تحليل مبسط لما يحدث فى السودان حاليا,

 

منذ الصباح تتناثر أخبار السودان مابين خبر يعرف الأحداث بأنها إنقلاب و بين خبر يعرفها بأنها تعديل فى الحكومة,

الموضوع بالتفصيل ان الفريق عبد الفتاح البرهان قرر اليوم إعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك, وكل أعضاء الحكومة و بعض أعضاء مؤسسات المجنمع المدنى , و بالرغم من أن كل السلطات الفعلية فى يد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان, إلا أن قرار إعتقال حمدوك أثار استفسارات و أسئلة كثيرة,

منها حجم العواقب التى قد تأتى على السودان و أهمها العقوبات الأمريكية, حيث أنه بالقانون الأمريكى عند ذكر كلمة إنقلاب فى أى دولة يكون إلزاما على الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على هذه الدولة.

أيضا أصبح السودان ملعبا كبيرا لدول كثيرة لها مصالح, وهذا يذكرنا بأحداث 25 يناير, عندما كانت مصر ملعبا كبيرا لكل أجهزة المخابرات العالمية,

و لشرح تفاصيل ماحدث:

اليوم نشر وزير الثقافة و الإعلام السودانى علي حسابه علي الفيس بوك و قال, عبد الله حمدوك إختفي او تم إعتقاله هو و زوجته ,

ثم اعقبه بعد حوالى ساعة بوست اخر من وزير الثقافة والإعلام السودانى أيضا و قال, أن عبد الله خمدوك رفض دعم الإنقلاب و لذلك تم إعتقاله,

و فى مثل هذه الأحوال نجد المجتمع يتحول إلى فسطاطين واحد مع عبد الله حمدوك ويقول أن ما حدث هو إنقلاب على الشرعية, و الاخر مع الفريق عبد الفتاح البرهان يقول أن ما حدث هو حل الحكومة و هذا من حق الفريق البرهان.

و هنا دعونا نتعرف عن سبب ماحدث,

السودان لديه مشاكل سياسية تثقل كاهله متراكمة منذ خمسون عاما, منها على سبيل المثال مشاكل الإنفصال و التى بدأت بإنفصال الجنوب عن الشمال, و حاليا شرق السودان يطالب أيضا بالإنفصال.

مشاكل إقتصادية, الغلاء و كورونا , ومشاكل شرق السودان للإنفصال و إغلاق ميناء بور سودان, و إنهيار العملة.

و فى مثل هذه الأمور يرمي كل مسئول المسئولية على الأخر, و تكثر المشاكل و تتفاقم.

فتكون النتيجة كل واحد يريد الإصلاح من وجهة نظره, يكون المطلوب منه إزاحة الأخر

فمن وجهة نظر عبد الفتاح البرهان انه يرى أن المشكلة فى المكون المدنى لقيادة البلاد فى المرحلة الإنتقالية لا يصلح, و يؤيد فكرته ما وصلت إليه حال البلاد حتى الأن.

و من وجهة نظر حمدوك يرى أن عبد الفتاح البرهان يجب أن يسلم السلطة فى نوفمبر 2021 و ستصبح سلطة البلاد كلها سلطة مدنية و لايوجد اى سلطة عسكرية.

و الحقيقة أن ما حدث لم يكن مفاجأة على الشارع السودانى فقد كانت هناك مؤشرات يشعر بها الشارع السودانى, وهذا ماصرح به مسئولين فى تجمع المهنيين فى السودان و يعتبر هذا التجمع من أكبر التجمعات فى السودان, حيث يعتبر أول تجمع يشير إلى إنقلاب عسكرى قادم فى الطريق منذ أكثر من عشرة ايام

و بذلك يكون البرهان أخذ قرارا خطيرا, بان يكون مكون الحكم فى السودان من العسكريين دون المدنيين, و يقول أنه قرر تسليم الحكم بعد انتخابات سيتم إجراؤها فى يوليو 2023

و لكن الأمر يختلف عما حدث فى مصر فى يوليو 2013 حيث كانت أغلبية الشعب على يد واحدة تؤيد وقوف الجيش بجانب الشعب لإزاحة حكم الإخوان.

على عكس الشارع السودانى حاليا, فشماله عكس جنوبه و شرقه عكس غربه و إنقسامات داخلية.

لذلك يكون موقف الجيش السودانى بدون دعم شعبي كبير, موقف لا يحسد عليه و يكون فى أصعب أحواله و لو خرج منه سالما يكون مثل الناجي من فك الاسد, لأن هذا الأمر يزيد الإنقسام و بالتالي يزيد المشاكل.

و هنا نتسائل عن موقف الإدارة الأمريكية

المبعوث الخاص للإدارة الأمريكية فى لقاؤه مع البرهان منذ ايام صرح وقال, نحن لاندعم الإستيلاء على السلطة بالقوة,

و على الخط تدخل مباشرة إسرائيل, فقد صرح أحد الصحفيين الإسرائيليين إيلي كوهين على حسابه على تويتر و قال إن ما حدث لا يعتبر إنقلاب و إنما تصحيح لأوضاع سياسية.

و هذا معناه أن إسرائيل تدعم ما حدث, و ستحاول تبسيط هذا الأمر مع الأمريكان, لكي لا يعتبر الأمريكان أن ما حدث هو إنقلاب.

فهل تنجح إسرائيل في إقناع أمريكا بعدم فرض عقوبات على السودان؟ الأيام سوف تكشف.

و لكن بعد كل هذا التحليل و الشرح يجب أن نعرف ما هو موقف القاهرة من هذه الأحداث من حيث الأضرار التى ستحدث و منها:

قد يحدث تدفق من الشعب السودانى إلى مصر كما حدث فى الدول المجاورة عندما تدهورت أوضاعهم الأمنية و السياسية, فهل مصر قادرة على إستيعاب هذا الامر؟

أيضا تعتبر مصر أن السودان هى أمن إستراتيجى لها, فهى على حدودها الجنوبية.

ايضا هل السودان قادر مع مشاكله الداخلية و متابعة مشاكله الخارجية مع أثيوبيا و سد النهضة.

نتمني الخير للسودان و شعب السودان.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: تحذير: هذا المُحتوى محمي !!