انبثاق النور المقدس فى سبت النور بالقبر المقدس باورشليم القدس سنويا
انبثاق النور المقدس فى سبت النور بالقبر المقدس باورشليم القدس سنويا
إعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق لخدمة المجتمع وتنمية البيئة
سبت النور أو السبت المقدس (باللاتينية:sabbatum sanctum) ويعرف أيضًا بسبت الفرح وأحيانا بالسبت الأسود وهو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح.
موعد الاحتفال:
تقليديًا يتم الإحتفال حوالي الساعة 11 مساءً من ليلة سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح السبت، ويبدأ الإحتفال بعيد القيامة بصلاة تسبحة العيد عصر السبت ثم باكر عيد القيامة مع حلول الظلام وأخيرا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة. بعض الكنائس تحبذ الإحتفال بعيد القيامة في صباح الأحد وليس في ليلة السبت هذا يحصل في الكنائس البروتستانتية، حيث ان النساء ذهبوا إلى قبر المسيح في فجر الأحد وكان المسيح قد قام، ويٌقام هذا الاحتفال عادةً في ساحة كنيسة القيامة بالقدس.
الزوار للقبر المقدس:
في مدينة القدس تزدحم كنيسة القيامة بعدد كبير من الزوار من كافة الجنسيات (اليونانية، الروسية، الرومانية، الاقباط، السريان)، بالإضافة إلى المسيحين العرب القاطنين في فلسطين التاريخية، بإنتظار انبثاق النور المقدس وغيرهم من شعوب العالم .
حسب المعتقدات المسيحية متى و اين تحدث اعجوبة “النار المقدسة” سنويا ؟
هذه الاعجوبة التي تبهج و تقوي ارواح المسيحين، تحدث في كنيسة القيامة المقدسة في مدينة القدس. الاعجوبة تحدث كل سنة في عيد الفصح طبقا للتقويم الشرقي الاورثوذكسي ( التقويم القبطى اى المصرى القديم ).
هذه الاعجوبة تحدث سنويا في الربيع بعد الفصح اليهودي. الفصح الاورثوذكسي يختلف عن الكنائس الكاثوليكية و البروستناتية ،اعتمادا على حساب مختلف.
اعجوبة انبثاق النورالمقدس من القبر المقدس تحدث سنويا في نفس الوقت و المكان منذ قيامة المسيح، في كنيسة القيامة اقدس مكان في العالم كله للمسيحين وغيرهم، حيث صلب المسيح ومات بالجسد ودفن و قام من القبر المقدس في اليوم الثالث ساحقا قوة الجحيم.
الاحتفال بانبثاق النور المقدس:
تزدحم الكنيسة بعدد كبير جدا من زوار كنيسة القيامة المقدسة، من كافة الجنسيات (اليونانية، الروسية، الرومانية، الاقباط، السريان،………)، بالاضافة الى المسيحين العرب القاطنين في الارض المقدسة، منذ يوم الجمعة المقدسة بانتظار انبثاق النور المقدس.
وابتدا من يوم السبت العظيم المقدس “سبت النور”.منذ الساعة الحادية العشر صباحا، يبدا المسيحيون العرب بالترنيم باصوات عالية مسبحين،حيث تعود هذه العادة الى ايام الحكم الاسلامي حيث مُنع المسيحيون من اداء الصلاوات الا داخل الكنائس.
ولكننا مسيحيون و سنبقى كذلك الى الابد….. امين و تدق فرق الكشافة الطبول و يكون احتفال عظيم، ثم يمر بين هذه الجموع السلطات الحاكمة، التي تكون مهمتها تفتيش القبر المقدس و الحفاظ على النظام.
كيف ينبثق النور المقدس من قبر المسيح ؟
البطريرك الارثوذكسى المسموح على يديه ظهور النور المقدس
ا ريد ان اورد كلام البطريرك الاورثوذكسي ذيذوروس الذي يقول: “اركع امام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى ،واواصل الصلاة بخوف وتقوى، و هي صلاة كانت وماتزال تتلى،و عندها تحدث اعجوبة انبثاق النور المقدس ( النار المقدسة) من داخل الحجر المقدس الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر.
ويكون هذا النور المقدس ذو لون ازرق و من ثم يتغير الى عدة الوان، وهذا لايمكن تفسيره في حدود العلم البشري، لان انبثاقه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، و يظهر كانه غيمة رطبة ولكنه نور مقدس.
ظهور النور المقدس يكون سنويا باشكال مختلفة، فانه مراراً يملا الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس.
و اهم صفات النور المقدس انه لا يحرق، و قد استلمت هذا النور المقدس ستة عشرة سنة، لم تحرق لحيتي. و انه يظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي احملها،
ومن ثم اخرج و اعطي النور المقدس لبطريرك الارمن و الاقباط والسريان،وجميع الحاضرين”.
النور المقدس يضيء بعض شموع المؤمنين الاتقياء بنفسه، و يضيء القناديل العالية المطفئة امام جميع الحاضرين.
