورة فى جعل مدارسنا جاذبة ومتميزة
اعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
امين لجنة قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات الحكومية
كما سبق القول هناك أنواع مختلفة ومتنوعة من التعلم للمتعلمين بكل مراحل التعليم. وخاصة فى القرن ال ٢١ عصر التحول الرقمى والعولمة والانترنت وتكنولوجيا التعليم. وايضا بسبب النقد الموجهه للتعلم النمطى أو التقليدي المعتمد على الحفظ والاستظهار، وجعل المتعلم متلقى سلبى.
يكاد يجزم الفاعلون التربويون جميعهم على كون استراتيجيات وطرق التدريس التي تسعى إلى أشراك المتعلم في تعلمه هي الأكثر نجاعة، وهي التي تخلق تعلما حقيقيا، عكس نظيرتها التقليدية التي يزداد مُنتقدوها يوما بعد يوم.
وعموما، لا يمكننا الجزم بكون طرق التعليم التقليدية أصبحت متجاوزة أو غير مفيدة، كما لا يمكن بأي حال تبخيسها. فعلا، قد تكون قاصرة، لكن وقتَ وضعِها جانبا على الرف لم يحن بعد.
ولتجاوز مكامن ضعف هذه الطرق التقليدية اجتهد المنظرون والممارسون في الحقل التربوي وأبدعوا طرقا وأساليب واستراتيجيات أكثر تقدما وفاعلية وإنتاجية، ومنها التعلم النشط الذي سنحاول الإحاطة به في هذا المقالة.
المسرح المدرسى ودورة الفاعل :
مبادرة مقدمة من وزارة التربية والتعليم لـ “إحياء المسرح المدرسي والفنون بالمدارس المصرية” بالتعاون مع مجموعة قنوات مدرستنا والشريك الإعلامي “المتحدة للخدمات الإعلامية”.
وهدفنا:
– إعادة تنشيط دور المسرح المدرسي في اكتشاف مواهب جديدة من أبنائنا الطلبة.
– إعادة بث الروح الفنيّة في المدارس وتنميتها لخلق جيل مثقف علميًا وفنيًا وأدبيًا.
– تقديم فرصة لـصغار: المؤلفين، الكُتاب، والفنانين، في المدارس ليكونوا رواد الفن في المستقبل.
– التغلب على المعوقات التي واجهت المسرح المدرسي، وتقديم فرص فنية تكنولوجية، لتقديم ثقافة فنية تواكب التطور العصري
وهذا يقودنا إلى مفهوم التعلم النشط والمدرسة الجاذبة الفاعلة المتميزة التى أوصى بها المؤتمر القومى الاول للجنة قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات الحكومية فى شهر ديسمبر 2022.
تعريف التعلم النشط:
التعلم النشط Active learning فلسفة تعليمية تربوية تهدف إلى تفعيل دور المتعلم وجعله -أي المتعلم- محوريا في العملية التعليمية التعلمية وتسعى إلى الانتقال بالمتعلم من حالة المتلقي السلبي (كما هو الحال في طريقة المحاضرة) إلى إيجابية المتعلم وفاعليته في المواقف التعليمية (كما هو الحال في استراتيجيات التعلم النشط)، وذلك باستهداف مهارات التفكير العليا بالدرجة الأولى كالتحليل والتركيب والتقويم، اعتمادا على مواقف تعليمية وأنشطة مختلفة تستلزم البحث والتجريب والعمل والتعلم الذاتي أو الجماعي أيضا… لاكتساب المهارات والحصول على المعلومات وتكوين الاتجاهات والقيم.
و هي كلها أمور تستلزم:
– المشاركة الفاعلة والإيجابيّة للمتعلم في مختلف المواقف التعلمية.
– إلقاء مسؤولية التعلم على الطالب أو المتعلم.
– الخروج من إطار التعليم التقليدي والانفتاح على الجديد.
– اعتماد المتعلم على نفسه في اكتساب المهارات والحصول على المعلومات (وحل المشاكل بصفة عامة) دون اللجوء إلى أساليب كلاسيكية كالحفظ.
– تنمية قدرات المتعلم التفكيرية ليستطيع حل مشاكله بنفسه.
لماذا التعلم النشط ؟
– هو محاولة للقطع مع التلقين والحفظ والطرق التقليدية عامة، حيث يقدم المعلم المعارف و يكتفي المتعلمون بالاستماع.
– يعتمد بالدرجة الأولى على تنمية التفكير وإكساب المتعلمين القدرة على حل المشكلات.
– يُشجع العمل الجماعي والتعلم التعاوني .
– يراعي تنويع مصادر التعلم.
– يزيد فرص التواصل بين المعلّم والمتعلمين.
– يحفز المتعلمين على التفكير فيما هم بصدد تعلمه.
فلسفة ومبادئ التعلم النشط:
تتلخص هذه الفلسفة في جعل المتعلم في قلب العملية التعلِيمية التعلُّمية، بنقل بؤرة الاهتمام إليه المتعلم وجعله محور هذه العملية، وذلك بجعل التعلم:
– ينطلق من استعدادات المتعلم وقدراته.
– مرتبطا بحياة المتعلم واهتماماته واحتياجاته.
– قائما على تفاعل المتعلم مع بيئته ومحيطه.
– يحدث في أماكن أخرى غير الفصل الدراسي مثل البيت أو النادي أو أي مكان ينشط فيه المتعلم.
