نياحة القديس كيرلس عمود الدين البابا الـ24 من باباوات الأسكندرية

نياحة القديس كيرلس عمود الدين البابا الـ24 من باباوات الأسكندرية
إعداد
ا د نادى كمال عزيز جرجس
نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق
في اليوم الثالث من شهر ابيب من سنة 160 ش. (27 يونية سنة 444 م.)
تنيح الأب العظيم عمود الدين ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية القديس كيرلس الأول البابا الإسكندري والبطريرك الرابع والعشرون.
اصله:
كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 وتربي عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي والأيمان الأرثوذكسي القويم وبعد أن نال القسط الوافر من هذه العلوم.
ذهابه إلى دير القديس ابومقار الكبير:
أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك علي يد شيخ فاضل اسمه صرابامون وقرأ له سائر الكتب الكنسية وأقوال الآباء الأطهار وروض عقله بممارسة أعمال التقوى الفضيلة مدة من الزمان.
أرسله خاله إلى إلى الأب سرابيون الأسقف:
ثم بعد أن قضي في البرية خمس سنوات أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف الفاضل فازداد حكمة وعلما وتدرب علي التقوى والفضيلة.
عودته إلى الاسكندرية:
وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية ففرح به خاله كثيرا ورسمه شماسا وعينه واعظا في الكنيسة الكاتدرائية وجعله كاتبا له فكان إذا وعظ كيرلس تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره ومنذ ذلك الحين اشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره في تعليمه.
رسامته بطريركا بعد نياحة خاله:
ولما تنيح خاله البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش. (15 أكتوبر سنة 412 م.) أجلسوا هذا الأب خلفه في 20 بابه سنة 128 ش. (17 أكتوبر سنة 412 م.) فاستضاءت الكنيسة بعلومه ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي وبدأ يرد علي مفتريات الإمبراطور يوليانوس الكافر في مصنفاته العشرة التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيين بزعم أنها هدمت أركان الدين المسيحي. فقام البابا كيرلس بتفنيدها بأدلته الساطعة وبراهينه القاطعة وأقواله المقنعة .
مقاومته للبدع:
وطفق يقاوم أصحاب البدع حتى تمكن من قفل كنائسهم والاستيلاء علي أوانيها ثم أمر بطرد اليهود من الإسكندرية فقام قتال وشغب بين اليهود والنصارى وتسبب عن ذلك اتساع النزاع بين الوالي وهذا القديس العظيم الذي قضت عليه شدة تمسكه بالآداب المسيحية وتعاليمها أن يقوم بنفسه بطلب الصلح مع الوالي الذي رفض قبول الصلح ولذلك طال النزاع بينهما زمانًا.
رئاسته لمجمع افسس المسكونى:
ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي تولي الكرسي في سنة 428 م.
في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله..
اجتمع لأجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الشهير بالصغير فرأس القديس كيرلس بابا الإسكندرية هذا المجمع وناقش نسطور,
كما أظهر له كفره وهدده بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن رأيه الفاسد
وكتب حينئذ الإثنى عشر فصلا عن الإيمان المستقيم مفندا ضلال نسطور
وقد خالفه في ذلك الأنبا يوحنا بطريرك إنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك وانتصر كيرلس علي خصوم الكنيسة وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل القيمة شارحًا ومثبتًا فيها “أن الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد” μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη، وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي
كما نفي الإمبراطور نسطور في سنة 435 م. إلى البلاد المصرية وأقام في أخميم حتى توفي في سنة 444 م.
من اعماله الخالدة:
أيضا من أعمال البابا كيرلس الخالدة شرح الأسفار المقدسة
ولما أكمل سعيه مرض قليلًا وتنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام.
صلاته تكون معنا. آمين.
تحيا مصر رئيسا وقيادة وشعبا وشرطة وجيشا والجميع والمصريين الشرفاء والله ولى التوفيق والنجاح الدائم.
نياحة القديس كيرلس عمود الدين البابا الـ24 من باباوات الأسكندرية