يطير هذا النور المقدس كالحمامة الى كافة ارجاء الكنيسة، و يدخل الكنائس الصغيرة مضيئا كل القناديل.
صفات النور المقدس:
ا ريد ان اضع صفات النور المقدس ضمن النقاط الاتية:
أ)لايحرق اي جزء من الجسم اذا وقع عليه،و هذابرهان على الوهية المصدروانه له صفات فوق الطبيعة.
ب) ينبثق بتضرعات البطريرك الاورثوذكسي.
ج)يضيء شموع بعض المؤمنين بنفسه، و ينتقل من جهة الى اخرى ليضيء القناديل في الكنيسة المقدسة.
و يقول الكثيرون انهم تغيروا بعد حضور هذة العجيبة المقدسة.
متى ظهر اول وصف لهذه العجيبة؟
اول كتابة عن انبثاق النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في اوائل القرن الرابع،و المؤلفون يذكرون عن حوادث انبثاق النور في اوائل القرن الميلادي الاول،نجد هذا في مؤلفات القديس يوحنا الدمشقي و القديس غريغوريوس النيصي. و يرويان: كيف ان الرسول بطرس راى النور المقدس في كنيسة القيامة ،و ذلك بعد قيامة المسيح بسنة (سنة 34 ميلادي).
و رئيس دير روسي يدعى دنيال يروي في مذكراته التي كتبت ما بين سنة 1106_ 1107عن و صف دقيق لهذه العجيبة، للذي شاهده اثناء و جوده في القدس، و يصف ذلك:
“ان ا لبطريرك
الاورثوذكسي يدخل الى الكنيسة حاملا شمعتين، فيركع امام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدا بالصلاة بكل تقوى و حرارة فينبثق النور المقدس من داخل الحجر بطيف ازرق(لون ازرق)،و يضيء شمعتي البطريرك، و من ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين.و يرافق هذا الاعجوبة التي تحدث سنويا احتفالات ليتورجية قديمة ترجع الى القرن الرابع.
الطوائف غير الاورثوذكسية حاولت ان ينبثق النور المقدس في اعيادها على ايدي بطاركتها، و لكن دون فائدة على الاطلاق.
وساسرد لكم محاولات معروفة تاريخيا:
1) في القرن الثاني عشر قام كهنة من الكنيسة الرومانية الاتينية بطرد البطريرك الاورثوذكسي، والصلاة من اجل انبثاق النورالمقدس ،ولكن لم ينبثق النور على ايديهم،لان الله عاقبهم.
2) الاعجوبة المثلى حدثت في سنة 1579 مع الارمن، اذ قام الارمن بدفع المال للاتراك ليوافقوا على دخول البطريرك الارمني للقبر المقدس حتى ينبثق النور، و اثناء ذلك كان البطريرك الاورثوذكسي واقفا حزينا مع رعيته عند الباب قرب العمود الذي انشق من الوسط و انبثق منه النور المقدس،وذلك كما تشاهدون في بعض الصور.
و راى ذلك مؤذن مسلم كان قريبا،فترك الدين الاسلامي وتبع الدين المسيحي. وهناك ايضا رجل عسكر تركي شاهد هذه الاعجوبة اذ كان واقفا على بناية بالقرب من بوابة كنيسة القيامة ،فصرخ باعلى صوته: ان المسيح هو الله و رمى نفسه من علو 10 امتار،و لم يحدث له شيء من الضرر وطبعت اثار اقدامه على الحجارة التي صارت تحته لينة كالشمع،وهي شاهدة على هذه الاعجوبة على الرغم من محاولة الاتراك لمحيها، ولم يستطيعوا، فقاموا بحرق هذا الشهيد بالقرب من بوابة كنيسة القيامة في القدس،ثم جمع اليونانيون عظامه ووضعوها في دير بناجيا ،وبقيت عظامه حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وهي تنشر رائحة طيبة.
وهذه الحادثة حدثت في عهد السلطان مراد الخامس،و في عهد البطريرك صفرونيوس الخامس.
ومازال العمود مع الشق الاذي فيه شاهدا على هذة الاعجوبة الى يومنا هذا. و يقوم الزوار الاورثوذكس بتقبيل هذا العمود عند دخول كنيسة القيامة المقدسة.
المسلمون الذين ينكرون صلب المسيح و قيامته
المسلمون الذين ينكرون صلب المسيح و قيامته،وضعوا موانع في طريق هذه المعجزة،
هناك مؤرخ معروف عند المسلمين يدعى البيروني اخبر ان حاكما مسلما وضع فتائل مصنوعة من النحاس بدا الفتائل التي تشتعل لافشال المعجزة، ولكن عند انبثاق النور المقدس اضيئت اسلاك النحاس ،مجدا للثالوث القدوس.امين
و هناك ايضا مؤرخ انجليزي يدعى”جوتير فينوسيف” وصف ماحدث في سنة 1187.