إيجابيات التعلم النشط:
للتعلم النشط وَقْعٌ إيجابيٌ على العمليةِ التعلمية التعليمية، يمكن اختصاره في:
– تشجيع التفاعل بين المتعلمين بعضهم البعض، وبينهم وبين معلمهم، سواء داخل الفصول الدراسية أو خارجها.
– تشجيع التعاون والعمل الجماعي.
– تقديم تغذية راجعة سريعة وفورية، ومتابعة مستمرة للمتعلمين بهدف التدخل في الوقت المناسب.
– توفير الوقت الكافي للتعلم.
– مُناسب لتوظيف الذكاءات المتعددة.
أُسُس التعلم النشط:
هي أسس وأركان لا يقوم إلا بها وأهمها:
_ توظيف استراتيجيات التدريس (النَّشِطَة) المتركزة حول المتعلم .
– إشراك الطلاب في تحديد الأهداف التعليمية ونُظم العمل وقواعده .
– إتاحة الفرصة لكل طالب للتعلم حسب سرعته الذاتية (الفارقية) .
– الحرص على توفير أجواء المتعة والمرح و الطمأنينة أثناء التعلم.
– تنويع مصادر التعلم وأدواته ووسائله.
– الاعتماد بالدرجة الأولى على التقويم الذاتي وتقويم الأقران.
– تعويد الطلاب على الإدارة الذاتية (الاعتماد على النفس واتخاذ القرار).
– تقديم المساعدة للطلاب متى احتاجوا إليها (المتابعة).
– مساعدة الطالب اكتشاف مكامن القوة في شخصيته وعمله.
أبرز فوائد التعلم النشط:
زيادة على ما يمكن أن نسميه فوائد بديهية (وتلقائية) كإتاحته الفرص للمتعلمين للمشاركة وطرح الأفكار والمناقشة والحوار وقضائه (إلى حد بعيد) على مشاكل من قبيل السرحان والنوم والشغب، فإن للتعلم النشط فوائد كثيرة لعل أهمها:
– تعويد المتعلمين على البحث والنقد والتعلم الذاتي وطرق الحصول على المعرفة (تَعلُّم التعلمِ).
– يوفر اتباع التعلم النشط تعزيزات كافية للطلاب تساهم في فهمهم للمعارف الجديدة .
– خلال التعلم النشط يصل المتعلمون إلى حلول ذات معنى مألوفة لديهم.
– غالبا ما يعطي المتعلمون أهمية بالغة للمَهمة أو الأعمال التي ينجزونها بأنفسهم (سواء فرديا أو جماعيا) و هو ما يجعلهم يركزون معها ويعيرونها انتباها يساهم في الوصول إلى نتائج طيبة.
– يجبر التعلم النشط الطلاب على استرجاع واستعمال معلومات متعددة تتعلق بموضوعات مختلفة، (كما في المواقف الحياتية الحقيقية).
عوائق قد تعترض التعلم النشط فى مدارسنا وجامعاتنا:
يمكن تلخيصها في:
– اكتظاظ الفصول الدراسية وقاعات الدراسة.
– عدم قدرة المتعلمين (بعضهم أو كلهم) على استخدام مهارات التفكير العليا.
– قِصر المدة المخصصة للحصة الدراسية .
– عدم مسايرة المنهاج لاستراتيجيات التعلم النشط، بتركيزه على اكتساب المعلومات والمهارات والقيم والاتجاهات و المبادئ، دون الاهتمام بالقدرة على التحليل والتركيب وتنمية المهارات العقلية لدى المتعلم.
– مشاركة ضعيفة للمتعلمين (دون المستوى المتوقع).
– عدم توفر الأدوات والتجهيزات والوسائل التعليمية والأجهزة المساعدة…
– الشغب وعدم الانضباط وفقدان التحكم في الفصل الدراسي (فوضى مصحوبة بكثرة الأحاديث الجانبية) .
– عدم استعداد بعص المعلمين لتجريب الجديد، والعمل به.
– عدم التوفق في إدارة المناقشات.
– قلق وعدم ارتياح لدى بعض المعلمين في تطبيق التعلم النشط، قد يكون راجعا للخوف من نقد الآخرين لكسرهم للطرق المألوفة في التدريس والتعليم، وقد يكون راجعا لقلة الحوافز الضرورية والمشجعة على التغيير، أو غيرها من الأسباب.
التعلم النشط ودورة فى جعل مدارسنا جاذبة ومتميزة
خلاصة القول:
التعلم النشط نشجعه لأنه تغير فى الاتجاة التقليدي للتعليم وتحقق بعض أهداف مؤتمرنا القومى الاول للجنة قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات الحكومية للشراكة بين المدرسة ومؤسسات المجتمع الآخرى ولتحقيق أهداف تربوية واجتماعية وعلمية متنوعة.
التعلم النشط نوعا حديثا ولكنه يستخدم بقلة فى بعض مدارسنا وجامعاتنا وذلك للأسباب التى تم ذكرها فى المقالة ومنها ازدحام الفصول وقاعات الدراسة وقلة توفير الوسائل التعليمية والتكنولوجية أيضا.
ولكن يجب على وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى ، ووزارة التعليم العالى توفير الامكانات اللازمة بالإضافة إلى تأهيل المعلمين والطلاب واعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم على مبادى التعلم النشط واستراتيجياته وغير ذلك.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع.
والله ولى التوفيق