” كايرو آي ” مشروع مستفز
سلوي ستيفن
مشروع كايرو آي عبارة عن عجلة دوارة علي مساحة 20 ألف متر و بارتفاع 120 مترا ، يقام في حديقة المسلة التراثية ، تضم 48 مقصورة ، و هي مشروع ترفيهي و سياحي يقام في حديقة المسلة التراثية المجاورة لحديقة الأندلس علي النيل في مقابل برج القاهرة بمدخل جزيرة الزمالك ، تكلفة المشروع 500 مليون جنيه ، يقال أنه سيجذب 2,5 مليون زائر سنويا ، الأمر المثير للغضب أن هذا المشروع افتتحه محافظ القاهرة بعد أن حصل علي كل الموافقات من الجهات الرسمية ، و السؤال الأن كيف تتحول حديقة عامة الي مكان خاص يملكه رجل أعمال و يحرم عامة الشعب و البسطاء من التمتع بجمال الحديقة لأنها تحولت الي مكان ترفيهي مرتفع التكلفة ؟
و كيف يحصل هذا المشروع علي الموافقات من الدولة مع أنه سيكون مصدرا للتلوث و الازدحام المروري و الضوضاء لمنطقة الزمالك التي هي في غني عن كل ذلك ؟ و رغم انتقاد الكثير من الشخصيات العامة و المهمة لهذا المشروع مثل عمرو موسي وزير الخارجية الأسبق و منير فخري عبد النور وزير الصناعة الأسبق و د. أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب و عضو المجلس عن دائرة قصر النيل التي يقع المشروع في نطاقها ، حيث قدم د. أشرف حاتم استجوابا للمجلس متسائلا كيف تمنح محافظة القاهرة الموافقة لهذا المشروع علي أرض الزمالك و هي محمية طبيعية و حديقة الأندلس حديقة تراثية لا يجب التصرف فيها الا بالقوانين و بموافقة المواطنين و المجتمع المدني .
في رده علي مشكلة الازدحام المروري يقول أحمد متولي رئيس مجلس شركة هاواي صاحبة و منفذة المشروع ان الزوار سوف يستخدمون وسائل مواصلات متنوعة من بينها النقل النهري ، ألا يعلم السيد متولي أننا لا نملك الا الأتوبيس النهري اليتيم المتهالك الذي يشكل الازدحام فيه خطرا علي حياة الموا طنين ؟ وان توافد أعداد كبيرة بالنقل النهري قد يسبب تلوث لنهر النيل ؟
و السؤال الأن هل يأتي السياح الي مصر ليذهبوا الي المراجيح ؟ ألا يأتي السياح الي أم الدنيا لزيارة أثارها العظيمة و شواطئها الساحرة ؟ أولا يوجد برج القاهرة لرؤية كل معالم تلك المنطقة أم أن الرؤية لن تحلو الا من داخل تلك العجلة الدوارة العملاقة التي قد تسبب مشاكل صحية لمرتاديها ؟
الشارع المصري في حالة غليان ، لأن الشعب في تلك المرحلة الصعبة ينتظر من رجال الأعمال و المستثمرين تأسيس مشروعات انتاجية تغطي احتياجات السوق المحلي و تنافس في التصدير أيضا ، سواء في مجال الزراعة أو الصناعة أو اساطيل الصيد أو الفنون بأنواعها ، بحيث تخلق فرص عمل كثيرة للشباب في جميع التخصصات ، أما المراجيح فهي كثيرة و لا توجد أية شهية و لا يوجد وقت للتأرجح في مجتمع ينتظر الفرص التي توفر له الحياة الكريمة . رحم الله رجل الاقتصاد المصري الراحل طلعت حرب .