حيث احب السلطان صلاح الدين ان يحضر هذا الاحتفال الديني (انبثاق النور المقدس)
مع انه غير مسيحي، و في ذلك الوقت نزل النور المقدس من الاعلى على حين غفلة.
و لكن مساعدي صلاح الدين “القائد المسلم” قالوا بان ا لنور المقدس نزل بواسطة اصطناعية،
و عندها اطفىء القنديل لكنه اضاء ثانية،و لكن صلاح الدين اطفىء القنديل مرة اخرى ولكنه اضاء ايضا و عندها صرخ قائلا:
“نعم، ساموت قريبا او انني ساخسر القدس”.
لما ذا هذه الاعجوبة غيرمعروفة في بلاد الغرب الاوروبي؟
ان البروستانت لا يؤمنون بالاعاجيب. و لكن الكنيسة الكاثوليكية تؤمن بتقليدها بالاعاجيب، ولكن هذه الاعجوبة غير معروفة لان هناك سياسة كنسية.و لذلك فان الاحتفال يجري سنويا بدون مشاركة كاثوليكية رسمية.
صحة واصلة هذه الاعجوبة:
كثير من الناس يدعون ان هذه الاعجوبة هي خدعة يستعملها الاورثوذكس للدعاية لهم، و يعتقدون ان البطريرك يقتني اداة للاضاءة داخل القبر المقدس.و لكن تفتيش السلطات الحاكمة(غير المسيحية اليهودية)، اثبت عكس الادعاء. ونحن نؤمن بهذه الاعجوبة المقدسة التي يقوي بواسطتها الهنا وربنا “يسوع المسيح له المجد”المؤمنين به و بقيامته الى الابد. امين
اللذان قاما بالترجمة :الاخ ابراهيم جورج طنوس و الأخت بيرتا جريس بطرس، و هي معلمة للتربية المسيحية، و اللغة العربية ،والتي سندرج شهادتها في ما يلي : وبها تقول : ” عندما كنت معلمة في مدرسة العيزرية (المدرسة الروسية الاورثوذكسية، إصطحبني الارشمندريت ثيوذوسي ،إذ كان رئيسا على الد ير اليوناني الاورثوذكسي في العيزرية (مدينة قريبة من القدس ) ،وعندما وصلنا الى كنيسة القيامة حيث القبر المقدس وقفنا، و انتظرنا حتى بدأ الاحتفال ،وبعدها رايت بعيناي أنبثاق النور المقدس من ثقوب الجدران المحيطة، حيث وضع جسد المسيح، وايضا شاهدت شموع المؤمنين المنتظرين تضيء وحدها ،ولن انسى مدة عمري هذا الاختبار ،و كم فرحت لهذا المنظر العجيب “.
وهناك معجرة اخرى حدثت مع و فى ايام حكم ابراهيم باشا ابن محمد على ودونت فى سنكسار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
حادثة النور في القدس الشريف
مكتوب في سيرة حياة القديس القبطي الأنبا صرابامون أبو طرحة تحت “حادثة النور في القدس الشريف فقد حدث أن الأمير إبراهيم باشا نجل محمد علي باشا بعد أن فتح بيت المقدس والشام سنة 1832 م أنه دعا البابا بطرس السابع لزيارة القدس الشريف ومباشرة خدمة ظهور النور في يوم سبت الفرح من قبر السيد المسيح بأورشليم كما يفعل بطاركة الروم في كل سنة، فلبي البابا الدعوة ولما وصل فلسطين قوبل بكل حفاوة وإكرام ودخل مدينة القدس بموكب كبير واحتفال فخم اشترك فيه الوالي والحكام ورؤساء الطوائف المسيحية.
ولما رأي بحكمته أن انفراده بالخدمة علي القبر المقدس يترتب عليه عداوة بين القبط والروم اعتذر للباشا لإعفائه من هذه الخدمة
. فطلب إليه أن يشترك مع بطريرك الروم – علي أن يكون هو ثالثهم لأنه كان يرتاب في حقيقة النور. وفي يوم سبت النور غصت كنيسة القيامة بالجماهير حتى ضاقت بالمصلين فأمر الباشا بإخراج الشعب خارجا بالفناء الكبير. ولما حان وقت الصلاة دخل البطريركان مع الباشا إلى القبر المقدس وبدأت الصلاة المعتادة. وفي الوقت المعين انبثق النور من القبر بحالة ارتعب منها الباشا وصار في حالة ذهول فأسعفه البابا بطرس حتى أفاق. أما الشعب الذي في الخارج فكانوا أسعد حظا ممن كانوا بداخل الكنيسة فان أحد أعمدة باب القيامة الغربي انشق وظهر لهم منه النور، وقد زادت هذه الحادثة مركز البابا بطرس هيبة واحتراما لدي الباشا وقام قداسته بإصلاحات كبيرة في كنيسة القيامة.
و هذه صورة المعجزة، صورة العمود المشقوق الموجود بكنسية القيامة حتى اليوم.
تحيا مصر والمصريين الشرفاء.
والله ولى التوفيق والنجاح